طالبوا بإخضاعهم لتدريب وتأهيل.. نواب الحوار .. تحويل (قبة) البرلمان إلى (قاعة درس)

طالب نواب برلمانيون ،جرى تعيينهم بموجب “الحوار الوطني”، قيادة المجلس الوطني بإخضاعهم إلى دورات تدريبية تؤهلهم الى تأدية أدوارهم في المجلس بما ينفع البلاد والعباد. وتجئ مطالبات النواب هذه بعد فترة قصيرة من حادثة استنكارهم الجلوس على مقاعد المتفرجين، بوقت ينشط فيه القدامى ضمن لجان المجلس المتخصصة، وهو الأمر الذي جر في نهاية المطاف سيلاً من السخرية على النواب الجدد، وذلك كون الانتساب إلى اللجان يتم وفق رغبة العضو في استمارة ملأها جميع نواب الحوار. وبالرغم من أن طلب العلم من المحامد، فإن طلب بعض من النواب الجدد أثار تساؤلات حول الحد الأدنى الذي يتوجب أن يمتلكه عضو البرلمان، وعن الجهة المنوط بها تأهيل النواب أهي البرلمان أم أحزابهم أم تراها جهات أخرى.
لوائح ونظم
تنظم العمل التشريعي والبرلماني قوانين ولوائح خاصة تحتاج إلى معرفة كاملة ليتعامل معها الأعضاء والنواب بالمجالس المختلفة، فأعمال المجلس الداخلية لها طرقها وقوانينها التى تحتاج إلى الدراية المسبقة، وذلك ما حدث مع نواب الحوار الوطني البالغ عددهم أربعة وستين عضواً جاءت بهم مخرجات الحوار إلى قبة البرلمان، إلا أن عدداً من الأعضاء الجدد أبدوا امتعاضهم جراء عدم اهتمام رئاسة البرلمان بهم وإلحاقهم بالأعضاء القدامى الذين أمضوا عامين ونصف من العمل البرلماني، أهلتهم لمعرفة القوانين واللوائح داخل المجلس الوطني، ولإجل ذلك اجتمع عدد من نواب الحوار وطالبوا رئاسة المجلس الوطني بتأهيلهم وتثقيفهم بلائحة البرلمان والقوانين ليتسنى لهم القيام بدورهم النيابي كاملاً.
مطالبات
طالب عدد من أعضاء المجلس الوطني ” أعضاء الحوار” بتدريبهم وتثقيفهم لينسجموا داخل البرلمان، وتكوين لجنة تنسيقية لوضع خطة وبرنامج لتنفيذ توصيات الحوار الوطني بالبرلمان،والدفاع عن قضايا النواب وحقوقهم وإستحقاقاتهم قاطعين بأن مشاركتهم بالبرلمان ليست ذات قيمة حال عدم تنفيذ توصيات الحوار، مشيرين إلى أن استقالاتهم ستكون أفضل من البقاء بالبرلمان في ظل الأوضاع الحالية.
وأبدى عدد كبير من الأعضاء الجدد استياءهم من إهمال المجلس لهم، ووصفوا إدارة رئيس البرلمان بالسيئة، فيما رفض أعضاء آخرون تحدث المجموعة باسم أعضاء الحوار لجهة أن كثيرين منهم لهم تجربة كبيرة وقديمة في العمل البرلماني سبقت وصولهم للبرلمان عبر مخرجات الحوار الوطني الأخيرة. وبعثت تلك المطالب بأسئلة عن أحقية أعضاء الحوار في المطالبة بالتدريب والتثقيف بلوائح المجلس. وعن مدى تأثر العمل داخل المجلس بالجهل بالقوانين، كما قال بذلك رئيس البرلمان ذات مرة مخاطباً الأعضاء بأنهم يجهلون القوانين واللوائح.
قراءة الدستور
طالب عضو البرلمان المستقل مبارك النور الأعضاء الجدد بقراءة الدستور واللوائح حتى تتسنى لهم معرفة قوانين المجلس ولوائحه،وقال مبارك النور خلال حديثه لـ(الصيحة) متسائلاً، ماذا كان يتوقع أعضاء المجلس الجدد، وماذا كانوا يتوقعون؟ ورأى مبارك أن الأعضاء الجدد ليسوا بمظلومين، وأن المجلس يعاملهم كالأعضاء المنتخبين، مشيراً إلى أن الصورة واضحة لأعضاء الحوار منذ أول يوم وصلوا فيه الى بهو المجلس وهي أن الأغلبية الميكانيكية يستحوذ عليها المؤتمر الوطني، مضيفاً بأن الأعضاء الجدد يطالبون بتنفيذ سياسة المؤتمر الوطني لجهة أنهم جاءوا عبر اتفاق سياسي وليسوا منتخبين، وأنهم مجبرون حتى إكمال الفترة المتبقية للانتخابات. ويقول مبارك إن المجلس لم يدرب حتى الآن أي عضو بالبرلمان وأنه إذا كان أعضاء الحوار يطالبون بالتدريب فعليهم أن ينتظروا الدور. وأشار مبارك أن لرئيس المجلس الحق في تدريب الأعضاء إذا شاء ذلك وأنه إن لم يفعل فليس عليه لوم. وحصر مبارك النور تدريب الأعضاء في فهم الدستور واللوائح التى قال إنها لا تحتاج إلى تدريب إذا أرادوا ذلك.
عنوان خطأ
بدوره رأى عضو المجلس الوطني عن جماعة الإخوان المسلمون حسن عبد الحميد أمر التدريب والتأهيل للأعضاء بالمسألة غير الجوهرية أوالأساسية للنواب، مشيراً إلى أن النواب الجدد بينهم ذوو خبرات وكفاءات، مضيفاً بأن التدريب تعنى به الأحزاب وليس المجلس الوطني. وقال حسن عبد الحميد إن لإعضاء المجلس الجدد قضايا أساسية وجوهرية أهمها مراقبة تطبيق توصيات الحوار الوطني، وكذلك مسألة توزيع الفرص حتى لا يستأثر بها نواب المؤتمر الوطني، كما وضح خلال نهاية الدورة الماضية.
يمثلون أنفسهم
رفض عضو البرلمان ممثل حركة “الإصلاح الآن”، حسن عثمان رزق، حديث من أسموا أنفسهم أعضاء الحوار، وقال حسن رزق خلال حديثه لـ(الصيحة)، إن من تحدثوا يمثلون أنفسهم فقط، وأن ليس هنالك كتلة تمثل أحزاب الحوار حتى اللحظة. وأرجع حسن رزق تحرك بعض الأعضاء ومطالبتهم بالتدريب لحديث رئيس البرلمان بروفيسور إبراهيم أحمد عمر الذي قال إن النواب غير ملمين باللائحة، وأن ذلك بحسب- حسن رزق- رداً على رئيس البرلمان ليقوم بدوره في تدريب الأعضاء خاصة الجدد، وأشار رزق إلى أن أغلب الذين جاءوا للبرلمان يملكون تجربة برلمانية سابقة، وأن أصحاب التجربة الجديدة خبرتهم ضعيفة في العمل البرلماني. وطالب رزق بضرورة تدريبهم لمواكبة العمل البرلماني بلوائحه وقوانينه.
مطالب مشروعة
بدوره أبدى عضو المجلس الوطني ممثل حزب منبر السلام العادل العميد ساتي سوركتي امتعاضاً على طريقة استقبال البرلمان للنواب الجدد الذين أتى بهم الحوار للمجلس، وقال ساتي خلال حديثه لـ(الصيحة) أنه كان على المجلس أن يقدم تنويراً شاملاً عن تنظيم المجلس وبيئته الإدارية ومنهج العمل فيه وإدارة الجلسات وتنظيم العضوية وكيفية مخاطبة الموضوعات الخاصة وطريقة الإندراج في اللجان،بالإضافة لعلاقة الأعضاء باللجان المختلفة وأمانة شئون العضوية، واستنكر ساتي عدم قيام المجلس بذلك الدور مع الأعضاء، وأشار ساتي إلى أن مطالب أعضاء الحوار بالتدريب مطالب مشروعة ليلحقوا بمن سبقوهم في البرلمان، واصفاً المشكلة بأنها جاءت بسبب إلحاق الأعضاء الجدد بالقدامى دون أي ترتيبات مسبقة، مضيفاً بأن الأعضاء القدامى لهم تجربة برلمانية ممتدة منذ بداية الدورة البرلمانية، وأن غلب القادمين الجدد لم يسبق لهم العمل في المؤسسات البرلمانية من قبل مما يتوجب تدريبهم وتأهيلهم.

الخرطوم: محمد أبوزيد كروم
الصيحة

Exit mobile version