أكثر من لون
* حكايات الطرقات لا تنتهي ، كثيفة هي كظلال أشجار غابة مهجورة ،تقتلع جذور الزيف وتغرس بذرة الحقيقة ، تفضح توازننا لندرك فجأة أننا مصابون بشلل رعاشي في كل أطرافنا الحسية ، تخلع عن أعيننا عُصاباتها الحاجبة للرؤيا وتهدي عدساتها انعكاس الواقع ، الآن يمكن للجميع مشاهدة الذي يحيط بنا من تفاصيل ، حتى وإن أغلقتم تلك العدسات اللاصقة ، أو ألغيتم بإنسانيتكم في جوف القسوة ، لن تستطيعوا منع أنفسكم من رؤية هذا البؤس وذاك الفرح ، لن تستطيعوا قتل الذي إستطال في الأرحام ، أو الذي ظل مغلفاً في عُلب الهدايا ، لا مجال للنكران و الهروب ، الجميع بات يقف على خشبة المسرح ، والجميع يملك دوره في المسرحية …
* القلب والروح توأمان متطابقان في سرعة الحب والنسيان ، طالما أننا لا ندري في أي مشهد سنعلق ، ولا تلك الأرض التي سينثر عليها رمادنا ، لكن لن نكف عن الدوران حول حكايات الماضي والحاضر ، لن نقلع عن تدخين الذكريات ، ولن نرضى بكل ما أوتينا من نعم أو إبتلاء ، سنركض خلف اللاشئ ، ونذوب في اللاحقيقة ، ونسافر على ظهر بساط الريح الى المستحيل ، لن نتعب من الإنتظار ، ولن نسأم من طرح الأسئلة الساذجة ، ولا التحديق في القمر ، ولا إنتظار يوم غد ، وسنظل دوماً نصدق أن ثمة ذهب في نهاية قوس قزح …
* هنالك خيط رفيع بين الحقيقة والزيف ، بضع خطوات تجعل المشهد أكثر صدقاً أو كذباً ، طفل يتمدد عند ناصية الطريق السريع ولا يخشى إطارات السيارات الطائشة ، ولا إهتزاز الطريق الأسفلتي ، ولاحتي حرارة الشمس ، ولا نظرات المارة ، يأخذ شكلاً كروياً هزيلاً وتحتوى جسده بعض الثياب المتسخة البالية ، ينتفض سريعا كلما سمع صوت النقود الحديدية ، إذ أنه يمتلك مهارة إقتلاعها من أيدي الآخرين بسهولة، وامرأة تركض في الطريق الآخر تحمل بين ذراعيها طفلا رضيعا لا نسمع له صوتاً رغم أنها تشكو من سطوة الجوع لكن تظل هي وطفلها في كامل التوازن وعند المغيب تجلس قبالة الشمس لترصد ماتبقى من ضوء لإحصاء ماتحوى حقيبتها المهترئة من نقود ، ثم يختفي الجميع ويستيقظوا في اليوم التالي على ذات الحلم والإيقاع …
* قصاصة أخيرة
ابحثوا عن العدسة فثمة الكثير من الصور.
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة)