في اليوم التالي من لقاء المريخ و الترجي التونسي بالبطولة العربية بالاسكندرية كلف المدير الفني الفرنسي غارزيتو احد مرافقيه بباحة فندق هيلتون الاسكندرية بالذهاب الى مكتب الخطوط التركية لشراء تذكرة ذهاب الى مدينة ليون الفرنسية
في بادئ الامر بدا حاجب الدهشة على محيا مرافقه خاصة وان الفريق كان مقبلاً على مباراة الجولة الثالثة امام نفط الوسط العراقي لكن الفرنسي ببراعة ازال هذه التساؤلات عن صديقه واجابه بان هذه الامور مرتبة بشكل دقيق وهو لن يغادر للتو الا بعد اشرافه على هذه المواجهة، وذهب ابعد من ذلك بان رئيس مجلس ادارة النادي جمال الوالي على علم بتلك الخطوة لانه اوضح له بانه مشتاق لمقابلة اسرته والتعرف على احوالهم لأنه غاب عدة اشهر عن فرنسا على هذا النحو سارت الامور بشكل سلس وبعد ان فرغ الرجلين من احتساء المشروبات صعد مرافقه الى غرفته وعاد من جديد للذهاب الى مكتب الخطوط التركية القريب من مكان اقامة بعثة المريخ وبالفعل اكمل له اجراءت الحجز ليكون بالتزامن مع موعد المباراة الاخيرة وبعد انتهاء اللقاء رافق المدرب الفرنسي اللاعبين من استاد برج العرب للذهاب الى الفندق توطئة للتوجه الى مطار الاسنكدرية لكنه فضل البقاء مع ابنه انطونيو لبعض الوقت لمناقشة بعض التفاصيل المهمة والمتعلقة بتطبيق سياسة الاشراف على الفريق بعد العودة الى الخرطوم في الجانب الآخر كانت ادارة البعثة على علم بخطوة المدرب في السفر الى فرنسا لاسيما وان جمال الوالي نفسه قد تحدث معهم في هذا الشأن واشار لهم بأن الامر عادياً خاصة وان جدول الدوري لم يحدد بشكل واضح بالاضافة الى ان ابنه انطونيو سوف يقوم بالمهمة على اكمل وجه الى حين عودته بتاريخ 17 القادم. بعد وصول بعثة الفريق الى الخرطوم منح انطونيو اللاعبين ثلاثة ايام للراحة لمقابلة ذويهم بعد غياب استمر لاكثر من شهر وبعدها انخرط الفريق في تدريباته بصورة طبيعية وتردد ان غارزيتو نفسه يتابع التدريبات مع ابنه ومع مرور الايام كانت المفاجأة الداوية بعد ان جاهر انطونيو برغبته ايضاً في السفر الى فرنسا لمدة اسبوع وذهب أبعد من ذلك بانه سوف يسرح اللاعبين لمدة اسبوع الى حين عودته من جديد لاستئناف التحضيرات لكن الادارة قابلت هذه الخطوة بالرفض ورأت ان من غير المعقول ان يسرح الفريق في هذا التوقيت لانه مواجه بمباريات مهمة على مستوى الدوري والكأس لكن انطونيو رفض الاذعان للرفض الاداري مؤكداً سفره خلال الساعات القادمة وبكل تأكيد هذه الخطوة فتحت الباب واسعا ًللشائعات لاسيما وان سفر الابن ايضاً تزامن مع سفر والده لكن المجلس اجرى بعض التحوطات وكلف المدير الفني للشباب محمد موسى بالاشراف على الفريق الاول الى حين وصول المدرب غارزيتو بيد ان هذه الامور جعلت الجميع يتساءل بان الفرنسي اصبح قاب قوسين او ادنى من الرحيل من القلعة الحمراء بعد أن اوضح الموقع الرسمي لنادي الاتحاد الليبي بانه فتح خطاً من المفاوضات مع المدرب غارزيتو اثناء تواجد الفريق في معسكره الاعدادي بتونس وذهب الخبر الى ابعد من ذلك بان الادارة الليبية للفريق اكملت كافة التفاصيل المتعلقة بانتقاله للعمل مع الاتحاد لكن صحيفة الزعيم المقربة من جمال الوالي اهتمت بالخبر بشكل كبير واشارت الى ان المدرب الفرنسي اخبر الوالي بالعرض الليبي وعلى ما يبدو ان غارزيتو سعى من خلال ذلك الى رمي الكرة في ملعب جمال الوالي بداية لاحترامه للعلاقة التي تجمعه بالوالي لانه قدم له الكثير لاسيما وانه يعتبره افضل رئيس نادي على مستوى القارة الافريقية لكن على ما يبدو تصبح العقبة بين الرجلين قيمة العرض المادي الكبير الذي قدمه الاتحاد الليبي والذي تجاوز نصف مليار دولار في العام خلاف الالتزامات الاخرى من حوافز مباريات محلية وافريقية بالمقارنة مع عقده مع المريخ الذي يبلغ 300 الف دولار في الموسم الواحد مع جملة من المبالغ الاخرى.
شدد الفرنسي غارزيتو في احد الحوارات الصحفية في وقت سابق بان الاستقرار الاداري والمالي يعتبر حلقة الوصل في الوصول الى محطة النتائج الكبيرة على مستوى القارة الافريقية واشار الى انه بلغ مرحلة متقدمة في العمر ويسعى من خلالها الى تأمين مستقبله حتى يكمل بقية حياته في امان وكما هو معروف أن غارزيتو من المدربين المولعين بحب المال، ويرى العديد من النقاد انه لولا وجود جمال الوالي لما تردد يوماً في الرحيل عن المريخ خاصة وان الاخير مشهود له بالسخاء لكن هناك بعض الاحاديث اشارت الى ان الوالي نفسه قد تعرض لضغوطات كبيرة في الفترة الفائتة بحجة التزامه بمبدأ المرونة مع المدرب الفرنسي بعد أن تصاعد الغضب لدى بعض الانصار بسبب سياسة المدرب، الشيء الذي وصل الى الاعتداء عليه عقب مباراة المريخ وفيرفيارو على الرغم من أن الفريق كان فائزاً في تلك المباراة لعدم قدرته في صياغة التشكيل الاساسية في نظرهم وابعاده لبعض اللاعبين وهذه الحادثة تقريباً غيرت الكثير في مسارات المدرب الفرنسي في تغيير وجهة نظره في العمل بالمريخ على الرغم من احتواء المشكلة باقامة حملات للتضامن معه لتطييب خاطره. وبعدها سارت الامور بشكل سلس لكن بعض رجال الفرنسي الذين يعملون معه في الجهاز الفني اكدوا بان قرار ابعاد الفريق من سكة الرابطة الافريقية للابطال كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لأنه يرى في قرارة نفسه بأن عمله في السودان مضيعة للوقت لاسيما وانه يعول بشكل كبير في بلوغ الفريق الى الدور ربع النهائي في الابطال الافريقية وهذه تعتبر الغاية الوحيدة التي تبقت له للمحافظة على اسمه كمدرب كبير في القارة الافريقية، ونبه المقربين منه الى انه كان محبطاً بصورة كبيرة وظهر بشكل واضح عبر مشاركة الفريق في البطولة العربية بيد أن الامور ازدادت سوءاً بعد النتائج المخيبة التي احرزها الفريق في الاسكندرية وعلى هذا الاساس اصبح الفرنسي يخشى على نفسه من عدم قدرة المريخ في الفوز بالدوري والكأس ويكون خرج من البطولات كافة خالٍ الوفاض وبطبيعة الحال تبدو الامور في غير صالحه وعلى هذا الاساس ربما احتكم الى صوت العقل بعدم التفريط في العرض الليبي لكن كل هذه الظروف المحيطة قد تصبح على الورق اذا ما اراد جمال الوالي احتواء الاوضاع بالجلوس معه لكتابة عقد جديد يوازي قيمة العرض الليبي لكن يبقى السؤال المهم بأن رئيس مجلس ادارة المريخ هل مازال راغباً في ترتيب البيت الداخلي للنادي حتى يضمن من خلاله الجميع استمرارية المدرب الفرنسي؟ وهذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة!!.
تقرير: عاطف فضل المولى
الانتباهة