الإدمان العرضي لمسكنات الألم مشكلة متنامية

نبه مقال طبي بصحيفة تايمز البريطانية إلى أن الإدمان العرضي لمسكنات الألم أصبح مشكلة متنامية في بريطانيا، حيث تشير الإحصاءات إلى تزايد عدد الذين يسيئون استخدام المسكنات الأفيونية، مثل الكودين والترامادول والمورفين والأوكسيكودون، وتتراوح التقديرات من 30 ألف على أقل تقدير إلى مليون.
ويؤكد المقال أن عدد وصفات المسكنات الأفيونية في بريطانيا قد ارتفع أربعة أضعاف منذ التسعينيات وأن المتعاطين لها في هذا البلد أكثر من أي بلد آخر في أوروبا. وفي عام 2012 بلغ عدد الذين وصف لهم هذه المسكنات 10 ملايين في مرحلة ما مقارنة بـ4 ملايين في فرنسا، التي تحتل المرتبة الثانية في الترتيب الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطر هذه المسكنات لا يقتصر فقط على الذين توصف لهم. فقد كشفت دراسة استقصائية لألفي شخص في عام 2015 أن 6% منهم كانوا يتناولون مسكنات غير مقررة لأكثر من عام، وكشفت أحدث إحصاءات وزارة الداخلية في إنجلترا وويلز أن واحدا من بين 20 من البالغين الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما يسيئون استخدام المسكنات المقررة لشخص آخر.
ويقدر الاختصاصيون أن واحدا من كل عشرة من مرضاهم الذين تحت علاج أفيوني طويل الأمد يعتمدون على الأدوية. والأطباء الأكثر تشاؤما يعتقدون أن هذا الرقم قد يكون أعلى بمعدل واحد لكل أربعة أشخاص أو أكثر.
الجرعة الزائدة
ونبه المقال إلى مشكلة أخرى تلوح في الأفق وهي أن أحدث جيل من المسكنات (البريغابالين مثالا) المستخدم لألم الأعصاب مثل عرق النسا يمكن أن يكون من الأفيونيات المقبلة، وأنه هو المفضل بالفعل في السوق السوداء، كما أن المسكنات غاغابنتين المعروفة تجاريا باسم “غابي” هي أيضا من المخدرات المفضلة بشكل متزايد في السجون، حيث يشرب المستخدمون لها بولهم لإطالة أمد الانتشاء الذي يشعرون به (وهذا المخدر تفرزه الكلى دون تغيير).
وينصح بعدم التأخر في تناول الأدوية المخففة للألم التي يحتاجها الشخص ولكن يحاول تقليلها بقدر الإمكان ووقفها في أسرع وقت ممكن. وأخذ الحيطة بشكل خاص من إطالة دورات المسكنات التي تبدأ في المستشفى بعد الجراحة، فمع التئام الجرح يجب أن تتناقص الحاجة إلى المسكنات بسرعة. وإذا كان الشخص يتناول المسكنات لأكثر من ستة إلى ثمانية أسابيع فيجب أن يسأل الطبيب عن سبب ذلك.
ومن محاذير إدمان المسكنات الأفيونية:
– الجرعة الزائدة المقررة بوصفة طبية تتسبب في 750 حالة وفاة سنويا في إنجلترا وويلز.
– الأفيونيات الطويلة الأمد في أغلب الأحيان لا تؤثر كثيرا في الألم ولكن لها عدد لا يحصى من الآثار الجانبية، بما في ذلك فرط التهدئة.
– مساعدة الشخص المعتمد على الأدوية للإقلاع عنها يمكن أن يكون لها أثر ملحوظ على حياته.
– ومن المفارقات أن الذين يعانون من الألم غالبا ما يشعرون بتحسن أفضل مع قلة الدواء، بدلا من كثرته، طالما كان لديهم الدعم المناسب.

الجزيرة نت

Exit mobile version