يشكل احتلال حلايب مصدراً للتخاصم والتصالح بين القاهرة والخرطوم في كثير من الأوقات، فقد عاد احتلال حلايب وشلاتين لواجهة الخلاف السوداني المصري هذه المرة،
إذ قامت الخرطوم بدعوة القاهرة للقبول بالتحكيم الدولي لفض الاحتلال حول المثلث الحدودي، معتبرة أن الوجود المصري احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. وفي المقابل كانت القاهرة قد تمسكت بمزاعم مصرية المثلث وبخيار الحوار كحل وحيد لحل هذه الأزمة.. ويقول متابعون إن احتلال حلايب يخفي وراءه كمية كبيرة من الخلاف السوداني المصري، وإن إثارة موضوع الأزمة في هذه الفترة ليس أكثر من ورقة سياسية بين جارين مختلفين، لكن آخرين يعتقدون أن هذه الأزمة أخذت من الصمت ما يكفي لأن تنفجر في أية لحظة.
وجددت الحكومة السودانية اتهامها للقاهرة باحتلال منطقة مثلث حلايب وشلاتين، وقال وزير الخارجية إبراهيم غندور إن مصر تعمل على تمصير حلايب بالكامل، لكن بحقائق التاريخ والجغرافيا ستظل سودانية بنسبة (100%)، وأكد أن السودان سيظل يطالب بحلايب لإرجاعها إلى حضن الوطن، متهماً إعلاميين وسياسيين مصريين بممارسة ما سماه سياسة (التغبيش) على قضية حلايب، وتأتي تصريحات غندور بعد إعلان رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال أن حلايب وشلاتين المتنازع عليهما سيتم ضمهما لمحافظة أسوان بأقصى جنوب مصر، وأكد غندور في وقت سابق على إمكانية اللجوء للتحكيم الدولي بشأن المثلث. وقال إن قضية حلايب وشلاتين لم تأخذ مساراً جديداً مرجحاً أن تحل إما عن طريق التفاوض المباشر أو باللجوء للتحكيم الدولي. ومن جانبه جدد سفير السودان في القاهرة عبد المحمود عبد الحليم مطالبة السودان لمصر بقبول التفاوض وإنهاء النزاع، وقال إن بلاده ستضطر إذا رفض الجانب المصري اللجوء لخيارها الأخير بطلب التحكيم الدولي. وجدد السودان شكواه لدى مجلس الأمن الدولي المتعلقة باحتلال حلايب وشلاتين من قبل جمهورية مصر العربية التي ردت بأن المنطقة جزء من أراضيها، وجاء تعقيب المسؤول المصري على بيان وزارة الخارجية السودانية الذي طالب القاهرة بالتفاوض حول منطقة مثلث حلايب وشلاتين بأن المنطقة مصرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية على صفحة الوزارة بموقع فيسبوك إن حلايب وشلاتين أراضٍ مصرية وتخضع للسيادة المصرية وليس لدى مصر تعليق إضافي على بيان الخارجية السودانية. وكان السودان قد دعا مصر للجلوس للتفاوض المباشر لحل قضية حلايب وشلاتين أسوة بما تم مع المملكة العربية السعودية حول جزيرتي (تيران وصنافير) أو اللجوء الى التحكيم الدولي امتثالاً للقوانين والمواثيق الدولية باعتباره الفيصل لمثل هذه الحالات كما حدث في إعادة طابا للسيادة المصرية. وأكدت الخارجية السودانية في بيان صادر عنها حول اتفاق عودة جزيرتي تيران وصنافير بين الرياض والقاهرة، أنها ستواصل متابعتها لهذا الاتفاق والاتفاقيات الأخرى الملحقة به مع الجهات المعنية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات وترتيبات تصون الحقوق السودانية السيادية الراسخة في حلايب وشلاتين. واعتبر البيان نفسه أن الاتفاق المبرم بين القاهرة والرياض يمس السودان لصلته بحلايب وشلاتين السودانيتين وما يجاورهما من شواطئ، مشيراً إلى أن السودان ومنذ عام 1958م أودع لدى مجلس الأمن الدولي مذكرة شكوى يؤكد فيها حقوقه السيادية على منطقتي حلايب وشلاتين، وظل يجددها مؤكداً فيها حقه السيادي. ويعتبر بيان الخارجية السودانية أول تعليق رسمي سوداني على الاتفاق المصري السعودي الذي بموجبه استردت المملكة العربية السعودية جزيرتي تيران وصنافير.
ملوك ميوت
المجهر السياسي