مع عدم التسليم الكامل بصحة المقولة التي تزعم بأن عجوبة تسببت في خراب سوبا، لأن هنالك من يقول أنها حررت سوبا بتمكينها للتحالف الغازي بدخول سوبا وإنهاء مملكتها التأريخية ، عموما المقام ليس للسرد التأريخي ، ولكن ما جعلنا نستدعي مقولة خراب سوبا هو العمل التنموي الكبير الذي شهدناه امس.. والفرحة الكبيرة التي لمسناها من المواطنين الذين احتشدوا بصورة تفوق الوصف عبر ضفتي النيل الازرق الشرقية والغربية ،واستيقظ التاريخ مرة اخرى احتفالاً بافتتاح جسر سوبا الذي يربط بين مملكة سوبا الاثرية بشرق النيل حيث اشرقت الحضارة للمرة الاولى وسوبا الحلة في الجهة الغربية لضفة النيل الازرق بعرض 27 مترا بثلاثة مسارات في كل اتجاه .
العلامة الكاملة
بعد التصحيح القاسي الذي مارسه نائب رئيس الجمهورية ، رئيس الوزراء القومي الفريق اول ركن بكري حسن صالح ،علي كراسة حكومة ولاية الخرطوم في فاتحة اعمال المجلس التشريعي للولاية الذي انتقد خلاله صالح أداء العاصمة في المجال الخدمي الذي وصفه بدون الطموح ،بينما اعطى المشير البشير رئيس الجمهورية حكومة الجنرال عبدالرحيم محمد حسين العلامة الكاملة في الملف التنموي ، وبدا رئيس الجمهورية «أمس» الجمعة منشرحا وفي كامل الرضا عند افتتاحه لجسر سوبا على النيل الأزرق جنوبي ولاية الخرطوم. يربط الكوبري ما بين منطقتي سوبا شرق وسوبا غرب واكد دعمهم لحكومة الخرطوم لكي تتمكن من تقديم الخدمات لكل مواطن المتمثلة في المستشفيات والمدارس ومياه الشرب والكهرباء والعمل للتصدي للاسهالات المائية.
طريق دائري للمطارالجديد
بالمقابل اوضح وزير البني التحتية والمواصلات بولاية الخرطوم العقيد مهندس دكتور خالد محمد خير محمد ان جسر سوبا يعد من اهم الجسور في منظومة الجسور التي تنفذها الولاية لانه يستوعب كل حركة الشاحنات الثقيلة القادمة والمتجهة الي ميناء بورتسودان دون ان تمر بمراكز المدن وذلك عبر الطريق الدائري السريع كما يربط الجسر بمطار الخرطوم الدولي الجديد عبر جسر الدباسيين.
واكد الوزير اهمية استكمال المشاريع الاستراتيجية وفق المخطط الهيكلي للولاية في مجالات الطرق والجسور ،مضيفاً ان الجسر يعد احد منظومات الطريق الدائري الذي يربط ما بين مناطق الانتاج في الولاية ومنافذ الصادر الى ميناء بورتسودان شمالاً ،ومطار الخرطوم الدولي الجديد في الجنوب الغربي للولاية .
خمس سنين
إستغرقت عملية تشييد الجسر مايقارب الخمس سنوات ، بعد ان كان مخطط له الإكتمال في عامين، حيث بدأت عمليات الانشاءات بموقع الجسر في أواخر العام 2012 بتكلفة كلية بلغت 26 مليون دولار، وقد تم تنفيذه بالكامل بأيدي سودانية في التصميم والتنفيذ ، وكان المقاول شركات «الترحال وأداء وتوسل وشركة الخرطوم للطرق والجسور وبتركوست لأعمال الأسفلت ـ شركة ساكي ، الاندلس ، البنيان و شركة جسور » وتعد جميعها شركات سودانية أصيلة اكملت إنجازا وطنيا باذخا وجعلت المهندس السوداني يربح معركة إثبات ذات حقيقية.
مشروعات قادمة
الإنجاز الكبير الذي يمثله إفتتاح جسر سوبا ، وأثره التنموي المتوقع ، جعل الوالي الفريق اول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين يفصح عن مشاريع تنموية تعمل الولاية علي إنجازها في الفترة القادمة ، وأبان في خطة وزارة البنى التحتية بولاية الخرطوم «5» كباري جديدة على الأنهر الثلاثة بالولاية، و «20» كوبريا طائرا على التقاطعات الهامة ، بتكلفة كلية لهذه الكباري حوالي «350» مليون دولار. فيما تنتظر هذه الوزارة الهامة مشروعات تحسين شبكات المياه والصرف الصحي والسطحي ، وانشاء المزيد من الطرق بالولاية، بتكلفة لا تقل عن «650» مليون دولار أخرى. عليه فإن ولاية الخرطوم تحتاج لمليار دولار خلال الخمسة أعوام القادمة لانجاز هذه المشروعات.
الخرطوم : محمدعمر الحاج
الصحافة