قبل عُدة سنوات قُمت ببيع سيارة صالون ( متواضعة ) كانت تخصنيّ عن طريق ( سمسار ) ، حقيقة لم يكن لديّ وقت أن أعرضها بنفسي فأوكلت الأمر ( لسمسار ) معرِفة ، وحددت له سعر مُعين ، وكان يعلم حاجتي العاجلة في البيع ، ففي كل مرة يعطيني سعر ، أرد عليه أن يصبر ، أثناء حديثي مع أحد شباب الحيّ الذي أسكنه أخبرته ( بالعرض ) ، الشاب لم يتوان أخبر معارفه ، فاتصل بي مباشرة شخص من طرفه ( بالسجانة ) وأبلغته بسعرها وحالتها ، وليقف عليها ، أخبرته أن يذهب للسمسار الذي من طرفي ، إلا أن ( السمسار ) هاتفني أن الرجل لم يرغب في السيارة ، وانه في حاجة إليها لشقيقه و ( ليخدمني ) ثم أردف أنها لم تأت إلا بسعر متدني ، وافقت لثقتي في الرجل وقمت بالتنازل له فوراً !
تمر الأيام والشهور والسنوات وظُهر أمس قُرب عملي ، أشاهد سيارتي السابقة ( بشحمها ولحمها ) طافت بي ذكريات شيقة كانت قد عشتها معها ومشاوير و أحاديث إحتضنتها ، وضحكات مجلجلة لاسرتي داخلها ، حنوت لها ، وأقبلت نحوها بشوقٍ جارف ، نظرت إليها وقد تغيرت بعض ملامحها وكأنها حزينة تلومني على التخلي عنها ، وفراقي لها !
صافحت صاحبها ، شاباً وجيهاً في مقتبل العمر ، واخبرته بأن هذه السيارة كُنت امتلكها ، سألني عن إسمي وفؤجئت بتأكيده لذلك ، لان عقدها المباشر كان معي !! ( كيف ذلك وانا لم التقيه لا اعلم )
علمت بعدها أنه من طرف الذي اتصل بي من ( السجانة ) ، وأن السمسار جعل رغبة شقيقه ( كُبري ) بعد أن علم رغبتهم في شرائها بسعرٍ مغر ، وقد خدعني بمبلغ تسعة ألف جنيه في أيامها غير ( عمولته ) !!
حكينا القصة دي ليه .. ? خُذها مني :
#لاتثق_في_أي_سمسار_بالسودان
والله المستعان
كتب : ابومهند العيسابي