في صالة كبار الشخصيات بمطار الخرطوم والتي تم تخصيصها لاستقبال الأطفال العائدين من ليبيا بعد مصرع ذويهم المنتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) اختلطت دموع الفرح بالحزن من أقارب الأطفال لحظة هبوط الطائرة الليبية مدرج المطار عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف نهار الأمس ، ولم يمنع اقتراب طائرة الخطوط الأفريقية ، التي تحمل في متنها أطفال الدواعش من الصالة إحدي النسوة لتوثق بهاتفها تفاصيل إنزال الأطفال من خلال الزجاج السميك الذي يفصل الطائرة عن القاعة وهي تدخل في نوبة بكاء هسترية لم يقطعه سوي المؤتمر الصحفي الذي كشفت فيها الجهات ذات الصلة عن الجهود التي بذلت لإرجاع الأطفال الأربعة الي حضن الوطن بعد أن فقدوا آباءهم وتركوا أحضان أمهاتهم اللائي يقبعن في السجون الليبية نتيجة انتمائهن لتنظيم إرهابي وقعوا في براثنه نتيجة للتضليل ،وعلى الرغم من أن العودة تحرك الأشجان والآلام للأسر المنكوبة بفقد فلذات أكبادها إلا أنها ربما تعوضهم عن الفقد الجلل بأن عادت لهم بمن يحملون أسماءهم وربما بعض الملامح. أيمن المدو ادماج في المجتمعممثل دائرة مكافحة الإرهاب بجهاز الأمن والمخابرات الوطني العميد أمن التجاني إبراهيم اكد أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني يكافح الإرهاب بواسائل غير تقليدية ،عبر ثلاثة محاور هى الحوار المباشر مع الموقوفين داخل المعتقلات وخار جها بجانب إعادة تأهيل ودمج الموقوفين بعد إطلاق سراحهم وتحصين المجتمع من خلال العمل الإعلامي والجراعات الاجتماعية والثقافية والنفسية عبر القطاعات المختلفة، وقال كل ذلك يتم خلال الرعاية المباشرة من رئيس الجمهورية المشير عبر بوابة المجلس الأعلى للتحصين وأشار إلى الأطفال العائدين سيجدون الرعاية الصحية والنفسية حتي يندمجوا بصورة كلية في المجتمع لافتاً الى أنهم يمثلون آخر مجموعة مرصودة لدى الجهاز ، وأعرب التجاني عن تقديره للسلطات الليبية الرسمية والشعبية وللبعثة الدبلوماسية السودانية ،جمعية الهلال الأحمر الليبي من خلال مساهماتهم في إرجاع الأطفال سالمين إلى ذويهم أربعة أطفالمساعد القنصل بطرابلس السفير عبيد محمد عبيد أكد في معرض حديثه أن الأطفال تلقوا رعاية طبية طوال فترة الثمانية أشهر التي قضوها بجمعية الهلال الأحمر الليبي، مشيراً الى أن تضافر الجهود بين ليبيا والسودان ساهم في إرجاع الأطفال كاشفاً عن وجود طفلين آخرين في السجون الليبية برفقة والدتيهما بجانب اثنين اخرين تجاوزا مرحلة الطفولة ببلوغهم سن الـ(14) عاماً مما عدتهما السلطات اليبية مجرمين بموجب القانون الليبي ، وقال إنهم بصدد إرجاعما الي الوطن بعد الفراغ من مباحثتهم مع الجانب الليبي ، وأردف إن الأطفال الذين سيتم تسليمهم الى ذويهم هم نوال محمد عبد الله والأشقاء عفراء وعبد الله وعبير محمد أبوزيد وكشف عن أنهم عثروا على الأطفال في منطقة سرت إبان المعارك التي د ارت بين قوات البنيان المرصوص الليبية والدواعش «أنس أمنية»وأناب في الحديث عن أسرة الشيخ أبوزيد محمد حمزة المحامي المعروف عادل عبد الغني معرباً عن تقديره لجهاز الأمن والمخابرات الوطني ودوره في العملية التي وصفها بالجليلة التي قال يمكن نسميها عملية «انس امنية» وأردف أنها من العمليات التي تجعل المرء السوداني يشعر بالاعتزاز والفخر، لهذا الوطن من خلال اهتمام الدولة ورعايتها لمواطنيها أينما وجدوا وإرجاعهم الى حضنه وقال : نيابة عن الأسرة نرفع لهم كل آيات التجلي والاحترام والتقدير وقطع عبد الغني بعدم وجود جوانب قانونية تترتب في موا جهة الأطفال ، بينما قال عم الطفلة نوال أحمد عبدالله ،صديق أحمد عبد الله إن أخاه لقي حتفه وزوجته وأطفاله الإثنين في المعارك التي درات بسرت قبل عيد الفطر المبارك معرباً عن تقديره للأجهزة الرسمية المختلفة في اهتمامها بأطفالهم .
اخر لحظة