رجال الدين يواجهون الملحدين بتصريحات «هزلية»: «زعلانين من ربنا.. وبيقلدوا الغرب»‎

في أواخر ثلاثينات القرن الماضي، شهدت مصر معركة فكرية حول قضية «الإلحاد»، أسفرت عن ظهور كتاب «لماذا أنا مُلحد؟» للكاتب إسماعيل أدهم، مقابل كتابي «لماذا أنا مؤمن؟» و«لماذا هو مُلحد؟»، للدكتور أحمد زكى أبوشادي، والكاتب الإسلامي محمد فريد وجدي، ولم تشهد المعركة رغم تباين الأفكار أي اتهامات بالتخوين أو تَسطيح النقاش.

اختفى الملحدون من الساحة فترة طويلة في بلد تنتمي الأغلبية فيه إلى الإسلام، وتحت حكم رؤساء مُحافظين، خوفًا من القمع، إلى أن جاهر بعض الشباب بإلحادهم عقب ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وانتشرت الصفحات التي تُروج للإلحاد على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أشهرها «الإلحاد هو الحل»، و«ملحدون راديكاليون بلا حدود»، و«ملحد منطقي»، ثم انتقلوا من العالم الافتراضي، إلى شاشات التليفزيون، ودخلوا في مناظرات مع عدد من رجال الدين في برامج حوارية، كانت نتيجتها تعرّض بعضهم للحبس بتهمة «ازدراء الأديان».

بجانب مؤسسات الدولة الدينية، أعلن عدد من الدعاة الحرب على الإلحاد، لكن تصريحاتهم وتفسيراتهم كانت سطحية إلى أقصى درجة، حسبما يقول عدد من الملحدين والباحثين، كما سخروا منها على مواقع التواصل الاجتماعي.

على جمعة للملحدين: «الدنيا خازوق من غير الله»

آخر تلك التصريحات كانت لمفتي الجمهورية سابقا، على جمعة، التي استنكر فيها ما اسماه ادعاءات الملحدين، بعدم وجود الله، وقولهم بإنه وهم من صنع البشرية، مضيفا: «الدنيا هتبقى سودة وكئيبة وخازوق مغري، ووحشة بدون الله، دا الملحد ده عايز يتعس نفسه».

وفي وقت سابق من العام 2015، أثار جمعة، الجدل حينما تحدث عن الملحدين، وسخر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من تصريحاته، إذ قال في تصريحات تليفزيونية، إن «الملحدين مش ملحدين، هم فقط زعلانين من ربنا»، كما كرّر نفس التصريح، في لقاء مع طلاب الجامعات بمعهد إعداد القادة بحلوان، وقال: «هناك دراسة أجريت على 6 آلاف شاب، خرجت بأن 12.30% منهم ملحدون، والدراسة انتهت إلى وجود 56 سببا لإلحاد الشباب المصري، أهمها أنهم ملحدون بسبب زعلهم من ربنا، المغفلين مايعرفوش إن ربنا رحيم».

عمرو خالد

في تفسير مُشابه لتفسير على جمعة للإلحاد، قال الداعية الإسلامي عمرو خالد، في برنامج تليفزيوني: «أغلب الملحدين بيكونوا زعلانين، زعلانين من أي شيء، من أهلهم أو المجتمع أو الناس، وأحياناً من الله، هو نفسيًا زعلان، فبدل ما أن نسبه فيزيد زعله وبدلًا من أن نرهبه من الله فيزيد زعله، نساعده إنه يصطلح مع الناس ومع أهله، بدل ما تلغي وجود الله لأنك زعلان، جرب تكلمه وتقول له إنك زعلان».

شيخ الأزهر: موضة العصر

الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قلل من أفكار الملحدين، وزيادة نسبة الخروج من الدين الإسلامي، بقوله إن «الإلحاد موضة العصر».

وأشار في حديث على التليفزيون المصري، إلى أن «الإلحاد الجديد له مؤسسات وجمعيات وأموال، وأصبح للملحدين تشجيع على مهاجمة الدين».

وأضاف: «الملحدون لا يستعملون الذوق مع المؤمنين، وإنما اتباع الهجوم والتعامل بقسوة، والدين لا يُفرض على أحد وإنما هو عقيدة».

الكنيسة: تقليد الخارج

بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة، أعلن التعاون مع الأزهر الشريف، لمواجهة ما أسماه «ظاهرة الإلحاد»، ونظم مجلس كنائس مصر مؤتمرًا في نوفمبر 2015، قال خلاله المشاركون: «إن الشباب المصري يتجه لتقليد نظرائه في الخارج».

وكان من بين الحضور 100 شاب وفتاة مقسمين على 20 كنيسة من خمس كنائس مصرية، وعدد من قادة الكنائس، ومشايخ الأزهر، وممثلي وزارة الأوقاف.

الإفتاء: لا يُعارضون الدين

مرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء، قال عن الظاهرة، إن «الملحدين لا يعارضون الدين، لكنهم يرفضون استخدامه كنظام سياسي، ويدعو إلى فصل الدين عن الدولة».

Exit mobile version