ظل إنسان الريف السوداني يعاني من العطش وقلة المياه في كثير من مناطق دارفور، على الرغم من الأودية التي تحمل كميات كبيرة من مياه الأمطار، فمعاناة المواطن حاولت معظم الحكومات السابقة أن تجد لها حلا خاصة إبان الحكم المايوي، وشرعت في برامج توفير الماء للمواطنين، مما دفع ببعض المغنين أن ينظموا القصائد الغنائية مثل (جبت اللقمة للجعان.. وجبت الموية للعطشان) والماء هو الحياة بالنسبة للإنسان، وحدة تنفيذ السدود نظمت لقاءً لوزير الدولة الأستاذ “خضر محمد قسم السيد” ونائب المدير العام المهندس “مصعب مختار” والمهندس “عمار علي محمد” مع رؤساء تحرير الصحف وكتاب الأعمدة، وقدم البرنامج الأستاذ “إبراهيم شقلاوي” مدير إدارة الإعلام بالوزارة>
أن فكرة (زيرو عطش) التي طرحتها الدولة وتتبناها الوزارة بالتأكيد عمل جيد ويساعد في إيجاد الماء إلى كل مواطن بولايات السودان المختلفة، خاصة وإن السودان تتدفق على أوديته كميات كبيرة من المياه قدرتها الجهة التي تعمل في (زيرو عطش) بأربعمائة مليار متر مكعب من المياه في العام، وهذه تكفي كل مواطني البلاد وحيواناتهم إذا قارناها بالمياه التي يستفيد منها السودان من النيل والتي تقدر بعشرين مليار متر مكعب، فالوزارة بدأت في عدد من ولايات الغرب، وقامت بحفر العديد من الآبار مع تجهيز مصبات لتتجمع فيها المياه، ومن ثم معالجتها ليستفيد منها الإنسان والحيوان، السيد وزير الدولة ومن خلال الكلمة التي ألقاها أكد أن هناك أكثر من 3600 مشروع للمياه مع استجلاب آليات للحفر وعربات لخدمة تلك المشاريع، وتم استعراض المناطق المحتاجة للمياه من خلال الأطلس المائي الذي يحدد مصادر المياه وخواصها ومدى كفايتها وجودتها للاستهلاك أن كانت للإنسان أو الحيوان، فالسودان يتمتع بثروة حيوانية كبيرة وهي في حاجة إلى الماء المستمر، ولذلك فإن (زيرو عطش) إذا ما نفذ تنفيذاً صحيحاً فإن الثروة الحيوانية ستزداد وتنمو مع تنفيذ المشاريع المتعلقة بالمحاصيل الزراعية المختلفة وقد نجحت الإدارة في تنفيذ مشاريع زراعية قدرت ب(500) ألف فدان وكانت إنتاجيتها من المحاصيل الزراعية عالية جدا، فمناطق دارفور ولما تتمتع به من تربة جيدة فإن المشاريع الزراعية إذا ما تمت الاستفادة من المياه التي تأتي عبر الأودية أو من خلال الآبار التي تتوفر فيها المياه بكميات كبيرة فإنها سوف تغذي مناطق السودان بالعديد من المحاصيل الزراعية، وربما تكون سببا في إنهاء التمرد وحل لكثير من المشاكل التي تحصل بين الرعاة والمزارعين بل قد تقلل هجرة الرعاة الباحثين عن المياه في المناطق الأخرى.. أن برنامج (زيرو عطش) والذي حدد للانتهاء منه ب2020 إذا سار بنفس الوتيرة التي تحدث عنها السيد وزير الدولة ونائب المدير العام لوحدة تنفيذ السدود فإننا سوف نشهد استقرارا كبيرا لإنسان المناطق المتضررة من انعدام المياه، وسوف تقلل السير إلى المسافات الطويلة التي يقطعها الإنسان للحصول على المياه.. إضافة إلى توفير كميات كبيرة للثروة الحيوانية .
إن انعدام المياه أو قلتها ليس قاصرا على مناطق دارفور أو كردفان، ولكن مناطق شرق السودان خاصة بورتسودان تعد واحدة من ولايات السودان التي تعاني من قلة المياه منذ عشرات السنيين و(زيرو عطش) قد وضعها ضمن برنامجه بتوفير كميات كبيرة، إما بحفر الآبار والتي شرع فيها أو توصيل مياه من المناطق الأخرى ونأمل أن يكون (زيرو عطش) حلا شاملا لمعاناة أهلنا في كل ربوع البلاد من انعدام المياه.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي