استعصت على مواطني بربرمعالجتها بيوت بربر المهجورة.. ممنوع الاقتراب والتصوير مساءً

مشكلة كبيرة تواجه مواطني مدينة (بربر) استعصت عليهم معالجتها، تلاحقهم مثل (الظل).. وما زالت تهدد استقرارهم، بل دفعت بالبعض منهم الى الانتقال من منازلهم إلى مناطق أخرى، حتى لا يتضرر أبناؤهم أو يصابون بـ(الجنون).. تمثلت هذه المشكلة في وجود (حيشان) ومنازل مهجورة، تحولت مع مرور الوقت إلى (خرابات) مخيفة.. يخشاها الجميع نتيجة ما يحيط بها من مخاطر ـ وإذا رأيتها لملئت منها رعباً .. لدرجة أنه تم منع المرور بقربها بعد السادسة مساء.. وخطرها يمتد حتى الفترة النهارية.. وأكثر المتضررون هم فئية الأطفال لأنهم يلعبون بالقرب منها.. ما هي قصة هذه (الحيشان) هذا ما سنتعرف عليه خلال المساحة التالية:ـ
انقراض وهجرة
في ثلاثينات القرن الماضي .. كانت تضج بهذه (المباني) ذات المساحات الكبيرة بالحركة والحياة، وكان يقصدها المواطنون من كل المدينة لعقد اجتماعاتهم ومناقشة بعض الشؤون، لكن سكانها رحلوا.. منهم من (أخذته المنية) وانتقل إلى الرفيق الأعلى، ومنهم من هاجر وتغرب لتحسين وضعه المعيشي، وآخرون انتقلوا إلى ولاية الخرطوم للإقامة بها، تركوا وراءهم ميراثاً بلا سكان، وحتى لم توكل مسؤولية الإشراف عليها لأحد ، فتسببت الرياح والأعاصير والفيضانات في هلاكها، بعضها جثم أرضاً ولم يبق سوى عدد من (غرف) الجالوص المتآكلة، و(دورات المياه) التي ردمت وتحولت إلى (حفر) تصطاد (الناس) هناك، مع مرور الوقت تحولت إلى مأوى وملاذ لـ(الثعابين ـ الشياطين ـ القطط ـ الثعالب والذئاب)، جميعها تتقاسم (مائة) (خرابة) أو أكثر ليشكلوا شبكة تهدد أمن المواطنين، الذين غلبت حيلتهم في إيجاد معالجات وحسم المشكلة بشكلها النهائي، ولحقت أضرار المسكون منها (بالشياطين)، السكان الذين يقيمون بالقرب منها، فقاموا أيضاً بهجر منازلهم وانتقلوا الى المناطق المجاورة هرباً من الصراخ والأصوات التي تخترق مسامعهم ليلاً، كما أصاب سهمها عددا من الفتيات اللاتي يتلقين العلاج الآن في مراكز الرقية القرآنية حسبما أشار البعض .
اتصال هاتفي
تناولت (الصيحة) القضية إثر اتصال هاتفي من المواطنين، وللوهلة الأولى اعتقدنا أنها مجرد بيوت خالية من السكان، ولكن هناك صورة قاتمة لمعاناة لم يتخيلها أحد، وهي لم تكن أماكن يتشاركها الشيطان والحيوانات، بل ترتكب بداخلها جرائم أخرى، وبحسب المواطنين أن (90%) من هذه الخرابات توجد بـ(الدكة)، وهي أكبر منطقة في مدينة بربر، وهي لأسر عريقة ومرموقة على رأسهم (الميرغنية) الذين يمتلكون نصفها تقريباً.
المواطن (أحمد حمزة) الذي يسكن بمنزل في مربع (15) يقاصد إحدى الخرابات وتطل على منزله غرفة مهجورة، اشتكى من من تكاثر وانتشار شجر (المسكيت) الذي تحول إلى غابة كثيفة في كل (الخرابات) وانعكس ضرره على مياه الشرب التي باتت تقطع بشكل مستمر، ولا توجد جهة يلجأ إليها المواطن لتقديم شكوى خاصة أن الدولة تهتم بالذهب والمشاريع وغيرها ولا تهتم لأمر أمن المواطن، والأخطر من ذلك انتشار الثعالب التي تدخل تحدياً وصراعاً مع السكان، ويشير المواطن (سعيد أحمد العجوب) الذي يسكن مربع (13) إلى وجود حوالي (74) حوشاً بحي (الدكة) وحدها، أوضاعها متردية وبعضها امتلأ بأشجار شوكية تسببت في الأذى للمواطنين، تركها أصحابها ولم ياتوا لمعاينة الأراضي التي (يفعوا) فيها وهم من أثرياء ومشاهير ولاية الخرطوم حالياً، وواحدة من تلك الخرابات (حوش الزمارنا) فهذا تفوق مساحته ستة آلاف متر ويحتل موقعاً مميزًا في مربع (13 ) لا يعرف وجهاً لهذه الأسرة، وهناك حوش (سيدي) وهو منسوب للميرغنية مساحته سبعة آلاف متر يقع في مربع (11) تأذى منه السكان كثيراً، وبالرغم من المحاولات المتكررة للاتصال بهم إلا أنهم لا يستجيبون، نظراً لأنها شوهت المنظر الحضاري للأحياء التي أصبحت تعرف ببيوت (الشيطان) وهي ملاذ لكل ما يخطر على البال من مظاهر سالبة .
حيشان قديمة
الحيشان الموجودة بحي (الدكة) كما يقول المواطن (العجوب) قديمة جداً فاق عمرها المائة عام لم يسكنها أحد، وبالقرب من الخور الممتد من الشمال إلى الجنوب والذي يعتبر المدخل الرئيسي للمدينة توجد بيوت مهجورة شوهت منظر الخور الذي تقع على أطرافه النوادي والميادين الرياضية والجامعات، مشيرا لخطورة الحيوانات التي تسكن هذه الحيشان والتي تصدر أصواتاً مزعجة جدًا أدخلت الرعب في قلوب المواطنين ، كما توجد كلاب مصابة بداء السعر منتشرة على محيطها منعت التجوال خلال اليوم، وتكثر بها بيوت (الثعالب) التي تهجم على المواطنين في أي وقت، هذا بخلاف الأشباح التي تظهر في المغرب، وللتوصل لمعالجات تمت مخاطبة الجهات المختصة والمحلية للنظر في أمر هذه الحيشان، وتم تكوين لجنة من المجلس التشريعي الذين سجلوا زيارة للمناطق المتضررة وقاموا بمعاينتها ووضعوا ملاحظاتهم وحتى اليوم لم تتم إزالتها أو معالجتها والأمر كما هو، والمخاطر تزداد يوماً بعد يوم، وكشف عن اتجاه لمخاطبة أصحاب هذه الأراضي للنظر فيها.
هواجس وأمراض
الهاجس المخيف الذي تمثله هذه الخرابات تسبب في إصابة البعض بأمراض نفسية بالغة ـ وأصاب سعر الكلاب عددا من الأطفال، وكما يقول (محمد محمود أحمد) رئيس اللجنة الشعبية لـ(الصيحة)، إنها هذه (الشراريم) أصبحت مرتعاً لممارسة (الدعارة) نهاراً جهاراً، وتباع في بعضها الخمور فعندما فشلت محاولاتنا مع الجهات المختصة لإزالتها، قرر المسؤولون بالأحياء تكوين أتيام للقيام بحملات عليها حيث اتضح أنها تمارس بداخلها سلوكيات (قبيحة)، واتخذ البعض قرار إزالتها غير أن القوانين لا تعطي المواطنين الحق في نزعها إلا للمصلحة العامة، فمن المفترض إزالتها لأنها تشكل هاجساً أمنيا كبيراً ويجب على السلطات أن تتصرف فيها على أن تقوم بتعويض أصحاب الإرث وفقاً للقانون، ونسبة لانتشارها في المدينة خاطبت اللجنة المعتمد، ولكن لا يوجد تحرك ملموس في هذا الجانب، على الرغم من وعد المعتمد القاضي برفع القضية للوالي، والآن مرت ثلاث سنوات منذ أن تقدم المواطنون بالشكاوى للجهات المعنية ولا حياة لمن تنادي ـ وأضاف: ليس من حق اللجنة التصرف فيها لأنها أملاك وأصحابها على قيد الحياة، وربما لا يدركون أنها تأثرت بالأمطار طيلة تلك السنوات، فإذا تم إعطاء اللجان الشعبية حق التصرف فيها سوف يتم مسحها بشكل سريع حتى يعم المنطقة الأمن والاستقرار، ودعا لضرورة النظر في أمرها بأسرع وقت وأن يكمل معتمد المحلية العمل الذي قام به في السابق عندما حصر هذه البيوت، يضاف إليها المباني الحكومية والمدارس المهجورة الأخرى، وإعادة حصرها مجدداً ومخاطبة الوالي أو منح المواطنين، إذن التخلص من هذا الأذى الذي يلاحقهم ويهدد حياتهم ولم ينج منهم الصغير ولا الكبير .
وعود مؤقتة
للحصول على معلومات أكثر حول هذه المواقع ونسبة لأن المحلية قامت بحصرها في مرحلة سابقة حاولت الصيحة مرارًا وتكرارًا الاتصال بمعتمد محلية بربر، لمعرفة رأيه كجهة مختصة حول هذه القضية، ومعرفة الخطوات التي سيتم اتخاذها خلال المرحلة المقبلة والتي سوف تضمن الحياة الآدمية الكريمة للمواطنين لكن الاتصالات باءت بالفشل لأن الهاتف مغلق باستمرار.. كما حاولنا الاتصال بمكتب الوالي ولم نحصل على معلومة محددة حول القضية، ولكن هناك وعود بأن يتم الرد على الصحيفة في وقت لاحق .. وعلى أساسه سوف ينظر في أمر المعالجات .
ختاماً
حالياً تقض هذه الحيشان الكبيرة مضاجع سكان بربر، لكنهم صبروا على أمل اهتمام الجهات المختصة بعمل معالجات لها، غير أنهم يتفاجأون في كل مرة بعدم اهتمام الجهات المعنية، ولم يبق لهم سوى باب واحد، وهو مخاطبة أصحاب الشأن أنفسهم للتصرف في هذه البيوت، قبل أن تتحول بربر إلى مدينة تسكنها الشياطين والذئاب والكلاب الضالة.
(الصيحة) تضم صوتها إلى أصوات أصحاب الوجعة وتناشد الجهات المختصة في المحلية وفي المركز للتحرك نحو المنطقة وزيارة هذه (الخرابات) والوقوف على المعاناة من قلب الحدث وإصدار القرارات السريعة التي من شأنها أن تعالج هذه المشكلة قبل أن يصاب السكان بالجنون أو يتعرضون للسعات الثعابين أو أنياب ومخالب الكلاب الضالة وغيرها من الحيوانات الأخرى.

تحقيق: إنتصار فضل الله
الصيحة

Exit mobile version