لا استغرب وجود شياطين من الإنس مردوا على إلحاق الأذى ببلادهم فقد اعتدنا ذلك السلوك من أحزاب وحركات وأناس لا يفرقون بين وطنهم المأزوم وشعبهم الصابر وبين أجندتهم الحزبية والشخصية الرخيصة فكم كتبنا وصرخنا ونبحنا أن السياسة لعبة قذرة بالرغم من أن منشأ قذارتها هم البشر الذين يلوثونها بأفعالهم وأحقادهم وسخائمهم لكني أعجب أن يفاخر أولئك الشياطين ، من محبي إلحاق الأذى بوطنهم وشعبهم ، بما يقترفون من أفعال شيطانية ويعلنوا على رؤوس الأشهاد أنهم فعلوا ما يؤذي شعبهم ويطيل ويزيد من معاناته.
إنها قلة الحياء فإذا لم تستح فافعل ما شئت.
أقول ذلك بين يدي ما فعله مؤخراً ثلاثة صحافيون جلسوا مع مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية وحدثوهم بل لطموا الخدود وشقوا الحيوب أمامهم عن انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان في السودان ومعلوم أن هدف ذلك أن يمنعوا رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان والتي من المفترض أن ترفع في أكتوبر القادم إذ لم ينس هؤلاء أن يضيفوا (شمارات) لكل حدث تناولوه هذا إذا استثنينا ما (اخترعوه) من قصص وروايات صنعوها من خيالاتهم المريضة.
حوادث الاختطاف التي ضجت بها الأسافير خلال الأيام القليلة الماضية وملئت بقصص غريبة وعجيبة من سرقة للأعضاء والكلى والأرجل والأيدي وغير ذلك من القصص الخرافية ثم أحداث جامعة بخت الرضا التي ما صنعت أصلاً إلا من أجل تقديمها حجة دامغة على وحشية السلطات السودانية بل ودموية الشرطة التي فعلت الأفاعيل بطلاب دارفور الذين صوروا كما لو كانوا أطفالاً رضع إعتدت عليهم بعض الوحوش الضارية وسفكت دماءهم ونكّلت بهم وحرمتهم من التعليم ..هذه صورة تقريبية لما فعله أولئك التافهون الذين جلسوا مع المسؤولين الأمريكيين وذرفوا دموع التماسيح على طلاب دارفور الذين أصر عدد منهم على رفض كل الوساطات وكل التنازلات لإرجاعهم إلى مقاعد الدراسة.
تفتقت عبقرية أولئك الشياطين عن فكرة افتعال تلك الحادثة ليقدموها لصناع القرار في أمريكا حجة دامغة لانتهاكات حقوق الإنسان.
طلاب متمردون يقتلون اثنين من رجال الشرطة وطالبة ويُصيبون عدداً كبيراً من رجال الشرطة ويحرقون كلية التربية وعدداً من منشآت الجامعة وأجهزة الكومبيوتر وعندما تُعمِل الجامعة لوائحها تقوم الدنيا ولا تقعد وتنبري بعض أحزاب المعارضة وتملأ الأسافير بأحاديث الإفك ويخف بعض قيادات المعارضة محملين بكراتين الطحنية للطلاب.
واقعة الطلاب القتلة في جامعة بخت الرضا تكررت في عدد من الجامعات ولن أنسى جامعة الخرطوم وكذلك الإسلامية وشندي والجامعة الأهلية التي نصبت فيها بعض قوى المعارضة اليسارية سرادق و(ساوند سيستم) لمخاطبة المعزين في وفاة أحد طلاب الجامعة بينما كان والد الطالب القتيل (يتفرج) باندهاش على تلك (المحن) التي تتم في أبشع توظيف ومتاجرة سياسية للحادث.
مشاهد مؤسفة من مسرح العبث تحكي عن معارضة صبيانية هي التي تطيل من عمر نظام الإنقاذ.
أحداث سبتمبر 2013 حول رفع الدعم عن أسعار الوقود والتي فقدنا بسببها (الانتباهة) التي أوقفت ثم صودرت جراء معارضتنا لتلك القرارات والتي سجن بسببها بعض أعضاء منبر السلام العادل كان من أكبر أسباب فشلها اندساس كثير من المخربين خاصة من الحركات المسلحة بين المتظاهرين وقيامهم بإحراق المنشآت ومحطات الوقود وممارستهم لأعمال السلب والنهب فقد أدى ذلك إلى انسحاب المواطنين الذين تعلموا من تجاربهم السابقة منذ أحداث الاثنين الأسود التي أشعلها الجنوبيون عقب مصرع قرنق أن الأمن يأتي على رأس الخطوط الحمراء سيما بعد تجارب الموت والحرائق والحروب الأهلية التي اجتاحت بعض الدول في محيطنا الإقليمي فأحالتها إلى خراب ودمار .
نحتاج إلى جهد من مختلف القوى الوطنية الحادبة على مصلحة السودان وشعبه يقابل محاولات الأشرار من المغبونين .
نحتاج إلى جهد خاص يقوم به رجال الأعمال السودانيين حتى يُحدِثوا ربطاً اقتصادياً حقيقياً مع رجال الأعمال الأمريكيين Engagement وأنا سعيد بتحرك اتحاد أصحاب العمل بقيادة سعود البرير وليت كبار رجال الأعمال يتحركون إلى أمريكا وقبل أيام تساءلت خلال اجتماع عقده رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان علي محمود مع اتحاد أصحاب العمل عن سبب وجود كبار رجال الأعمال السودانيين في السودان في هذه الأيام المصيرية وذكرت في من ذكرت أسامة داؤود وفضل محمد خير وود المأمون وكذلك أصحاب الخبرة والعلاقات من رجال الأعمال الجدد مثل صلاح قوش .
إننا نحتاج إلى تحريك كل فعاليات المجتمع وليت لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان تُحدث تحركاً آخر بين منظمات المجتمع المدني مثل منظمة سند والزبير الخيرية سيما وأن هناك منظمات شيطانية مثل “انقذوا دارفور” تعمل ليل نهار للإضرار بالسودان.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة