ومايو الحمراء قد اكملت الثلاثة اشهر بعد ان استلم الشوايعة الحكم فى البلاد بانقلابهم المشئوم متحالفين مع القوميين العرب ومع النميرى ، تذيع اذاعة ام درمان خبر وفاة الزعيم الازهرى مع ذكر انه كان استاذا فى المدارس بالسودان وفقط دون اشارة الى سيرته الوطنية الحافله والتى يعرفها كل سودانى ولا تحتاج الى تعريف الرفاق الاغبياء الذين لم يكتفوا بهذا التقزيم ،بل قام الرفاق بغبائهم وحقدهم ولا اخلاقيتهم المعهوده بالتعتيم على موعد الدفن خوفا من تدفق الجماهير وحتى لايتحول التشييع الى مظاهره سياسية تهز عروشهم المهزوزه والعارية من كل سند شعبى ورغم ذلك خرجت الجماهير تسد الافق وهى تودع زعيمها وقائدها ورافع علم استقلالها ،فاحاط الرفاق المقابر بالجنود والسلاح .
كل الدلائل اشارت الى ان اغتيالا قد تم للزعيم وحدث هرج ومرج ولكن لحكمة من تولو الامر من الاسرة والزعماء الوطنيين استلموا الجثمان وباشروا اجراءات الدفن فالرفاق كانوا متعطشين للدماء وهم وقتها فى صلف وغرور يرددون اشعار محجوب شريف وكمال الجزولى عبر اذاعة ام درمان .. وبيك يامايو ياسيف الفداء المسلول نشق اعدانا عرض وطول … ان نقتل اسهل من القاء تحية وان نمسح حد السيف بحد اللحية .
الرفاق كانوا يكرهون الازهرى ولهم معه ثأرات قديمه فلم يصدقوا ان يجدوه بين ايديهم لقمة سائغة ولذا لم يفوتوا الفرصه وهو فى المعتقل ليفعلو فعلتهم البغيضة وسبب الكراهية هى اولا لشعبيته ثانيا لتدينه الظاهر ولذا صنفوه مع اليمين الرجعى ثالثا لموقفه وانحيازه للجماهير ابان حل الحزب الشيوعى عندما افتروا على بيت النبوة مرددين قصة الافك فقد خطب الزعيم الازهرى من بيته فى الجماهير النى اتته قائلا لها اذا لم يحل البرلمان الحزب الشيوعى سانزل الى الشارع لأقود الجماهير بنفسى….
رحم الله الزعيم الازهرى وجزاه الله عن امته كل خير قدمه وتقبل الله شهادته وطهر بلادنا من كل ملحد لايؤمن بيوم الحساب وجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن انه نعم المولى ونعم النصير.
بقلم
ابو الفيض