إسرائيل.. لن تفتح لنا خزائن الأرض

لا أرى مبرراً للحملة الشرسة التي يتعرض لها نائب رئيس الوزراء السيد “مبارك الفاضل المهدي”، بسبب تعليق عابر عن العلاقات مع إسرائيل، في ثنايا حوار تلفزيوني، فهو لم يصدر بياناً باسم حزبه في ختام مداولات اجتماعات مكتبه السياسي أو هيئته القيادية أو مؤتمره العام، معلنا أن الحزب قرر اعتماد التطبيع مع دولة إسرائيل ضمن برنامجه في محور العلاقات الخارجية، كما أعلن من قبل أحد الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني من داخل قاعة الصداقة.
ما قاله “مبارك” تؤمن به الكثير من النخبة السودانية، يقوله العديد من القيادات السياسية في المجالس الخاصة، والفرق بينه وبينهم في مستوى الجرأة والقدرة على التعبير عما يجيش في الدواخل !!

السُلطة الفلسطينية علاقاتها طبيعية مع دولة الاحتلال وبينهما اتفاقيات سارية مالية وإدارية، وعدد من دول الخليج يدير علاقاته مع الدولة العبرية عبر واجهات مختلفة، بعضها تجاري، وبعضها تعاون فني وتقني، وقد شارك أكثر من مسؤول ودبلوماسي إسرائيلي في أكثر من منشط عام في أكثر من مناسبة بعدد من عواصم الخليج العربي ولا داعي للتفاصيل.

“مصر” و”الأردن” و”تركيا” ممثلة الخلافة العثمانية وحامية حمى الإسلام في عهد السلطان “إردوغان” ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
المغرب كانت لديها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل انقطعت بعد الانتفاضة الفلسطينية في العام 2000 م، ولكن ما يزال هناك تواصل دبلوماسي وحركة تجارية، كما أن رحلات الطيران عاودت التحليق بين “كازبلانكا” و”تل أبيب”.

ورغم ذلك.. أقول إن الوقت غير مناسب للسودان للتطبيع مع دولة إسرائيل، مع أن “تل أبيب” – نفسها – لا تصنف السودان دولة معادية كما تصنف “إيران” مثلا، ورغم هذا التصنيف فإن القيادة الإيرانية استخدمت لوبي (حاخامات إيران) من زعماء الطائفة اليهودية في بلاد فارس، للضغط على الإدارات الأمريكية والحكومات الأوربية، وأفلحت في الخروج من مأزق العقوبات غير ما مرة !!

لن تقدم إسرائيل شيئاً مفيداً لاقتصادنا وبنية دولتنا الأساسية كما يمكن أن تقدم “الصين” أو “روسيا” أو “ألمانيا”، وهي لم تقدم نفعاً اقتصادياً لدول مثل “مصر”، “الأردن”، “إثيوبيا”، “كينيا”، “إريتريا “، إلا في مجال المخابرات، رغم زراعتها للكثير من الجواسيس هنا.. وهناك.. حتى في الدول الصديقة لها والمتحالفة معها.

علينا أن نتدبر أمرنا.. ونحل مشكلاتنا الداخلية أولا، فإن أمريكا وإسرائيل لن يفتحا لدولتنا خزائن الأرض، ولا فوائض الصهيونية العالمية، بل سيأخذان دائماً أكثر مما يقدمان، وهذا ما تعودا عليه.

الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version