عبر المدرب الفاتح النقر المدير الفني لتريعة البجاء جبل اولياء عن استيائه الشديد جراء التعديلات التي تطرأ على برمجة مباريات المسابقات المحلية، مرجعاً السبب الي عدم دراية ولاة الامور في الشأن الرياضي في السودان بأبجديات كرة القدم، واعتبر النقر تأجيل مباريات الإسبوع السابع عشر مجدداً لإتاحة الفرصة للمنتخب الوطني غير مبرر، معتبراً الوضع الرياضي في السودان وصل مرحلة متأخرة،،وحول الحديث عن نفسه قال الفاتح النقر انه مرتاح مع فريقه الحالي تريعة البجاء جبل اولياء، مشيداً بمعتمد المحلية اللواء جلال الدين، وإدارة الفريق ومنح النقر أنصار التريعة للقب الجمهور المثالي، ولفت النقر الي انه لا يهتم بحديث القمة حول مستواه الفني، مؤكداً انه مختنع تماماً بما يقدمه وقال ان اسلوب دفاع المنطقة الكامل ليس جديداً في عالم كرة القدم.
*تحدثت من قبل عن أن الدوري لن يعرف الاستقرار..وهاهو الاسبوع 17 تتم تاجيل بعض مبارياته؟
أنا لم اقول هذا الحديث عن فراغ، لدي خبرة جيدة حول النشاط الرياضي في السودان، والسبب في التأجيلات العديدة وغير المبررة من قبل للجنة البرمجة تعود الي عدم فهم القائمون على امر الرياضة بأبجديات كرة القدم، (الرجل المناسب ليس في المكان المناسب)، ولو طرحت سؤالاً حول كم عضو في الاتحاد مارس كرة القدم بعقد احتراف لن أجد الاجابة، وهذا في حد ذاته من اسباب تأرجح الرياضة في السودان، واعتقد بأن التعلل بمباريات المنتخب الوطني القادمة غير منطقي، لأن الاتحاد كان عليه ان يضع خارطة معينة منذ بداية الموسم تشمل أوقات التوقف واستئناف النشاط.
*كيف تنظر الي مستقبل الموسم الجاري؟
كان عليك ان تسألني عن مستقبل الرياضة في السودان، لأن الامر لا يختصر على الموسم الحالي فقط، الوضع خطير ومستوى الرياضة في تراجع مستمر، والغريب في الأمر ان الاتحاد السوداني والوزارة تلجأ الي رئاسة الجمهورية عند الازمات، وتلك اشارة واضحة الي عدم قدرتهم على إدارة الامور، في تقديري دولة يتحكم في اتحادها شخصيات لا علاقة لها بكرة القدم والرياضة لن تتقدم خطوة للأمام، لأن همهم الأكبر ليس تطوير الاندية والرياضة بصورة عامة وإنما هم يستهدفون الجلوس على سدة الحكم والمناصب والتمتع بصلاحياتها ونثرياتها وغيرها.
*بماذا تتضرر الاندية جراء توقف النشاط؟
الاندية السودانية ضحية لصراعات الاتحاد السوداني وسعيه لتحقيق رغباته الخاصة عبر بوابة إدارة الامور الرياضية في البلاد، وعندما يتوقف الدوري لثلاثة أشهر بدون سابق انذار تكون العواقف وخيمة، يخرج اللاعبون من اجواء اللعب التنافسي وتصرف إدارات الاندية امولاً طائلة في الاعداد، ويصيب الاحباط الجميع بسبب عدم وضوح البرنامج، ويأتي التاثير على اللاعبين لأن الاندية السودانية في الاساس لا تحظي بلاعبين مؤهلين تماماً كما أن اعمارهم كبيرة ولا تواكب التغيرات التي تحدث على مستوى البرمجة.
*بالحديث عن فريقك..لديك 23 نقطة في القسم الاول؟
تريعة البجاء من الفرق الوافدة الي مصاف اندية الدوري الممتاز، واعتقد بان ما تحقق حتى الآن ليس في مستوى الطموحات ولكنه ليس سيئاً، تفوقنا على أندية ذات وزن وثقل، ولكن يجب ان لا ننوم على العسل، الدوري لا زال طويلاً وكل الاحتمالات ستكون مفتوحة، وحتى أكون واقعياً يجب أن أعترف بان الفريق في حاجة الي عمل كبير ومتواصل من اجل المنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة للمشاركات الافريقية، سأعمل في الوقت الحالي على ان يثبت التريعة اقدامه في الممتاز، وإن فعلنا أكثر من ذلك نقول بأن (البحر ما بيابى الزيادة).
*اصبحت المنافسة على البطاقات الأربعة الاولى محتدمة كيف تتوقع ان يكون الموسم الجاري؟
حتى الان الامور لم ولن تحسم، تبقت 17 جولة لكل فريق ويمكن للمتصدر ان يهبط لدرجة أدني إذا فقد مبارياته في القسم الثاني، ويمكن للمتذيل ان يتصدر اذا كسب مستحقاته كلها، الحديث عن المراكز في الوقت الراهن لن يكون موفقاً، وكل الذي استطيع توقعه هو ان المباريات القادمة ستكون صعبة على جميع الفرق، وارد جداً ان يحدث تغيراً على مستوى الفريقين الثالث والرابع لأن هناك اندية تقدم مستويات جيدة في الفترة الحالية وتؤكد الشواهد بانها يمكن ان تحقق المزيد.
*تتصدر أنت الاحداث عندما تقترب مباريات الأندية التي تقودها من مواجهة القمة؟
لا استطيع الحديث عن نفسي ولكن المسكرين الازرق والاحمر يلعبان عادة على الجوانب المعنوية ويستخدمان الاساليب الذهنية لتشتيت تفكير عناصر الفريق الخصم وجهازه الفني، وبالنسبة لي لا أستجيب لهذه الضغوطات ويكون تركيزي مع الفريق فقط، قد يتحدث البعض سوى من الكتاب أو الجمهور او الادارين أو الفنين حول طريقتي في إدارة المباريات ولكني أيضاً لا أهتم، وأضحك على الذين يصفوفنني بـ(رجل الخندقه)، لأنهم لا يعرفون شيئاً حول كرة القدم ولا فنونها ويوجهون انتقاداتهم لإرضاء شخصيات معينة او من اجل لي عنق حقيقة ضعب مردود انديتهم الفنية.
*ولكنك في الغالب تلجأ الي اللعب الدفاعي؟
اسلوب دفاع المنطقة الكامل اتعامل به ولكن ليس في كل الاحوال، كما انه اسلوباً ليس دخيلاً على كرة القدم، بعض الاندية المتطورة في العالم تعمل به مع تغيير بسيط على نوع التنظيم بحسب مستويات اللاعبين، وبالنسبة لي انا اتعامل في كثير من الاحيان مع المباريات بتشكيلة هجومية صريحة، وعندما كنت في الهلال على سبيل المثال قدم الفريق في عهدي مستوى هجومي رائع وسجل أهدافاً بالجملة على المستويين المحلي والافريقي، وعندما كنت في الاهلي شندي كان الفريق يحقق الفوز في حله وترحاله وبعدد وافر من الاهداف، وهاهو فريق التريعة لديه 23 نقطة، كيف جمعها ان لم يلعب بطريقة هجومية، انا لا أهتم بهذا الحديث كثيراً واتعامل فقط مع النقد الذي لا أرى فيه أجندة خاصة لصاحبه.
*بماذا تختم؟
اود ان اوصى الاعلام وقادة الاتحاد بأن لا (يضحكو) على الناس وان لا يتحدثون عن تطور الرياضة في السودان، لأن الاعمى يدرك حجم التراجع عليها، الوضع لن ينصلح إلا إذا بدأنا العمل من الصفر، وعبر مدارس سنية لا تستوعب أي عنصر فاق عمرة الـ(12) سنة، كما ان تدار الامور في الإتحاد بواسطة شخصيات خبيرة بمجال كرة القدم عبر الممارسة والدراسة،،ويجب ان استفيد من هذه المساحة وأتقدم بالشكر الي معتمد محلية جبل اولياء الواء جلال الدين وإدارة الفريق على دعمهم الآ محدود للفريق، وشكر خاص لجمهور التريعة الوفي، هذا الجمهور يستحق للقب الجمهور المثالي لأنه لايثير جمهور الفريق الخصم ويعرف ان الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة.
الجوهرة