تمكن أخ وأخت من لم شملهما في الشارقة، بعد 16 عاماً من فراقهما، بعد تداول صورة قديمة لوالدتهما الهندية «نور جيهان»، من منطقة كوزيكود بولاية كيرلا جنوبي الهند (نشرت على موقع «فيس بوك». والتقى هاني نادر ميرغني (سوداني) 21 عاماً، قادماً من الخرطوم الأسبوع الماضي، عبر مطار الشارقة، شقيقته سميرة (هندية) وتعمل «بائعة» في مكتبة في دبي، وسط دموع التأثر والفرح، أفقدت الأخوين القدرة على إعادة قص الرواية، التي بدت معقدة وتائهة بين شتات وحرمان، وفرحة لقاء دام طويلاً. وكشف هاني ل«الخليج»، تفاصيل قصة عثوره على والدته وشقيقاته الثلاث، في حسابه الشخصي عبر موقع «فيس بوك»، وقال: جاء والدي إلى ولاية كيرلا للدراسة وتزوج بنور جيهان (والدتي). وبعد ثلاث سنوات من ولادتي، عاد والدي إلى السودان وأنا معه، وترك والدتي وثلاث بنات (من زوج هندي) في الهند، على الرغم من محاولات والدتي الكثيرة للاتصال به، لكنها لم تتمكن. وأضاف: «أمضيت 16 عاماً مع والدي، كانت قاسية بالنسبة لي، حيث تزوج أبي بعد وصوله إلى السودان مباشرة، وعانيت الأمرين من والدي وزوجته، وكنت دائماً أطلب منه أن ألتقي أمي وأخواتي، وكان يرفض. واستذكر هاني ذكريات عن طفولته في ولاية كيرلا، وقال «ما زلت أتذكر رحلتنا الأخيرة، وقال لي أبي: لنذهب إلى السودان وأتذكر أنني كنت في «روضة الأطفال» وعمري 4 سنوات، عندما أخذني والدي بدون علم أمي، وتغيرت حياتي كلها في السودان، واستقر بي المقام في مدينة الدويم في النيل الأبيض، وكانت جدتي ترعاني بحنان، وبعد وفاتها تضاعفت معاناتي، وتعثر تعليمي ثلاث سنوات، لعدم إلمامي باللغة العربية، وعدم استقراري، وتهرب والدي من مصاريف الدراسة. وبالرغم من كل هذه الظروف، حصلت على الشهادة الثانوية العامة بنجاح هذا العام».
وأضاف: انتقلت إلى الخرطوم للعيش مع عمتي، بعد عثوري على شهادة ميلادي وغيرها من الوثائق، بما فيها صورة والدتي، وطلبت المساعدة من بعض الهنود في السودان للعثور على أمي وأخواتي، بعد أن واجهت الرفض الشديد من والدي. وأخيراً حصلت على مساعدة من شخص يدعى فاروق الذي نشر جميع الوثائق في «فيس بوك». وتابع: وصلت أخبار بحثي عن والدتي عن طريق شخص يدعى «رحيم» يقيم في أبوظبي، وتربطه صلة قرابة بأسرة زوج أختي في الهند، وسرعان ما تمكن من الاتصال بي، ولكن لم يكن لديه فكرة عن الكيفية التي يمكن أن أجتمع بها إلى أسرتي، كنت أعرف أن والدي لن يسمح لي أن أذهب إلى أمي وأشقائي، لذلك اضطررت إلى الترتيب للقاء أختي سميرة في الإمارات، وتمكنت هي من إرسال تأشيرة زيارة وتذكرة طيران لي. وكان على أمي وأخواتي أن يبعن جواهرهن لترتيب المال لإجراءات سفري. وتابع: كانت لحظة عظيمة، على الرغم من أنني لم أفهم ما قالت له والدتي، ولكن العواطف أبعد من الكلمات، انخرطنا في البكاء على الهاتف، بعد أن قالت لي «مرحباً» بالإنجليزية، وكانت لحظة عاطفية جداً، والآن أتواصل معها معظم الوقت بمكالمات الفيديو، وهي لا تتوقف عن البكاء.
الاحداث