قتلت منهم 46 وأسرت 30 آخرين .. اشتباكات داخلية بين الحلو وعقار تخلف أكثر من 50 قتيلاً قرب يابوس

تبادل الفريقان المتصارعان على قيادة الحركة الشعبية قطاع الشمال الاتهامات بشن هجمات داخلية على مناطق حول يابوس أمس وقعت الأحد الماضي راح ضحيتها نحو 50 من جنود الحركة والمدنيين في المناطق التي وقعت فيها الاشتباكات، واتهم مالك عقار غريمه عبد العزيز الحلو بتحريض مجموعة (الأدوك) الذين سبق أن طالبوا قيادة الحركة بطرح حق تقرير المصير للانضمام لدولة جنوب السودان كأقلية مسيحية مضطهدة، للثورة ضده والتمرد عليه. فيما اتهم الحلو عقار باستخدام مجموعات الأنقسنا التابعة له والتي يقودها ابنه أخته أحمد العمدة بشن هجوم على قرية بالقرب من يابوس الكبرى وحرق مساكن المواطنين وقتل 4 منهم حرقاً واغتصاب طفلة ونهب متاجر الأهالي ومقرات المنظمات.

وقال العقيد جمعة الهادي قوري الناطق باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال في بيان أصدره أمس تلقته (الصيحة) إن مليشيا الأنقسنا تسللت إلى قرية قرب يابوس يوم الأحد وتحركت قوات من الحركة الشعبية وطاردت المليشيا التي يقودها ابن أخت مالك عقار ما اضطرهم للفرار إلى معسكرات اللاجئين مخلفين وراءهم 43 قتيلاً من مليشياتهم وجرح وأسر 30 منهم واستلام عدد من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

وأشار قوري إلى أن محاولات عقار لاستمالة إثنيات الأنقسنا والأدوك تعبر بجلاء عن شعوره بالضعف والهزيمة والغيرة في أن يقود عبد العزير الحركة وأن يقود كذلك أحد أبناء النيل الأزرق الحركة بمعزل عنه؛ لافتاً إلى أن مالك عقار ظل يروج بأنه الوحيد القادر على قيادة الحركة الشعبية رغم أنه لم ينتصر في أي معركة طوال حياته.

وبدوره اتهم مالك عقار، في بيان أصدره أمس وتلقت (الصيحة) نسخة عنه عبد العزيز الحلو، بتحريض مجموعة (الأدوك) ضده، مبيناً أن ما حدث في (يابوس) خلال اليومين الماضيين جاء نتيجة مباشرة بعد أن حاول نائب الرئيس أن يفرض قيادة جديدة على شعب النيل الأزرق.

وأوضح عقار أن الحركة الشعبية الحالية قامت باندماج ثلاث وحدات هي النيل الأزرق والقطاع الشمالي وجبال النوبة، وأن الحل الذي انتهجه عبد العزيز الحلو أخل بهذه الموازنات، وقسم الحركة على المستوى القومي ومستوى جبال النوبة وحرض مجموعة الأدوك في النيل الأزرق، وأضاف: “هو المسؤول من قيادتها الآن بعد أن قام بترقية اللواء جوزيف تكة لرتبة فريق، وعينه نائباً له، وظل منذ شهر مارس الماضي يقودهم في حروب داخلية لن تخدم إلا نظام الخرطوم”.

وتابع عقار بقوله “الانقلاب على رفقة العمل المشترك الذي قام به نائب الرئيس السابق لن يفيد إلا الخرطوم، وسيضعف الحركة وسكان المنطقتين لاسيما المجموعات الصغيرة والمدافعة عن حقوقها ضد نظام الخرطوم مثل مجموعة الأدوك”.

وأضاف: “عمل نائب الرئيس السابق على تزوير إرادة شعب النيل الأزرق عبر مجلسه الذي عينه في جبال النوبة والذي لا يمثل حتى إرادة شعب النوبة، ونائب الرئيس السابق هو الشخص الوحيد في قيادة الحركة الشعبية الذي لم يقم حتى بزيارة النيل الأزرق طوال السبع سنوات الماضية دعك أن يتطلع لقيادتها”.

ونوه عقار إلى أنه كوّن في وقت سابق لجنة للجلوس مع كافة الفرقاء لوضع حد للاقتتال الداخلي الذي عدّه نتيجة طبيعية لانقلاب عبد العزيز الحلو وأن تكون المهمة الأولى هي حماية المدنيين وإيصال الاحتياجات الإنسانية وتحقيق المصالحة والسلام المجتمعي وتوحيد الحركة الشعبية، وتابع: “أنا على استعداد لقيادة كل ذلك، وأصدرت توجيهات مباشرة لقيادة الجيش الشعبي في هذا الصدد”.

الخرطوم: محجوب عثمان
صحيفة الصيحة

Exit mobile version