عيب والله !!

*أسرى الخليفة – الأجانب – أجمعوا على عدة أشياء..

*ولا يمكن أن نكذبهم جميعاً ونصدق (ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية)..

*ومن بين الذي أجمعوا عليه أننا شعب قليل الاهتمام بالنظافة..

*حكوا لنا في مذكراتهم كيف أن العاصمة كانت (كوشة) كبيرة..

*وكيف أنك قد تصادف حيوانات نافقة في شوارع رئيسية..

*وكيف أن هذه (الجيف) لا تختفي من هذه الشوارع إلا في الأعياد..

*وليست كل الشوارع…وإنما التي يمر بها موكب الخليفة فقط..

*والاختفاء يتمثل في إلقاء هذه الجثث – والأوساخ- خلف البيوت المطلة على الشوارع..

*يعني معالجات (كسولة) مثل التي نراها إلى يومنا هذا..

*فنحن أشبال تلكم الأسود الضارية التي حدثَّت عنها كرري…أو كما نوثق لأنفسنا..

*ويكفي أن هنالك حملة الآن لتعليمنا غسل أيدينا قبل الطعام..

*والذين أغضبتهم هذه الحملة عليهم النظر إلى أيادي الناس في المناسبات..

*فهي لا تُغسل إلا عقب الفراغ من الطعام…لا قبله..

*بل تُغسل – في ظاهرة غريبة – مثنى وثلاث ورباع.. إلى أن يسأم المنتظرون..

*وإن لم نغير ما بأنفسنا فلا ننتظر أن يأتي التغيير من علٍ..

*لا من معتمد…ولا والٍ…ولا وزير…ولا حتى رئيس لجنة شعبية..

*فهؤلاء منا…وفينا…وبنا.. ويفكرون كما نفكر..

*أو كما كان يفكر أجدادنا – أيام الخليفة – من حيث (فلسفة) النظافة..

*فأولئك كانوا (يلقون) بالأوساخ وراء ظهور المنازل…وخلاص..

*وهؤلاء (يلقونها) وراء ظهور الأحياء.. و(يلقون) برسومها على ظهور الناس..

*أو قد لا (يلقون) إليها بالاً.. خالص..

*كذلك كان حال عاصمتنا بالأمس…..وكذلك هي اليوم بعد أكثر من مئة عام..

*وبين الحالين فترة كانت هي الذهبية لهذه العاصمة..

*كان أمر نظافتها من أولويات الحاكمين (الأجانب)…حتى على الصعيد الشخصي..

*كل شيء كان (يرقش) : الشوارع…المشافي…المطاعم..

*وحتى الباعة في الأسواق كانوا (يرقشون) بأوامر من المفتش الإنجليزي..

*والآن (ترقش) اليرقات في أكوام القمامة…وعظام الجِيف..

*و(ترقش) أجنحة الذباب تحت أشعة الشمس في…منظر (يضر) الناظرين..

*و(ترقش) أيدي الناس بعد الأكل…….لا قبله..

*وتنطلق نفرة تعليمنا نظافة الأيدي – قبل وبعد الأكل – في الألفية الثالثة..

*ولا تزال أمامنا نفرة عدم رمي المخلفات في الشوارع..

*ونفرة عدم حضور صلاة الجماعة حال تناول بصل…أو ثوم …أو فجل..

*ونفرة عدم بصق (السعوط) من نوافذ المركبات..

*ونفرة عدم دلق ماء (البالوعات) أمام الأبواب…على الشوارع..

*فمن العيب أن يمشي العالم بوجهه إلى الأمام…ونتقهقر نحن إلى الوراء بظهورنا..

*إلى زمان رمي الأوساخ (وراء ظهور) المنازل !!!

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version