* الأمطار في كل الدنيا.. نعمة من الله.. يستبشر بها الخلق والأنعام خيراً.. ما عدا أهل ولاية الخرطوم.. في زمن (الخليفة) عبد الرحيم محمد حسين.. الذي يتجول في مراتع الدولة ومناصبها كيف يشاء.. مدنية كانت أم عسكرية.. أم حتى سياسية كمسؤول عن المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم.. (الهم).. يصيب سكان (الخلافة) عند هطول القليل من المطر.. فلا ندري هو سوء تخطيط.. أم سوء إدارة.. أم الاثنان معاً.. أم إن الميزانية المخصصة للمجاري وتصريف المياه.. (ذهبت) مع السيول الجارفة في (بحر) الفساد اللجي..؟
* وإلا فبربكم.. هذا منظر عاصمة حضارية.. أو حتى هي (زبالة) مدينة ذات أنقاض.. وبشر يسيرون في طرقاتها حزانى.. مفلسين.. وبعضهم يبحث عن قوت يومه في أو.. داخل تلك (الملكيات) يا خليفة الخرطوم.. يا صاحب (اللكزس) البيضاء الأنيقة.. والطلة والسمت الأكثر أناقة..!!
* ولا أدري كلما أراه.. أتذكر أيامه (الخوالي) في شمال أم درمان.. معهد القوات الجوية..؟!!
* الإعلام.. صحف ومجلات.. تلفزيون وسائط التواصل الاجتماعي كلها تتكلم عن فيضان هذا العام.. وأنه يفوق المعدل الطبيعي منذ سنوات.. والكل يحذر المواطنين.. وأطراف من الحلفايا وجنوب الخرطوم تغرق أو يتهددها الفيضان..!!
* الفيضان قديماً كان موسم فرح.. وزراعة وتكاثر في الأموال والأولاد عند ساكني الضفاف.. كانوا يقدمون أجمل فتياتهم هدية له (عروس النيل).. لم تكن هناك رسوم أو حتى جبايات.. أو نقاط تفتيش.. كان الخير عميماً على امتداد هذا الوادي الجميل..!!
* لم يكن في بطن تاريخم شيء.. اسمه المؤتمر الوطني.. ولا أصلع.. ولا كروش مستديرة ولا سيارات فاخرة.. من عرق سكان الوادي الجميل.. والمخضر أبداً.. (ولا معونات خارجية)..!!
* الكوارث تأتي عندما لا تخطط الدولة (جهاز) حكمها.. الشوارع الفرعية.. داخل الأحياء لتحمل المياه الى المجاري الكبيرة والتي بدورها تنساب بكل سهولة ويسر.. نحو البحر الأزرق.. أو الأبيض.. حسب انحدار الأرض الطبيعي.. ونظام الحكم هذا يقول إن (الحتات) كلها باعوها ولذلك اختفت المجاري الداخلية وتم إغراق الأحياء وهدم المنازل وانهيار المراحيض.. حتى في المدارس وإزهاق الأرواح بفضل نظام الحكم.. لأننا منذ زمان طويل.. نفتقد نظام الدولة.!؟!
* النيل يسجل أعلى معدل ارتفاع.. ولا يأبه أحد خاصة في الخرطوم العاصمة الكبرى.. حيث يعيش الكبار من المسؤولين.. الأبراج الأسمنتية عالية لا تتأثر، بل سيكون المنظر الطبيعي أجمل في عيونهم لأنها بعيدة عن (أنات) المساكين.. والمزارع سيتم تسويرها جيداً وتحصينها بالحجارة وأكياس التراب والرمل.. والأبقار والخراف سيتم نقلها بعيداً عن المياه.. وقد يكون المستقر الى حين منزل راقٍ في شرق المدينة.. وهكذا لن يأبه أحد لقلة الخبز والطعام حتى بين أفواه شعبهم.. الذي يحكمونه بقوة (الكبت) التي أقلها ما حدث في سبتمبر 2013م..
* فهل من مثل هؤلاء يرتجى الكثير.. أبداً.. ولا حتى النذر اليسير..!؟!
* أما وسط الخرطوم.. فأصبح يسبب الكثير من الألم.. منظراً.. أو حتى مكراً.. وأم درمان صارت أبعد من أن تكون عاصمة وطنية.. للفن والإبداع.. والرياضة.. أما وسط بحري فالشاطر من يمتلك أرضاً.. حتى لو كانت من جن سليمان عليه السلام.. بعد (عمارة الدهب).!؟
* العاصمة الكبرى.. صارت أقذر مدن الأرض قاطبة لا يضارعها في ذلك الا قذارة بعض النفوس.. التي تخفي ميزانيات التطوير بداخلها..؟!!
* وما زالت (اللكزس) تسير بهدوء في طرقات المدينة.. وصاحبها لم يترجل عنها..!!
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة