تباينت ردود أفعال القوي السياسية حول إعلان السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي إعتزال السياسة، فبعض القوى وصفت الإعلان بأنه قرار مؤسف بينما يؤيد أخرون إعتزال المهدي للسياسة لإفساح المجال لغيره فيما اعتبر آخرون حديثه للمناورة السياسية والفرقعة الإعلامية.
أمر مؤسف
من المؤسف أن يتخلى المهدي عن السياسة في هذه المرحلة الحرجة خاصة وأن البلاد وجماهير الحزب تحتاجه، هكذا بدأ الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس الحزب الإتحادي الأصل حديثه عن تصريحات المهدي حول الإعتزال، وقال ان أمل الشعب كبير في توجهات المهدي السياسية خاصة وان جماهيره تحتاج لآراءه وتقديم الدروس في كيفية التعامل مع السياسة، وأبان أنه لابد ان يقف المهدي مع الشعب في كل محافله، إلا أنه عاد بالقول: لكن إن المهدي من حقه أن يختار الزمن المناسب لإعلان إعتزاله .
وعضد ميرغني حسن مساعد عضو الهيئة القيادية بالحزب الإتحادي الأصل حديث الفريق سعيد حيث أكد أنه لايمكن للمهدي ان يعتزل السياسة خاصة في هذا الزمن الحرج لانه يعتبر إمتداد طبيعي للنظم الديمقراطية بالبلاد رغم أن الصادق له ماله وعليه ماعليه إلا اننا يجب ان نقدر دوره، وأضاف أنه على مستوى الحزب والبلاد فكلاهما يحتاجان للمهدي ولابد ان يؤدي دوره مع الآخرين. وأضاف قائلاً حزب الأمة ملئ بالرجال والنساء المؤهلين الذين يمكن أن يواصلوا مع المهدي المشوار خاصة وأن السياسة ليس بها تقاعد والصادق ليس بموظف دولة.
آراء ووطنية
ومن جانبه قال دكتور محمد الأمين خليفة القيادي بالمؤتمر الشعبي، إن المهدي ينبغي أن لا يعتزل السياسة خاصة وأنها مرتبطة بالوطنية وليس من الحكمة ان يقوم الإمام بتنفيذ ذلك واعتبر تخلي المهدي عن السياسة كأنما تخلى عن جزء أصيل وهو الوطنية، وأضاف كلما تقدم العمر بالإنسان زادت خبرته، مبيناً أن السياسة
ليست كالعمل التنفيذي والعام حتى يعلن المهدي إعتزاله عنها. وأكد أن الجميع يحتاجون للمهدي في آرائه خاصة وأنه شخصية فكرية وأضاف قائلاً “الشجر الكبار فيه الصمغ”.
وفي رأي مغاير قال إسحق آدم جماع القيادي بحزب الأمة الفيدرالي، إن العالم
متحرك ومتغير لذلك آثار هذه التحولات الجارية تضغط على المهدي لإنفاذ ذلك، وأضاف أن الصادق جمع بين الزعامة والإمامة “واللتين يتعاملون فيهما بأسلوب التقديس”، ودعا لضرورة اتاحة المهدي الفرصة لغيره لأنه أخذ زمناً كافياً على حد وصفه.
وأعرب عن خشيته أن يكون هذا الإعتزال فرقعة إعلامية وطرح للمناورات فقط، وقال إن الصادق متغير المواقف وأخشي عدم مصداقية التنفيذ في غياب المعلومات عن كيفية الاعتزال وزمانه وآلياته، وزاد نحن في انتظار تلك التفاصيل.
فيما قال د. عبدالقادر إبراهيم نائب رئيس قوى المستقبل إن خطوة المهدي بالإعتزال جريئة ولكنها جاءت متأخرة، ودعا كل القيادات التقليدية الكبيرة ان تتيح الفرصة للشباب، قائلاً “أي عطاء له عمر محدد” مؤكداً أن الإحتكارية السياسية للمناصب تؤدي إلى التمزق والإنشطار، معرباً عن أمله في أن تكون خطوة اعتزال المهدي جادة وأشار إلى أن المهدي متقلب الآراء ومن الأجدى له القيام بهذه الخطوة قبل فوات الآوان، قائلاً إنه إذا قام بهذه الخطوة فإن التاريخ سيحفظ له ذلك.
ووصف ابراهيم الإعتزال بسنة الحياة وقال “إن التداول في اي مجال يتم من جيل لآخر” وأعرب عن أمله في إتاحة المزيد من الفرص للشباب.
smc