ظُهر يوم الأحد 6 أغسطس الجاري، وأنا أهم بالدخـول على صحيفة السوداني في قلب الخرطوم ، وفي فناء مبناها الأنيق ، صادفني رجلين ، الأول يتوشح ثوباً أبيضاً يلف به جسده ، على رأسه ( طاقية بيضاء ) غير مُتعمم ، يحمل عصاة أشبه ( بالشِعبة ) التي بمنابر الجمعة ، يضع نظارة نظر على عينيه ، لباسه أشبه بشيوخ ( المتصوفة ) ، والآخر كأنه حواره إلا أنه ضخم البنية ، يفوق شيخه النحيل ضخامة و طول قامة .
فجأة وجدت نفسي وهما يصافحانني بحرارة وبالأحضان ، مع ( قُبَل ) على كتفي ، وتعابير ودودة أهلاً ( بالمبرُوك ) حبابك والله بوجهك الصبوح ، وهذا الضخم يردد عبارة ( سلِم على أبوك الشيخ ) !! ( غايتو جِنس دراما ).
بعد إنتهاء هذه ( المسرحية ) قلت لهما بلاشك قد اختلط عليكما الأمر وقد ( شبهتوني ) بالاستاذ ضياء الدين بلال ، فأنا لست المدير الذي تقصدانه !!
عاجلني ( حوار الشيخ ) بأنني لم أشتبه عليهما بل شاهدا في وجهي ( الصلاح ) وأنه ( يضيء ) و ( أشع نوراً ) ومن هذا القبيل !
تلفت يُمنة ويُسرة مسحت وجهي في حيرة ، وكأنني أتحسس هذا ( النور ) فلم أجد غير حبات عرق قد سالت في ظهيرة قائظة !
بعد هذه المُقدمات الطويلة ،أخبراني أنهما من قرية قُرب أم ضواً بان ، وتركا طُلاب الخلوه بلا طعام ويحتاجان لمال لإطعام أهل القرآن علماً بأن جوال الذرة يكلف 350 جنيهاً !!.
في إشارة ( ذكية ) لسقف العطاء !
ليتهما طلبا مُساعدة دون أن يتاجرا (بحَملة القرآن) ، لا أعتقد أن شيوخ الخلاوى يتسكعون في الطُرقات يسألون الناس ، فهم أصحاب عِفة و هيبة ، سخر الله لهم عباداً يغدقون عليهم بلا منٍ ولا أذى في حِلهم .
ورغم ذلك إضطررت أن أعطيهم ( بَياض ) هذا الشِعر و ( النور ) الذي يشع ?
بقلم
ابومهند العيسابي