مع خدمة الصراف الآلي وبطاقات البيع والشراء لحفظ النقود بأمان إلا أن بعض النسوة لازلن يحتفظن بـ “المفحضة” التقليدية

أفضى دخول التقنية الحديثة إلى زوال أشياء كثيرة كانت تمثل ثوابت في ثقافتنا المحلية، وها هي الآن تتساقط بحيث صار الجيل الجديد لا يعرف عنها شيئاً، وقد ساهمت التكنولوجيا في تلاشي الكثير من تلك الأشياء مثل (مفحضة الحبوبات) التي لو سألت عنها الجيل الحالي لظنها اسماً لشيء مختلف تماماً وباستخدامات أخرى.
تعد المفحضة من أهم أغراض الحبوبات في زمان مضى حيث كن يلبسنها في الرقبة وتتلى تحت الجلابية والتوب لحفظ الأموال، لكنها اختفت من المشهد في السنوات الأخيرة، وحلت محلها بطاقات (الصراف الآلي).
قيمة تراثية
في السياق، قال أستاذ الفلكلور فرح عيسى لـ (اليوم التالي): المفحضة عبارة عن قطعة من الجلد تحفظ بداخلها النقود والذهب لأنه في زمن الحبوبات كانت لا توجد معينات أخرى لكي تحفظ فيها الأغراض. وأضاف: فكرت إحدى الحبوبات السودانيات في صناعة المفحضة، ومنذ ذلك الوقت انتشرت في كل الأسواق وصارت قابلية الشراء عليها كثيرة، وهي من المصنوعات الجلدية، وتوجد في جنوب السودان لأنه غني بالثروة الحيوانية، وتصنع من جلود التماسيح. وأردف: هذه النوع أغلى سعراً من المحافض التقليدية، حيث تباع الواحدة بسعر مائة جنيه، وتوجد بألوان مختلفة منها اللون البني الفاتح والغامق، البرتقالي، اللون الأسود، واستطرد: من أشهر الأسواق التي تباع فيها سوق النسوان بأمدرمان، وتعد مصدر رزق للنسوة، مؤكدا أنها تمثل قيمة تراثية لاغنى عنها. وتابع: تعد المفحضة توأماً للجزلان، كما توجد في ولايات من السودان المختلفة. وقال إنه بعد دخول خدمة (الصراف الآلي) صار الجميع ليسوا في حاجة إلى محفظة خدمة سهلة وسريعة، وهي عبارة عن رموز وأرقام تصل من خلالها إلى المبلغ الذي تريد دون عناء وتعب وإرهاق.
الأفضلية للمفحضة
من جهتها، قالت خديجة مصطفى – ربة منزل – لـ (اليوم التالي): رغم إنني شابة إلا إنني لا أستغني عن المفحضة. وأضافت: منذ صغري أحبها جداً رغم ظهور أشياء بديلة، ولم أفكر في يوم من الأيام أن أستغني عنها، بل وفي كل مرة أشتريها بألوان مختلفة، حيث ارتديها تحت القرقاب، وهو جزء من الزي التقليدي للحبوبة التي كانت ترتديها الحبوبات السودانيات. وأردفت: صحيح إن خدمة الصراف الآلي ساعدت الناس في حفظ أموالهم واستردادها بسرعة، لكنني أرى أنه ومع الأعطال المستمرة في هذه الخدمة فالأفضلية للمفحضة.
أسعار مناسبة
قال صالح محمد الزاكي – صاحب محلات مصنوعات جلدية – لـ (اليوم التالي): أقوم بشراء المفحضة من مكان صناعتها لأنها تباع بسعر مناسب ويوجد مصنع متخصص لها بحي الركابية في أمدرمان. وأضاف: تصنع من جلود الحيوانات والزعف وتتكون من خيطين بألوان مختلفة وسعرها يتراوح ما بين (30 إلى 50) جنيهاً، ونحن نبيعها للزبائن بأسعار مناسبة.

نهى إبراهيم
اليوم التالي

Exit mobile version