تعمقت الخلافات وسط قادة الحركة الشعبية- شمال، في أعقاب تجدد المواجهات بالنيل الأزرق بين فصائل موالية للقائد عبد العزيز الحلو، وأخرى تتبع لمالك عقار، وتبادل الطرفان الإتهامات بتعكير الأجواء وخلق صراعات جديدة.
وطبقا لمصادر (سودان تربيون) فإن مواجهات عنيفة وقعت مطلع الأسبوع الحالي، بعد توغل قوات تتبع لمالك عقار، في المنطقة التي تسيطر عليها قوات موالية لعبدالعزيز الحلو، وأوقعت تلك الصدامات قتلى وجرحي، كما حدث نزوح كبير للمواطنين من مناطق (ابونغرو) و(يابوس).
وأضافت “اصطدمت هذه القوات مع قوات اللواء جوزيف تكا ،في يابوس، وتكبدت القوة المهاجمة خسائر في الأرواح بلغت 43 فردا، وتم الاستيلاء على عدد 90 بقية كلاشنكوف، 9 مدفع (اربجي 7 ) و(9)رشاش BKM.
وطبقا للمصدر فإن اللواء أحمد العمدة الموالي لعقار أرسل المزيد من القوات واشتبكت عصر 14 أغسطس مع قوات اللواء جوزيف تكا في منطقة قفا ، وخسرت قوات العمدة 7 أفراد.
وقال بيان للمتحدث باسم الجيش الشعبي \ قطاع النيل الأزرق، جمعة الهادي قوريى،المؤيد للحلو، إطلعت عليه (سودان تربيون) إن قوات عقار برئاسة أحمد العمدة، مارست عملا قبليا ممنهجا، بالهجوم على قرية بالقرب من يابوس الكبرى يوم الأحد، وأحرقت مساكن المواطنين مما أدى الي مقتل 4 منهم حرقا.
وأفاد المتحدث أن قواتهم طاردتهم حتى لاذوا بمعسكرات اللاجئين “مخلفين وراءهم 20 قتيل وجرح 30 آخرين”.
من جهته اتهم مالك عقار، عبد العزيز الحلو، بتحريض مجموعة (الادوك) الذين سبقوا وطالبوا قيادة الحركة بطرح حق تقرير المصير للإنضمام لدولة جنوب السودان كأقلية مسيحية مضطهدة.
وأضاف ” دخلت معهم قيادة الحركة في حوارات مطولة شارك فيها على مستوى القيادة نائب رئيس الحركة السابق ووصلنا معهم بإن الإتجاه العملي والصحيح هو أن تكون لهم ترتيبات خاصة تحفظ حقوقهم الثقافية والمواطنة المتساوية في إطار إقليم النيل الأزرق والسودان”.
وأوضح عقار في بيان تلقته (سودان تربيون) أن الحركة الشعبية الحالية قامت بإندماج ثلاثة وحدات هي النيل الأزرق والقطاع الشمالي وجبال النوبة/ جنوب كردفان، وأن الحل أخل بهذه الموازنات، وقسم الحركة على المستوى القومي ومستوى جبال النوبة وحرض مجموعة الأدوك في النيل الأزرق.
وأضاف ” هو المسؤول من قيادتها الآن بعد أن قام بترقية اللواء جوزيف تكة برتبة فريق وعينه نائبا له، وظل منذ شهر مارس الماضي يقودهم في حروب داخلية لن تخدم الا نظام الخرطوم”.
وتابع عقار بقوله” الإنقلاب على رفقة العمل المشترك الذي قام به نائب الرئيس السابق لن يفيد الا الخرطوم، وسيضعف الحركة وسكان المنطقتين لاسيما المجموعات الصغيرة والمدافعة عن حقوقها ضد نظام الخرطوم مثل مجموعة الأدوك”.
وأشار الى أن ماحدث في (يابوس) خلال اليومين الماضيين جاء كنتيجة مباشرة بعد أن حاول نائب الرئيس أن يفرض قيادة جديدة على شعب النيل الأزرق.
وأضاف ” عمل نائب الرئيس السابق- في إشارة للحلو- على تزوير إرادة شعب النيل الأزرق عبر مجلسه الذي عينه في جبال النوبة والذي لا يمثل حتى إرادة شعب النوبة، ونائب الرئيس السابق هو الشخص الوحيد في قيادة الحركة الشعبية الذي لم يقم حتى بزيارة النيل الأزرق طوال السبعة سنوات الماضية دعك أن يتطلع لقيادتها”.
ونوه عقار الى أنه كون في وقت سابق لجنة للجلوس مع كآفة الفرقاء لوضع حد للإقتتال الداخلي الذي عده نتيجة طبيعية لإنقلاب عبدالعزيز الحلو وأن تكون المهمة الأولى هي حماية المدنيين وإيصال الإحتياجات الانسانية وتحقيق المصالحة والسلام المجتمعي وتوحيد الحركة الشعبية، وتابع “أنا على إستعداد لقيادة كل ذلك، وأصدرت توجيهات مباشرة لقيادة الجيش الشعبي في هذا الصدد”.
ووجه قوات الجيش الشعبي بوضع حماية المدنيين كأهمية قصوى وحماية المنظمات العاملة في تلك المناطق، كما دعا أطراف الإقتتال الداخلي للإتفاق حول لجنة محايدة للتحقيق حول ما جري في النيل الأزرق والطريق إلي إجندة مستقبلية مشتركة.
وحم عقار عبد العزيز الحلو مسؤولية ما جرى في (يابوس) لمحاولته فرض واقع لايمكن فرضه في النيل الأزرق و”التمدد بإنقلابه بشكل لن يفيد الا الخرطوم، وهو الذي أحدث إنقسام حقيقي الآن في جبال النوبة دعك عن النيل الأزرق”.
وأشار عقار الى إنه يؤيد خيار الحكم الذاتي ووحدة السودان على أسس جديدة، مستدركا بالقول ” ولكن لا أمانع من المشاركة في نقاش ديمقراطي حول طرح حق تقرير المصير وأخذ راي شعوب المنطقتين لا أن يفرض ذلك عبر إنقلاب”.
سودان تربيون