خرجت لشراء “الحلوى”.. لتجد نفسها في دار الإيواء بتهمة “التسوّل”.. قصة الصغيرة (إيمان).. والإعتقال الخاطئ..!

لم تكن الـ(14) يوماً التي عاشتها أسرة الطفلة (إيمان) التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام، سوى أياماً للنواح، بعد أن صار البيت مقصداً لكل سائل ومستفسر من الأقارب والأصدقاء والجيران ومعلميها وأقرانها بمدرسة (جبرة)، يسألون عن ما أسفر عنه بلاغ الشرطة وعمليات البحث المضنية التي كان يمارسها والدها بعد أن ترك عمله كسائق (ركشة) وأصبح يجوب الطرقات بحثاً عن إبنته التي تجمعه بها علاقة ود من نوع خاص دون أبنائه بحد تعبيره.

 

وفي حديثه لصحيفة (المجهر السياسي)، ذكر والد الطفلة (محمد عبد الله)، أنه كان يجوب الطرقات دون وجهه محددة، قاصداً مناطق مختلفة في محلية الخرطوم بدءاً من سوبا وأبو آدم والشجرة وحتى مناطق أخرى، وهو ينتابه الخوف الشديد سيما عقب إنتشار أخبار الغياب والإختطاف مؤخراً، ويضيف: كنت أذهب يومياً إلى مقر النيابة أسأل عن مستجدات البلاغ ولم أجد سوى وعوداً فقط.

 

يُذكر أن الطفلة (إيمان) كانت قد خرجت بمعية صديقتها بعد أن عادتا من المدرسة وتوجهتا إلى سوبر ماركت (الأنفال) لشراء حلوى ليست كتلك التي ألفتها في البقالات الأخرى، ولم تلبث قليلاً حتى وجدت نفسها ضمن مجموعة كبيرة من الفتيات المتسولات الممتهنات للمهنة داخل (دفار) كبير، ولم تجدِ محاولاتها مع رجال الشرطة نفعاً، مرددة على مسامعهم أنها ليست كما يعتقدون، وأن لديها أسرة تعيش في كنفها وأخوة يبادلونها الحب، وذهبت محاولاتها أدراج الرياح.

 

ويقول (محمد): عشت أياماً قاسية والأفكار تعصف بذهني دون أن أهتدي إلى دليل، وبعد مرور 13 يوماً هداني فكري للبحث في جميع دور الإيواء الموجودة بالعاصمة، وبدأت بمعسكر الإرشاد للطفولة بالقرب من جامعة إفريقيا العالمية كأول محطة لي، وعندما وجدت إسم إبنتي بين الفتيات اللواتي تم القبض عليهن، وترحيلهن إلى معسكر كرري كاد أن يُغمى علي، وزاد: لم أصدق نفسي وقتها وأصبحت أكبر وأهلل وأحمد الله، وخشيت أن أُصاب بعلة إثر فرحتي الشديدة، الأمر الذي دعاني إلى إبلاغ شقيقي أن يسبقني إلى المعسكر وتسلّم (إيمان) مخافة أن لا أصل إليها.

 

وتقول (إيمان) أنها ظلت تبكي يومياً وتخبرهم بأن لها أسرة ومدرسة ورفاق دون أُذن صاغية تسمع لها، لافتة إلى أن المكان كان يحوي كثيراً من الفتيات الأمر الذي حدا بالقائمين على امره أن يضعوا خمس فتيات في السرير الواحد عند النوم، وقالت: (كل صباح كانوا يقومون بإعطائنا حقنة، وفقدت الأمل في العودة مجدداً إلى أسرتي)، ويضيف والدها بأن المشرفة أكدت له أنها كانت ستقوم بالذهاب إلى جبرة للبحث عن أسرة (إيمان) حيث شعرت بأنها مختلفة عن بقية الفتيات، وناشد (محمد) السلطات توخي الحذر في القبض على المواطنين، لافتاً إلى أنه لم يتم التعامل مع بلاغه بجدية.

 

ود فضل_ النيلين

Exit mobile version