الوداك تهبش شنو؟

كان ذلك في ستينيات القرن الماضي وكنت حينها طفلاً بالمدرسة الأولية (في ناس ح تقول بلاااي) ، بينما كنت في مشوار مع والدتي رحمها الله داخل الحي بعد يوم ماطر قمت بلمس أحد أعمدة الكهرباء فصعقني (ماس) حتى كاد أن يغمى علي وبعد أن (أخدتا نفسي) طلبت من الوالدة أن نعود إلى المنزل وقد كان، فور وصولنا للمنزل (وكمواطن صالح) قمت بالبحث في دليل الهاتف عن استعلامات الكهرباء وهي ما يعرف اليوم بخدمات المشتركين وبعد أن وجدت الرقم قمت بالاتصال حيث قام أحدهم بالرد فأخبرته بأن العمود الذي بالحي الفلاني في الحتة الفلانية (فيهو كهرباء) وإنو (ضربتني هسه دي) فلو ممكن تعالوا (صلحوهو) عشان ما يضرب زول تاني، فأجابني (الشخص) إجابة لا زالت عالقة بذهني وهي (إنتا الوداك تهبش شنووو؟).

مناسبة ذكر هذه الواقعة الكهربائية هو ما جاء كعنوان رئيس بهذه الصحيفة بالأمس ذلك الذي يقول (وفاة 9 أشخاص و 11915 بلاغاً للكهرباء بسبب أمطار الخرطوم) ، لو قيض لمسؤولي شركة الكهرباء التعليق على حالات الوفاة هذه لكانت إجابتهم (الوداهم يهبشوا شنووو؟) علماً بأن المسألة لا هبيش ولا حاجة إنما سوء في التوصيلات الهوائية التي تقوم الشركة بها واستخدام لأنواع رديئة من الأسلاك والعوازل التي على الأعمدة مما يجعلها عرضة للارتماء أرضاً (والباقي بتمو الموية) والتي هي من أجود الموصلات الكهربائية هذا إضافة لعدم وجود صيانة لهذه الأعمدة لمعرفة مدى مقاومة الأسلاك والعوازل المستخدمة للزمن وأكاد أجزم بأن هنالك أعمدة لم يتم الكشف عليها لمعرفة صلاحيتها منذ أن تم تركيبها منذ عشرات السنين .

إن وجود آلاف البلاغات من مواطنين (في العاصمة بس) يشتكون من أعطاب في الكهرباء (بعد مطرة واحدة) يعني بلا شك بأن (كهربتنا) قاعدة في (السهلة) وأن الشركة لا تقوم بمهامها بتأمين (خدماتها القاتلة) على الرغم من المبالغ الباهظة التي يدفعها المواطنون (مقدم كمان) .

إن ضحايا (شركة الكهرباء) في كل خريف يزداد (خريفاً إثر خريف) مما يعني بأن المسألة (ماشة لى ورا) وأن الشركة (القصة ما هاماها) ، وبيني وبينكم ليها ألف حق ففي بلاد أخرى يتم تعويض ذوي الضحايا بمبالغ طائلة إذا ما ثبت أن هنالك إهمال من شركة الكهرباء أما (عندنا) تحرق ثلاجة ، يحرق مكيف يحرق (زول) فالشكوى لغير الله مذلة !

لقد ترك (العالم كوولو) مسألة (التوصيلات الهوائية) واستعاض عنها بالتوصيلات الأرضية نسبة لخطورة الأولى وتأثرها بالعوامل الطبيعية من رياح وأمطار وخلافه وما تسببه من كوارث ولكن (ناسنا) لا يزالون يقومون بالتوصيل هوائياً حتى للمناطق السكنية الجديدة والسبب واضح وهو أن التوصيلات الهوائية أقل تكلفة (وإن شاء الله ما طلعنا منها)

كل الخدمات التي تقدم للمواطن يراعى فيها أن تكون غير مكلفة في ذات الوقت الذي يتم فيه (حلب المواطن) دون رحمة وفرض المزيد من الأتاوات والجبايات والرسوم ولا أحد يعلم (القروش دي بتمشي وين) ؟ ذات الإخفاق الذي نشاهده في مرفق الكهرباء نجده (بالكربون) في كافة الخدمات الأخرى الصحة، التعليم، النفايات، الشوارع إلخ والتي تتدهور يوماً بعد يوم.
11915 بلاغاً بعد (مطرة واحدة) في العاصمة فقط رقم قياسي جدير بدخول (شركة الكهرباء السودانية) إلى موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية.

كسرة :
العبدلله يقترح إنشاء (مقابر لضحايا الكهرباء) .. بس ما تقولوا لينا ادفعوا !!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 89 واو – (ليها سبع سنوات و5 شهور) ؟

•كسرة ثابتة (جديدة):
أخبارتنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 48 واو (ليها أربع سنوات).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

Exit mobile version