كشف مدير معهد إعداد الأئمة والدعاة بجامعة القرآن الكريم دكتور ناجي مصطفى بدوي عن معلومات خطيرة تتعلق بوجود خطاب سياسي في الجامعات يدعو إلى اللادينية والإلحاد، وقال في تصرح للصيحة الآن ظاهرة الإلحاد في الجامعات أصبحت مخيفة في التملص من الإسلام ومن تعاليمه، وأضاف في المقابل يوجد خطاب متطرف يدعو دون علم إلى الجهاد في سوريا وغيرها من بلاد المسلمين.
وأضاف دكتور ناجي نحن استهدفنا في دورة المهارات المتقدمة في الخطاب الدعوي السياسي (200) شاب من الدعاة العاملين في الجامعات وشروط الالتحاق بهذه الدورة أن يكون الداعية لديه عمل ميداني وأن يكون داخل أحد الجامعات السودانية وأما ان يكون هو نفسه طالب أو أستاذ في هذه الجامعة .
صف وسطي
وأضاف ناجي بقوله: (نحن نركزعلى الدعاة العاملين أصحاب الفكر وليس الفكر المنحرف أو الخطاب الذي فيه تطرف أو غلو وهذه الدورة موجهة لأجل بناء صف وسطي في الجامعات يحارب الخطاب المتطرف الذي بدأ الآن يظهر على السطح في كثير من التيارات الإسلامية التي تدعو إلى التكفير والتفجير والخطاب غير المنضبط الذي يحث على السفر الى سوريا وغيرها وتدعو إلى تفريق جموع المسلمين وتكفيرهم وأيضا الخطاب المتطرف الذي يميع الدين وقضايا الدين وكأن الإسلام ليس فيه ثوابت وهنالك خطاب يدعو إلى الانحلال والاختلاط والتساهل في المحرمات، بدعوة أن نصوص الإسلام التي كانت في زمن النبوة نزلت في ذلك الزمان والآن الزمن تغير، وهذا الخطاب يدعو إلى تمييع الدين وضياع ثوابته بين هذين الخطابين المتطرفين الموجودين في الجامعات لدينا خطاب تكفيري يدعو للخروج على الحاكم ومجابهته بالسيف، وخطاب يدعو إلى تمييع الدين وإلى اللادينية وإلى الإلحاد والآن في ظاهرة الإلحاد في الجامعات أصبحت مخيفة في التملص من الإسلام ومن تعاليمه وهذه الدورة استهدفت الوسط الجامعي تحديدًا وهي الدورة الأولى من نوعها والتي تنفذ في السودان والتي تستهدف المشكلات المتعلقة بالخطاب الدعوي نحن استهدفنا مئتي شاب والآن القاعة يوجد بها مئتان وخمسون متدرباً وهم من جميع ولايات السودان ولدينا خمسة متدربين قادمون من دولة جنوب السودان وركزنا على الجانب المعرفي والتعريف بأصول الدين وأصول الفكر السياسي وما هي علاقة الدين بالسياسة وكيف تصدر الفتوى السياسية، وهذه مسائل فيها إشكاليات كبيرة جدًا لأن كثيراً من الدعاة وطلاب العلم الذين لم يتخصصوا في العلم الشرعي يعتقدون بأن السياسة ليست لها علاقة بالدين وأردنا أًن نثبت لهؤلاء بأن الدين كله سياسة وهي نابعة من رحم الدين وعلى ذات الصعيد نقدم جانبا مهاريا يتعلق بمهارات الإلقاء والتعبير ومهارات الخطابة والتعبير عن الذات وعن الفكرة وبناء منطق الفكرة وتقديمها للآخر بالإضافة للموضوعات النقاشية ومناقشة بعض القضايا المعاصرة كالديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية والحرب على الإرهاب والفرق بين الإرهاب الإسلامي الموجود فى القرآن، والإرهاب التجريمي وترويع الآمنين وبعد انتهاء أي دورة نقوم بتلخيص المخرجات وإصدار كتاب حول ما توصل له المتدربون من هذه الدورة وأتوقع بنهاية هذه الدورة إصدار كتاب جديد ونسميه أصول قضايا السياسة المعاصرة سيناقش القضايا السياسية من وجهة تأصيلية ومرجعية علمية مربوطة بالكتاب والسنة ومتصلة بالواقع وقضاياه ومستجداته .
شراكات ذكية
وبحسب ناجي فإن هذه الدورة وغيرها من الدورات التي يقوم بها معهد جامعة القرآن الكريم يعتمد على الشراكات الذكية وهذه الدورة تقوم بشراكة ذكية مع وزارة الإرشاد والأوقاف ممثلة في المركزالقومي لتدريب الأئمة والدعاة، وقد وضعنا خطة إستراتيجية لتدريب 28 ألف داعية حول السودان. وتعتبر هذه الدورة النسخة الثانية لدورة شبيهة في ولاية شمال دارفور..
والحديث لا زال لدكتور ناجي الذي يضيف : ونخطط لدورتين في اغسطس وسبتمبر، وقد عقدنا العزم بأن يشهد نهاية هذا العام تدريب ألف داعية وللمعهد شراكات من داخل السودان وخارجه مثل المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية في ولاية الخرطوم والمجلس الأعلى للدعوة والإرشاد وشراكة مع وزارة الرعاية الاجتماعية أيضاً يقوم المعهد بشراكات مع منظمات المجتمع المدني.
والمعهد أنشئ في العام 2013 وقد نفذ أكثر من خمس عشرة دورة تدريبية بهذا الحجم وهذه الدورة لدينا فيها ثلاثة كتب أصول الفكرالسياسى يتحدث عن تأصيل علم السياسة والكتاب الثاني اسمه قضايا سياسية معاصرة في ضوء الكتاب والسنة يتحدث عن القضايا المعاشة الآن سوريا وداعش وتنظيم الدولة والإرهاب، والكتاب الثالث اسمه حوار هادئ حول قضايا التكفير ويتحدث عن كل القضايا والشبهات حول التكفير .
وتحمل وزارة الإرشاد هم تدريب الدعاة وأتوجه بالشكر للوزارة وأخص الأستاذ حامد يوسف وقد كان يلاحق المعهد لتنفيذ هذه الدورة .
أمدرمان: محمد نور محكر
صحيفة الصيحة