إدارة البرلمان .. (ابراهيم عمر ــــ كمال عمر).. صراعات (عمرية) داخل القبة

الأجواء هذه الأيام صائفة، بل تصل إلى درجة (السخونة) تحت قبة البرلمان، رغم أجواء الخريف والجغرافيا القريبة من مقرن النيلين. وما جعل الأجواء ساخنة في صحن المجلس الوطني، هو اشتعال حرب كلامية بين رئيس البرلمان بروفيسور ابراهيم أحمد عمر، ورئيس كتلة نواب الشعبي ــ إن جاز المسمى ــ كمال عمر عبد السلام. فالناطق الرسمي باسم البرلمان، عبد الماجد هارون، يعتقد أن نواب الشعبي يستهدفون رئيس المجلس الوطني بصورة شخصية، ويقومون بتصيده وتقديمه للناس بمظهر لا يليق بالهيئة التشريعية.
هجوم مبكر
في وقت سابق؛ شنَّ كمال عمر هجوماً لاذعاً على رئيس البرلمان حد وصفه بالدكتاتور، وتوعَّد عمر بقيادة معركة ضد البرلمان ورئيسه، بغرض تعديل اللائحة البرلمانية التي قال عنها إن صممت لأجل خدمة الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني). في المقابل فقد نقل الناطق الرسمي باسم البرلمان عبدالماجد هارون، عن رئيس البرلمان ابراهيم أحمد عمر، أنه غير راغب بالدخول في معركة مع نواب الشعبي، وكمال عمر على وجه الخصوص. واصفاً حديث كمال بالاستهداف الشخصي لرئيس البرلمان، مشيراً الى أن ذاك حديثاً خارج حدود اللباقة.
في المقابل؛ نفي كمال عمر استهدافه الشخصي لرئيس البرلمان، وقال لـ(الصيحة) إن ابراهيم عمر اخ عزيز، وهو من الجيل الأول في الحركة الاسلامية. وأضاف: ليس بيني وبينه معركة شخصية، بل إن خلافي معه فكري، خاصة في طريقة إدارته للبرلمان، وتحديداً الجوانب المتعلِّقة بالصرف البذخي، مثل الصرف على الوفود الخارجية التي يترأسها ابراهيم أحمد عمر بنفسه.
ما يريده كمال
تذهب أقوال الى أن كمال عمر يسعى بكل ما أوتي من قوة لاستعادة فردوس بريقه المفقود في اعقاب اعفائه من الأمانة السياسية بالمؤتمر الشعبي، لذا تراه يخوض أو يفتعل معارك اعلامية وكلامية داخل البرلمان تحفظ له توهجه الإعلامي السابق.
بيد أن عمر نفسه يؤكد أنه لا يفتعل المعارك الشخصية من أجل الظهور الإعلامي، بل إن الهدف من المعركة الحالية هو العمل على انزال مخرجات الحوار الى أرض الواقع، متهماً إبراهيم أحمد عمر بتعطيل تنفيذ مخرجات الحوار .
استمرار المعركة
في ذات الوقت توعَّد كمال عمر باستمراره في معركته ضد رئيس البرلمان، مشدداً على أهمية المواجهة في الوقت الحالي. واصفاً رئيس البرلمان بالدكتاتور الذي حوَّل البرلمان لمجلس يخص المؤتمر الوطني. مضيفاً هو من قام بتكسير مخرجات الحوار عن طريق تشكيل لجنة طارئة برئاسة بدرية سليمان، تمكنت من تقليم أظافر مخرجات الحوار، وحوَّلت مخرجاته لهباءٍ منثور. وأضاف هذا البرلمان يمثل خزي في تاريخ البرلمانات السودانية، وقال: هذه معركة خلقتها وسأستمر فيها، ورئيس البرلمان يعاملنا مثل التلاميذ. نحن لم ندخل البرلمان حتى نكون تلاميذاً لأحدٍ، ولا يمكن أن يتم التعامل معنا بهذه الطريقة القمعية.
في ذات الوقت؛ أبدى رئيس الدائرة السياسية لنواب الوطني بالبرلمان حسب الله صالح امتعاضه الشديد من هجوم كمال عمر على رئيس البرلمان قائلاً: إن الطريقة التي يتحدث بها عمر لا تخدم عملية تنفيذ مخرجات الحوار، مبيناً أن هنالك عدة طرق لمعالجة كل القضايا التي تثار داخل البرلمان. وأضاف يهمنا الوفاق الوطني والانسجام. وقال صالح لـ(الصيحة) إن الجهاز التنفيذي يشهد استقراراً كبيراً وانسجاماً بين اعضائه، وكذا الحال في مجلس الولايات، بيد أن البرلمان يشهد تشاكساً عبر نائب الشعبي كمال عمر. ومضي قائلاً إن حديث كمال عمر لا يترقي لانزال مخرجات الحوار الى أرض الواقع، وهناك طرق مشروعة يجب سلكها. وأردف نرفض بشدة التعرض للناس، ونحن حريصين على انزال مخرجات الحوار الى أرض الواقع.
تساؤل
ثمة عدة اتهامات موجهة لرئيس البرلمان من قِبل بعض النواب، واتهامه بالدكتاتورية، خاصة في عملية توزيع الفرص للمشاركة في الجلسات، وفي احيانِ كثيرة يضطر رئيس البرلمان لمقاطعة النواب، كم فعل مع رئيس لجنة الإعلام والاتصالات الباشمهندس الطيب مصطفى، في استهلالية مشواره بالبرلمان، عطفاً على حديثه بطريقة أغضبت عضو البرلمان ووزير الإعلام أحمد بلال في إحدى الجلسات لدرجة جعلته يخرج مغاضباً من الجلسة، الأمر الذي جعل رئيس البرلمان تحت عاصفة الاتهامات بالدكتاتورية. وهنا يقول كمال عمر: رئيس البرلمان قام بتعيين نائب له، وتعيين سبع لجان بطريقة دكتاتورية، ليتحول البرلمان لخدمة الوطني وليس الوطن. واضاف في عهد البروف إبراهيم أحمد عمر تمت اجازة الربا، وتصدير إناث الأنعام، وأنا على قناعة بأنه سيعمل على وأد مخرجات الحوار.
غير أن لرئيس الدائرة السياسية لنواب الوطني حسب صالح رأي آخر، وهو يقول إن البروف ابراهيم أحمد عمر رجل حكيم وعادل، ولا يجامل نواب حزب المؤتمر الوطني داخل قبة البرلمان، وهو محل تقدير من كل القوى السياسيىة بالمجلس. وأردف: نحن نرفض بشدة استهدافه بصورة شخصية.
ويتفق عضو حركة الاصلاح الآن بالبرلمان فتح الرحمن فضيل مع حسب الله صالح في الجزئية المتعلقة بعدم محاباة رئيس البرلمان لنواب المؤتمر الوطني، وقال فضيل لـ(الصيحة) أنه للامانة رئيس البرلمان لا يحابي نواب الوطني، مرجعاً الخلاف الأساس بين البروف إبراهيم عمر وكمال عمر لتشكيل البرلمان نفسه. قائلاً إن رئيس البرلمان في أوقات كثيرة يجد نفسه مضطراً لمجاملة النواب المنتخبين على حساب نواب الحوار الوطني، وكشف فضيل سبباً آخر لاشتعال الخلافات داخل المجلس الوطني، منها طريقة وضع نواب الحوار داخل القاعة، مبيناً أنهم يجلسون على يسار رئيس البرلمان الذي يبدأ توزيع فرص المشاركات في الجلسات بالنواب الذي يجلسون على يمينه، وكشف عن مذكرة تقدم بها نواب الحوار لمعالجة هذه الإشكالية، بيد أنها لم تاتِ بنتائج ملموسة، مما دفع كمال عمر لمهاجمة رئيس البرلمان غضون الأيام الماضية .

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
الصيحة

Exit mobile version