طبعاً كل اليساريين والشيوعيين بالذات حينكروا حطب كيف تعاملوا مع فاطمة في سنوات عمرها ومحنتها الأخيرة .. لن ينسي التاريخ كيف تجاهلوها وأبتعدوا عنها ولم تجد في رحلتها الأخيرة غير أقاربها ومنهم إسلاميون اقحاح تعاملوا معها بلطف ومودة ومحبة توجبها صلة الرحم وكيمياء التعامل الإنساني مع كبار السن وشجر التبلدي في شموخه الضارب في عمق السنوات وتربة الأيام ..
لم يكن تعامل الاسلاميين مع فاطمة مداهناً ولا مرائياً ولا عدوانياً حتي وهي تناصبهم العداء وتحرض عليهم جيوش الأمطار الغزيرة وتؤلب ضدهم شياطين الإنس والجن من أقطار الأرض كافة..
ماتت فاطمة .. وماتت معها أسرار رحلة مرضها بكل تفاصيلها .. تفاصيل لن يستطيع الشيوعيون الحديث عنها لأنها ستحرجهم ليس أمام محكمة الرأي العام وحسب .. بل أمام أنفسهم .. فرادي وجماعات ..
ماتت فاطمة .. ولنا جميعاً في موتها عظة .. وعبرة .. أما العظة فهي ضرورة التأمل في مشروع الحزب الشيوعي السوداني الذي وهن العظم منه وأشتعل الرأس شيبا ..لم يعد أمام اليسار وهو يقترب من أرذل العمر وحافة القبر إلا التمسح ببركة الصلاح وقبلها التسليم بقضاء الله وقدره .. تلاحظ هذا في صلاتهم علي الموتي ورفع الايدي بالفاتحة والترحم علي الأموات كما يفعل الصوفية المتبتلون !!
أما العبرة فهي ضرورة التأمل في طريقة الإسلاميين في التعامل مع مخالفيهم الرأي عندما يرحلون عن الدنيا ..
عندما مات الشيخ الترابي ملأ اليساريون وشياطينهم الأسافير شتماً يشبه الفرح بموت زعيم الإسلاميين ورمزهم الأول .. ومما لا يذكره أصحاب العقول الصغيرة أن الإسلاميين قيادة وقواعد بكوا الراحل محمد إبراهيم نقد وتباروا في التذكير بمآثره ..لم يكتب أحدهم كلمة تؤخذ عليه ..
واليوم سيودع الإسلاميون فاطمة بذات الطريقة .. سينسون صورة فاطمة السياسية وتبقي في دواخلهم فاطمة السودانية ببساطتها في كل شيئ .. سيذكرون فاطمة بدمعتها القريبة .. وحنيتها الدافئة ويرددون مع صلاح محمد إبراهيم ..
يا منايا .. حومي حول الحمي ..
استعرضينا ..
واصطفي ..
وهاهي المنايا يا صلاح قد اصطفت فاطمة بنفسها السمحة
بقلم
عبدالماجد عبدالحميد