وصل جثمان المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم عند الساعة العاشرة صباح أمس إلى مطار الخرطوم قادماً من لندن، وكان في استقباله بعض فئات المجتمع السوداني والقوى السياسية والتنظيمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني، وعضوية الحزب الشيوعي السوداني الذين رفعوا اللافتات الحمراء داخل مطار الخرطوم بحضور قوات من الشرطة التي سهَّلت حركة السير من المطار إلى المركز ومنه إلى منزلها بحي العباسية ثم موارة الجثمان بمقابر البكري بأم درمان. حضور مبكر ومنذ الساعة السابعة صباحاً تسارعت الحشود متوجهة صوب المطار والحزن يتملكهم، وهم في حالة نحيب وبكاء يرتدون الزي الأبيض والأسود، ويحملون لافتات ويهتفون بشعارات، مما لفت أنظار جميع من كانوا في المطار، وحملت اللافتات صور الراحلة وشعارات تمجدها مثل ( تمشي وما بتطاطي ما بين نيل وشاطي ـ وداعاً فاطمة السمحة ـ أمنا الطيبة يا صادقة المعنى يا سمحة الهيبة ـ ماشين في خطاكي الدغرية صمود وثبات وحرية ـ فاطمة وعي وثبات وحرية ـ ما كان رحيلك غير دليل للجاي ماسك سكتك ـ ماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين ـ شكراً فاطمة مهدتي لنا الطريق ـ منك نتعلم النضال ـ وداعاً المناضلة فاطمة).عدد من التحالفات والكيانات الخاصة شكلت حضوراً لافتاً منذ الصباح الباكر يحملون لافتات ويهتفون بشعارات كثيرة، تقدمهم (الاتحاد النسائي السوداني ـ اتحاد بائعات الأطعمة والشاي ـ تحالف النساء السياسيات ـ اتحاد الشباب السوداني ـ الطلبة الشيوعيين ـ مبادرة لا لقهر النساء ـ وفروع الحزب الشيوعي بمحلية شرق النيل والخرطوم وعطبرة وبربر والدامر والباوقة وعدد من الولايات) .ضعف حضور القيادات فيما شكلت القوى السياسية حضوراً ضعيفاً في مطار الخرطوم مقارنة بالبيانات التي خرجت بها القوى عند نبأ الرحيل، الأمر الذي كان مثار تساؤل البعض عن دواعي الغياب، دون إجابة، وشكل الاسلاميون حضوراً في المطار، وكان القيادي بالمؤتمر الشعبي محمد الأمين خليفة، إلى جانب قيادات حزب الامة القومي وعلى رأسهم نائب رئيس الحزب د. مريم الصادق، والأمين العام سارة نقد الله، والقيادي بالحزب إبراهيم الأمين، والأمين السياسي للحزب الوحدوي الناصري ساطع الحاج، والقيادي بالاتحادي الديمقراطي السماني الوسيلة، بالإضافة إلى بعض قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان.ارتباك اللجنة حالة ارتباك وعدم الإلمام بتفاصيل نقل الجثمان، خاصة فيما يتعلق بخروجه بأي بوابة، وضحت جلياً على أعضاء اللجنة القومية العليا لتشييع وتأبين الراحلة، مما أثار غضب الحشود التي اكتظت أمام البوابة الرئيسية للمطار باكراً لتتفاجأ مؤخراً بعد وصول الجثمان بأنه سوف يخرج عبر البوابة رقم (17)، وما أن أخبروهم بذلك ذهبوا مسرعين صوب البوابة، ولكنهم التحقوا بالجثمان بعد أن خرج منها، غير أن نقاشات حادة جرت ما بين عضوية الحزب ورئيس اللجنة في كيفية خروج الجثمان ببوابة غير الرئيسية، وقال أحدهم (من سنة خمسين الجثمان يخرج بالباب الرئيسي، أشان الليلة المتوفية فاطمة يجيبوها بباب تاني).منع الصحفيين واجه رئيس اللجنة صعوبة كبيرة في الدخول للمطار لاستقبال الجثمان من الطائرة، فضلاً عن منع الصحفيين من الدخول نسبة لعدم الترتيب لهم من جانب اللجنة العليا، وانتقل الجثمان في موكب إلى المركز العام للحزب الشيوعي بالخرطوم (٢)، ومنه إلى منزل الأسرة بحي العباسية بأم درمان، ووجد صعوبة بالغة في الخروج من المطار نسبة لكثافة الحشود التي التفت حول السيارة التي تقل الجثمان.سياسيون في التشيع موكب مهيب تقدمه النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء القومي الفريق ركن بكري حسن صالح ووالي الخرطوم الفريق عبد الرحيم محمد حسين، ومعتمد أم درمان مجدي عبد العزيز، ووالي شمال كردفان أحمد هارون والأمين العام للمؤتمر الشعبي دكتور على الحاج، والبرلماني بشير آدم رحمة، والقيادي بحركة الإصلاح الآن حسن رزق، والأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله، ونائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي، ورئيس حزب المؤتمر السوداني السابق إبراهيم الشيخ، ورئيس حزب العدالة والتنمية القومي التجاني السيسي، ورئيس الحزب الوحدي الناصري جمال إدريس، بجانب حضور أهل الفن والإبداع، منهم الفنان محمد الأمين وأبو عركي البخيت والشاعر القدال.وصول الجثمانوصل جثمان الراحلة إلى ميدان الربيع على عربة، وكان برفقته ابن الراحلة أحمد الشفيع أحمد الشيخ، وعضو اللجنة المركزية صدقي كبلو، وبعض قيادات الحزب الشيوعي السوداني على رأسهم راشد سيد أحمد القادم من لندن، وعلية العاقب، وصديقات الراحلة .عضو اللجنة المركزية السابق الشفيع خضر وساطع الحاج كانا يطالبان الجميع برفع اللافتات والتغني بالقصائد الوطنية التي تدعو إلي الحرية والمساواة، وقال أحد الحضور للشفيع خضر (إنت ود البيت) مشاهدات وشهد عزاء الراحلة فاطمة إبراهيم بعض المشادات الكلامية بين أعضاء اللجنة المنظمة في بعض حالات التفلتات، وسقطت عمامة القيادي بحركة الإصلاح الآن حسن رزق وسط حشد من المواطنين، النائب الأول بكري حسن صالح رفع العمامة قائلاً له (أعمل حسابك).القيادي بالحزب الشيوعي السوداني صديق كبلو تحدث إلى والي الخرطوم عن نضال الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم وذكر محاسنها. القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي علي نايل يودع المناضلة بقوله فاطمة أحمد إبراهيم سودانية أصيلة، مناضلة ضربت المثل في الثبات على المباديء في وقت صعب، واليوم السودان يشيع جزء من تاريخ النضال في البلاد .كما نعاها عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي صديق يوسف، الذي قال اليوم البلاد تشيع مناضلة سطرت اسمها من نور في تاريخ الحركة النسوية والعمل العام، وأضاف هي مناضلة منذ أن كانت طالبة، وقامت ببناء اتحاد النساء العالمي، وإنشاء جريدة صوت المرأة بعد ثورة أكتوبر خلال وجودها في البرلمان، وانتزعت التصويت للمرأة، ويضيف يوسف كانت الراحلة قد قامت بمشروع أطفال الشوارع بهدف دمجهم في المجتمع، وتوقع يوسف أن تنفذ السفارة البريطانية بالبلاد المشروع في المستقبل القريب
جاد الرب – عماد – محمدتصوير: سفيان البشرى
اخر لحظة