* ماذا ستطلق العصابة الحاكمة فى الخرطوم على الأمطار التى هطلت فى الخرطوم فأغرقتها عن بكرة أبيها … أمطار خير وبركة، أم ابتلاء ربانى ؟!
* الأمطار التى تظهرفضائح ومآكل وفساد المسؤولين كل عام، فيسرعون للتلاعب بالدين وإنتقاء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لخداع البسطاء، أو يضطر البعض للاعتراف بالأخطاء لتسكين غضب الناس، كما فعل معتمد الخرطوم (ابوشنب) قبل يومين، عندما اعترف بحدوث أخطاء هندسية فى إنشاء المواقف المرورية مثل (موقف كركر)، وإننا والله ندين له بالشكر والامتنان على هذه الجرأة ( جعلها فى ميزان حسناته يوم القيامة بإذن الله)، ولكن أين المساءلة والحساب والعقاب لمن ارتكبوا هذه الأخطاء الهندسية، أم أن الدولة قطاع خاص أو عزبة لـ (ابوشنب) ومن ولاه المنصب، حتى يصفح عن الذين ارتكبوا الأخطاء وبددوا الوقت والمال فى تنفيذ عمل عام يخص الدولة، وتسببوا فى معاناة المواطنين والفوضى التى تضرب الخرطوم كلما جادت السماء ببعض الغيث وأمطار الخير والبركة التى ظللتم تبررون بها فشلكم وعجزكم وفسادكم، كلما هطلت وفضحتكم؟!
* ماذا ستقول للناس أيها المعتمد، وواليك الهمام، الذى يتباهى بأنه فشل فى حل مشكلة المواصلات، ويتحدى بأن المشكلة لن يحلها أى احد مهما بلغ حجم (صلعته) حجم (صلعة) الوالى، ثم يستمر بلا حياء أو خجل فى البقاء على المنصب الذى إعترف بالفشل فى القيام بأعبائه، ولا يجد من يقيله ويقول له اذهب الى بيتك أو يحاسبه، بل ظل جالسا على الكرسى لا يتزحرح عنه قيد انملة، ولا ندرى إلى أين يريد أن تصل (صلعته) وهو يمارس الفشل والعجز والفساد والتلاعب بمشاعر الناس؟!
* ماذا ستقولان للغرقى فى مياه المطر والطين والاسهالات المائية، يكابدون ويصارعون لانقاذ أنفسهم من بلاويكم و(إنقاذكم) لهم، أم ستواصلون المسيرة القاصدة وترمون عجزكم علينا، وعلى الشيطان الذى ننقاد له، وتطالبوننا بتقوية الايمان ونشر قيم الفضيلة (لمواجهة عجزكم فى حمل الأمانة التى أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها، وسعيتم أنتم لها وما زلتم تتمسكون بها رغم فشلكم الذريع)، أم ستواصلون الخداع، وتوهموننا بأنها أمطار خير وبركة ستفيض علينا ببركاتها وخيرها وخراجها، كما ظللتم تزعمون منذ جلوسكم على صدورنا ومص دمائنا والتلاعب بمصائرنا وحياتنا، منذ أكثر من 28 عاما من الزمن؟!
* أليس هذا هو ديدنكم فى التلاعب بالدين، وتسمية الفشل والعجز تارة بالخير والبركة، وتارة أخرى بالابتلاء، وتطلبون من الناس عدم الانقياد للشيطان والتمسك بالايمان ونشر قيم الفضيلة، فيصدقكم البسطاء ويهلل لكم الانتهازيون والمتاجرون بعرق الشعب، بينما تنامون أنتم قريرى الأعين، شبعى، ممتلئين صحة، مكتنزين ذهبا وفضة وشحما ولحما، لا تطن فى أذنكم بعوضة، ولا تزعجكم ذبابة، ولا يقض مضجعكم اسهال مائى، ولا ينغص عيشتكم فلس، ولا يزعجكم تأنيب ضمير بأنكم أهملتم فى أداء واجبكم … أليس هذا ما تريدون يا دعاة الفضيلة والقيم الفاضلة وأصحاب (الصلع) التى وصلت الى الرُكب، فى ممارسة الفشل والخداع والفساد؟!
* لقد ظللنا نسمع كل عام عن الاستعداد للخريف وشق المجارى وتقوية المصارف وتعلية الشوارع، ثم يأتى الخريف ليكشف الكذب ويفضح الترهات، فلا تجدون سوى المزيد من الكذب والتلاعب بالعواطف والمتاجرة بالدين الحنيف، بينما يغوص الناس إلى رؤوسهم فى الطين، ويشربون الكدر، ويموتون باسلاك الكهرباء وسقوط الاعمدة والسقوف، ويعيشون فى ظلام دامس، يعبث بأجسامهم بعوضكم، ويلوث حياتهم ذبابكم، وتقتلهم ملاريتكم و(اسهالاتكم المائية)، فأى خير وبركة توهموننا بهما أيها الفاشلون، وأى ابتلاء تريدوننا ان نشفى منه بعدم الانقياد للشيطان، ونشر قيم الخير والفضيلة؟!
* إنكم أنتم الابتلاء، وأنتم الشيطان .. الذى جثم على صدورنا فى غفلة من الزمان، وأذاقنا الهوان، ودمر بلادنا وأضاع حياتنا، ولا يزال!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة