شكل العام 2016 – 2017م، بلا منازع عام تزايد وارتفاع القتلى السودانيين وسط تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” اذ يقدر عدد من قتلوا في النصف الأول من العام الحالي بحوالي 10 أشخاص مقسمين ما بين سوريا،العراق، وليبيا.ومنذ إطلالة شهر مارس من العام الماضي وصل تعداد جملة الملتحقين بتنظيم (داعش) إلى أكثر 45 طالباً وطالبة،غالبيتهم طلاب جامعات سودانية، فضلاً عن مغادرة شباب آخرين من وجهات مختلفة قصدوا التنظيم الموصوم بالتطرف في ليبيا سالكين الطريق البري الرابط مع السودان حيث لقى ما يقارب 22 منهم حتفهم في معارك داعش المختلفة آخرهم الأسباط السوداني الذي قٌتل أمس الأول.
قائمة الموتى
حوت قائمة الموت العديد من الأسماء حسب ما أورد موقع (سودان تربيون ) في مقدمتها محمد معتصم الكنزي ،أيمن صديق عبد العزيز ، أمير مامون سيد أحمد في العراق ونجل القيادي بالحركة الإسلامية – رجل الأعمال الشهير – محمد عبد الله جار النبي (أبو بكر) بسوريا، ومازن عبد العظيم يسن، بليبيا مهند يوسف مكاوي ،النور موسى النور وآخرون بليبيا فقد وصل عدد من نفذوا تلك العمليات من الشباب السوداني خلال عام واحد (2015) أكثر من 10عمليات تفجيرية – طبقا لإحصائية التنظيم – أما الأمر الأكثر إثارة هو ما كشفته مخابرات الدول الغربية ونقلته صحف بريطانية واسعة الانتشار أن (جلاد داعش) الذي نفذ عمليات ذبح بحق رهائن غربيين في العراق هو شاب سوداني يحمل جنسية بريطانية يدعي الشفيع راشد سيد أحمد (22) عاماً، وهو الشاب الذي قُتل شقيقه الأصغر محمود (19) عاماً في تكريت صيف العام الماضي.
طرق الموت
وفقا لما هو منشور في بيانات صادرة عن تنظيم الدولة بالعراق والشام، علاوة علي الأنباء والمراسلات التي يتم من خلالها إبلاغ أسر القتلي فان جملة من لقوا مصرعهم في قصف جوي أو التحام مباشر في عمليات عسكرية أو بعمليات انتحارية بسيارات مفخخة وملغومة يزيد عن الـ60 حالة. وتشير عمليات الرصد أن أول من قتل من الشباب السوداني بليبيا شاب يدعي محمد تاج السر الخضر من أبناء الجريف غرب في العام 2013 وكان يعمل محاضراً بكلية الهندسة بجامعة السودان وأول من قتل في العراق هو مازن محمد عبد اللطيف ويعتبر أصغر شاب سوداني يقتل بمسارح العمليات ويبلغ عمره (18) عاماً.
هجر مقاعد الدرس
وكان مازن هجر مقاعد الدراسة بكلية علوم التقانة وغادر الخرطوم متوجها لمالي التي لم يمكث فيها كثيرا ليصل للأراضي الليبية ومنها الي سوريا فالعراق حيث أسندت له قيادة سرية كانت مهمتها اقتحام معسكر ترتكز فيه قوات مشتركة تابعة للمالكي والحرس الثوري الإيراني بحي الأندلس بضاحية الرمادي.أما أكثر الحالات إثارةً للانتباه فهي حادثة مقتل محمد مكاوي إبراهيم الذي يعد العقل المدبر لعملية اغتيال الدبلوماسي الأمريكي في وكالة المعونة الأمريكية جون غرانفيل ووجه الغرابة في واقعة مقتل مكاوي الذي وصل للصومال مع رفقائه أعضاء خلية مقتل غرانفيل بعد هروبهم الشهير من سجن كوبر العتيق لينضموا تحت لواء حركة الشباب المجاهدين إذ أن مكاوي قتل رمياً بالرصاص بسلاح ذات الحركة بعد محاولته الفرار من معسكراتها في الجنوب الصومالي.
وقبل هؤلاء كان مقتل حمزة سرار الحسن (19) عاماً بالعراق وهو ضمن عناصر الدفعة الثانية لطلبة جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا التي وصل أفرادها للأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في يوليو من العام المنصرم ليصل عدد من قتلوا خلال شهر يوليو الجاري 4 طلاب منهم ثلاثة يتبعون لجامعة العلوم الطبية أما القتيل الرابع ميرغني بدوي فهو من أبناء الديوم الشرقية (ديم حجازي) ولقي مصرعه في سرت الليبية قبل حوالى 10 أيام.
بينما علي عبد المعروف، المكنى بأبي الأسباط السوداني، أحد القيادات البارزة في تنظيم (داعش) وكان يتولى منصب مسؤول السجون بولاية (الخير)، كما يعد أحد مشرعي التنظيم الذين تولوا مناصب رفيعة في هيئة قيادة التنظيم.
مقتل الأسباط
قالت مصادرصحفية موثوقة إن عبد المعروف قتل في مواجهات مسلحة قبل عدة أيام خلال العمليات العسكرية التي كانت دائرة إبّان تحرير الموصل، وتم إبلاغ أسرته التي تقطن بحي شمبات شمال العاصمة الخرطوم، بنبأ مقتله حيث تم نصب سرادق العزاء وتلى ذووه التعازي وقبل حوالى شهر، نصبت أسرة عبد المعروف السرادق بعد تلقيها برقية تفيد بمقتله في غارة نفذتها قوات التحالف بالعراق، لكن الرجل اتصل بذويه بعد ساعات مؤكدا أنه لازال على قيد الحياة.وأوضحت أن عبد المعروف غادر للالتحاق بداعش قبل عامين عن طريق سوريا ومنها للعراق حيث انضم لصفوف الجماعة المتشددة ، وكان من أبرز المدربين على استخدام السلاح والفنون القتالية وتكتيكات الدفاع عن النفس والهجوم.
وأضافت “كان يحظى بوضعية خاصة لدى قيادات داعش نسبة لارتباطه بالعمل الجهادي منذ وقت مبكر حيث سبق وأن قاتل في العراق ضد قوات الاحتلال الأميركية قبل أن يعود للخرطوم مرة أخرى ثم يقفل عائدا للعراق لإعلان انضمامه لداعش.
ويقول الخبير المتخصص في ملف الجماعات الاسلامية، الهادي محمد الأمين،في إفادات صحفية إن عبد المعروف، كان من شباب تنظيم (الإخوان المسلمون) لكنه انسلخ وانشق عنهم بعد المفاصلة الشهيرة التي وقعت وسط الجماعة بعد مؤتمرها العام في 1991 ليتحول بعد ذلك إلى كادر جهادي ، واختار التخصص في فنون القتال، وهو بطل في رياضة الشينجي (قتال الشوارع).
وأضاف الأمين”درب العديد من شباب الإخوان المسلمين فنون هذه اللعبة في عدد من مساجد جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة – خاصة في الدروشاب شمال الخرطوم – وتعرض لإصابة خلال معارك سابقة حينما كان مقاتلاً في العراق ضد القوات الأميركية قبل ظهور داعش”.
الناشط الخطيب
ويقول أحد المقربين من عبدالمعروف في حديث سابق لـ(الصيحة) بعد أن طالب بحجب اسمه ، إن الشيخ عبدالمعروف كان من شباب الإسلاميين في شمبات، وانضم الي جماعة الإخوان المسلمون جناج (سليمان أبو نارو) في مطلع تسعينيات القرن الماضي حيث كان ناشطاً وخطيباً بمدرسة ود السايح بشمبات الثانوية ، بيد أنه تأثر في مطلع الألفية بأفكار الجهاد فقد ترك جماعة الإخوان المسلمون بقياده (أبو نارو) قبل أن يتحول إلى جماعة الاعتصام بالكتاب والسنه بحجه أن الجماعة لاتمارس الجهاد ولا تشجع عليه ، وقد تأثر عبدالمعروف أيضاً بمجموعة من الجهاديين الليبين العائدين من أفغانستان وقتها وأعجب بمنهجهم و من ثم سافر إلى العراق للقتال ضد القوات الأمريكية وعاد إلى السودان بعدها قبل نحو ثلاث سنوات ليعود مره أخرى إلى الجهاد في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش” بمدينة الموصل العراقية. ويضيف المصدر عن شخصية عبدالمعروف أنه في الأربعينيات من عمره ويحب القتال ووسائل الدفاع عن النفس وكان خطيباً مفوها ويمتاز بالذكاء والفطنه والشجاعة.
الخرطوم: الهضيبي يس
صحيفة الصيحة