ظل الأستاذ “كمال عمر” رئيس كتلة المؤتمر الشعبي، يستفز البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان، بين الفينة والأخرى لا ندري سر هذا الاستفزاز رغم اعتذار المؤتمر الشعبي للبروفيسور الفترة الماضية على ضوء اتهامات ساقها الأستاذ “كمال عمر”، باعتبار أن رئيس البرلمان لا يمنحهم فرصة الحديث، وهذا القول مهما كان فلا يجعل الأستاذ “كمال” أن يتطاول على رئيس البرلمان وهو بمثابة الأخ الأكبر وواحد من القيادات السياسية التي كان ينتمي لها الأستاذ “كمال” أن كان فعلا كان من الجماعة أصلا، فالبروف “إبراهيم” يتصف بالحكمة وسعة الصبر ولم نرَ منه في كل تاريخه السياسي قد تعرض لما تعرض له وهو في قمة الجهاز التشريعي اليوم، إن الأستاذ “كمال” كان من المفترض أن يتعلم من تجارب الآخرين خاصة وقد جلس لفترة طويلة مع الشيخ الراحل “الترابي” وقد قربه أكثر من قيادات كانت الأقرب إليه منه.. ولكن يبدو أن التقارب السابق جعله يساوي كتفه مع الأكبر منه قامة وعمراً وتجربة، وفي أدب الأخوان عدم التطاول على من هم أكبر منك سناً وتجربة وخبرة.. ونحن لا نقول إن الأستاذ “كمال” قل الأدب على البروف “إبراهيم” ولكن لم يحسن التعامل معه، لأن مثل البروف “إبراهيم” لا أحد يتطاول عليه مهما كان الخلاف وأي خلاف هذا، هل منع رئيس البرلمان أحداً الحديث يعد جريمة أو استهداف يجعل مثل الأستاذ كمال يثير كل هذا الغبار في البرلمان، فهناك من هم أكبر منه في البرلمان، وربما لم يتحدثوا سواء في هذا البرلمان أو البرلمانات السابقة.. إن سلوك أستاذ “كمال” هذا لا يشبهه، وهو رجل خلوق واجتماعي ويحترم الآخرين، ولكن لا ندري ما الذي جعله يخرج عن طوره ويستخدم هذا الأسلوب الذي لا يشبهه خلقة وأخلاقاً، ولذلك لابد أن يعتذر هذه المرة بنفسه بدلا عن الحزب الذي ادخله في جحر ضيق أو جحر ضب كما يحلو للإمام “الصادق المهدي” أن يقول، فالمؤتمر الشعبي الذي حل على البرلمان حديثاً بعد الحوار الوطني يجب أن يكون إضافة بدلا أن يكون منسوبوه خميرة عكننة تفسد على الآخرين الجلسات ومناقشة القضايا المهمة التي ينتظرها المواطن خاصة وأن حكومة الوفاق الوطني لها مهام محددة يجب أن تنجزها قبل انتخابات 2020 ولذلك على النواب أن يركزوا على الأهم بدلا من إثارة مواضيع لا تخدم شئ قضايا الدولة والمواطن فإن تحدث الأستاذ “كمال” اليوم أو لم يتحدث فلن تطير الدنيا، ولذلك لابد أن يكون هناك تفاهم بين رئيس البرلمان والأعضاء خدمة لهذا الشعب الذي صبر كثيراً لحل قضاياه المعلقة خاصة وأن المعيشة أصبحت صعبة على الكثيرين منهم فهم في حاجة إلى تناغم داخل قبة البرلمان، أما أن كانت قضية الأستاذ “كمال عمر” قضية خاصة به وبحزبه فهذا يجب أن تناقش في إطار العلاقة بين الحكومة والمؤتمر الشعبي الذي ارتضى المشاركة في الحكومة وارتضت قيادات الشعبي بالقسمة التي منحت لهم أما الأستاذ “كمال” أن كان يريد وزارة محددة أو منصباً آخر فهذا لا يعطيه الحق في توتر البرلمان ورئيسه الذي يكن الاحترام للجميع ومازال يجد الاحترام والتقدير من أعلى قمة في الأجهزة المختلفة ولم نسمع أن أحداً قد أغضبه أو شتمه أو أساء الأدب معه، لذا ولما للأستاذ “كمال” من تقدير لدى الكثيرين من الساسة والسياسيين عليه أن يوقف أولاً مثل تلك المهاترات التي لا تجدي. وثانيا أن يضغط على نفسه ويذهب للاعتذار للبروف “إبراهيم” من منطلق الأبوة وليس الحزب أو الرئيس.. ويا دار ما دخلك شر.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي