(لواء) على خطى الوالي..!

خروج:
* أحياناً (أتخيّل) أن هنالك مادة إجبارية مقررة على منسوبي الحكومة القابضة لأرواح السودانيين..! هذه المادة العبثية المتخيلة في كتاب بعنوان: (تنمية مهارات ضيق الأفق)!! ولست أدري هل جميع المنسوبين المعنيين ضيقي الأفق؟ أم لزاماً عليهم أن (يضيِّقوه) أحياناً؛ ليشغلونا باستفزازاتهم التي تنم عن اتساع فجوة (عدم التفكير)! كما تنم عن طباعهم الغليظة..!

النص:
* مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء إبراهيم عثمان؛ اعتبر النزوح اليومي من الولايات إلى العاصمة من المهددات الأمنية الكبرى.. وشبّه انتقال الناس إلى الخرطوم بالموضة؛ قائلاً: (بقت زي الموضة، كل شخص يأتي إلى الخرطوم ويسكن فيها)..!
ــ أينسى المذكور أن أفراد شرطته أيضاً أتوا إليها وسكنوا؟! فلماذا هذه اللغة المتعالية؟!
* يبدو أن اللواء يسير على خطى واليه عبدالرحيم محمد حسين؛ فقد شطح الوالي بحديث مستفز من قبل؛ يستنكر فيه هجرة مواطني الولايات الأخرى إلى العاصمة؛ قائلاً: (الراعي جاء هنا يبيع موية وزاحمين محطات المواصلات.. ماعندنا حل للإشكال دا).. ولو نظر ذاك الوالي أو هذا اللواء بأفق متسع لتبيّنا أن المزاحمة للعاصمة (حق) ليست بدعة.. وهي ظاهرة تسأل عنها حكومة الفشلة التي يعملان في حظيرتها..!
* اللواء غفل وأظنه تغافل؛ أن الفقر أو (سياسة التفقير) أكبر مهدد للسودانيين مع تمكُّن سلطة الفساد من تجفيف الأرياف والحضر.. وأقرب مثال إلينا مشروع الجزيرة الذي حوله المفسدون من نعمة إلى لعنة؛ فزهد الكثيرون في خيره بعد الهجمة (الإخوانية) التي حولته إلى أطلال.. لقد دُمِّرت مؤسساته ونعق البوم داخل قناطره ومكاتبه.

* اللواء مدير شرطة الخرطوم يشكو من المهددات الأمنية مع نزوح الولايات الى العاصمة.. والدولة أو السلطة لا يهددها شيء أكبر من (الظلم عموماً) ونهب المال العام!! فلا التجسس يصونها ولا القمع الذي يطال حتى النساء في لبسهن؛ رغم أن الحكومة من أعلاها لأدناها بحاجة إلى (سترة)..! إنما الذي يصون (العدل ــ النزاهة)؛ فأي نزاهة مع التجسس وأي عدل مع الظالمين الطغاة؟!
* هل سأل اللواء حكومته لماذا يأتي ضحاياها (الأحياء ــ الموتى) من الولايات المُهملة؛ ليزاحموا لصوص المال العام و(المتحللين) في طرقات العاصمة؟!
* هل تفقـَّـد اللواء أقسام الأوراق الثبوتية التابعة للشرطة؛ ليعلم لماذا تأتي الأقاليم إلى العاصمة في هذا العهد الأغبر؟! وأظنه يعلم.. لكن ضيق الأفق يحجب عنه المنطق وعشرات الأسئلة السهلة الإجابة..!
* بالعربي البسيط: ما هو الشيء المتوفر في أصقاع السودان وتركه الناس؛ ثم تكدسوا يبحثون عنه في الخرطوم؟!
* إن سكان العاصمة لو بلغ تعدادهم عشرات الملايين؛ سيكون أمنهم مستتب وحاجاتهم متوفرة؛ لو كانت البلاد تخضع لسطة ذات أيدي أمينة وعقول مسؤولة وقلوب نقية.. (فأين هي)؟!

أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة

Exit mobile version