على الرغم من احترام الشعب السوداني لكل شعوب الدنيا التي تفد إلينا نقدرهم ونشيلهم في رؤوسنا، ولكن حينما يذهب أبناؤنا إليهم يعاملونهم بالسيئة، والمشهد الذي عرض قبل أيام عبر مواقع التواصل، وكيف تعامل أولئك من أبناء العراق مع المواطن السوداني يدل على كراهية تلك الشعوب لنا رغم احترامنا وتقديرنا لها، ما هو الذنب الذي اقترفه هذا المواطن المسكين الذي دفعته الظروف أن يكون بين أبناء الوطن الواحد؟ لماذا هذا الاستفزاز والركل والضرب بتلك الطريقة المشينة؟ هل لأنه أسود اللون أم أنه ارتكب جريمة جعلت أولئك يتعرضون له بالضرب المبرح؟ هل نحن أبناء الشعب السوداني حصل أن طردنا أحداً من أبناء الأمة العربية؟ ألم ندخلهم ديارنا ألم نطعمهم ألم نجعلهم جزءاً من أفراد الأسرة؟، السودان الآن استضاف آلاف من أبناء الشعب السوري الذي شردهم النظام السوري واستقبلهم الشعب السوداني بصدر رحب، ألم يطعمهم ألم يأويهم ألم يقدم لهم المساعدة في كل منطقة يحلون فيها؟.. لماذا يا عرب تعاملون أبناء الشعب السوداني بهذه الطريقة؟ هل مدوا إليكم أيديهم يطلبون العطية أم ساهموا في نهضة بلادكم؟، إن الحقد الذي يحمله بعض أبناء الشعب العربي إلى أبناء السودان يحتاج إلى مراجعة من الدولة احتراما لشعبها وأبنائه..
فالمشهد الذي عرض ينم عن حقد كبير للشعب السوداني، لأن الذين ارتكبوا تلك الجريمة مع المواطن السوداني لم يعرفوا السودان ولا شعبه، فلو عرفوه لما أقدموا بركل أحد مواطنيه بهذه الطريقة ولا تعرضوا له بتلك الطريقة الاستفزازية، والله هذا الرجل لو تعرض له هؤلاء واحداً واحداً للقنهم درساً لن ينسوه أبداً، ولكن لأنهم وجدوه اعزلاً وتكالبوا عليه بهذه الطريقة الوحشية، ويجب على وزارة الخارجية والجهات المسؤولة بالعراق أن ترفع دعوى ضد تلك المجموعة التي وثقها الفديو الذي عرض على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، إن أبناء الشعب السوداني لا يستحقون تلك الذلة والمهانة من شعوب المنطقة العربية، فنحن لسنا اقل قامة أو هامة من تلك الشعوب، نحن أمة مرفوعة الرأس وعلمناهم كيف يحترمون الآخرين..
والمواطن السوداني الذي تعرض للركل والضرب من أولئك الصبية المأجورين، ما كان له أن يعامل لو كان معه شخص آخر لما استطاعوا أن يقفوا في مواجهتهما، وهؤلاء قال الحجاج فيهم قولته ولن نزيدها، نحن أمة تحترم ضيوفها ولن يجرؤ مواطن سوداني أن يقوم بهذا الفعل الذي قاموا به في حق أحد ضيوفهم.. إن سفاراتنا بالخارج لم تراعِ منسوبيها ولذلك تجدهم يقاتلون لوحدهم فكم من مواطن سوداني تعرض للقتل في جمهورية مصر العربية، ولا السفير ولا القنصل تصدى إلى تلك العمليات التي يتعرضون لها، ولم يقدموا مذكرات احتجاج على تصرف الشرطة المصرية تجاه المواطن السوداني، فكل واحد يقول يا نفسي ما لي والمشاكل..
ولكن لو تعرض أي مواطن مصري إلى أي إهانة أو محاولة قتل في أي دولة من الدول لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ولكن المواطن السوداني لا أحد يحميه، ولولا الصحفيين بمواقع التواصل الاجتماعي لم يحركوا القضية لما تدخلت الوزارة واستدعت السفير أو القائم بالأعمال وكم من مواطن سوداني فقد حقوقه بالمملكة العربية السعودية بسبب الخلاف مع الكفيل..
فلا السفارة تدخلت لرد حقوقه ولا مكتب العمل أو أي جهة هناك ناصرت هذا المظلوم، ولذلك من حق تلك الشعوب أن تهيننا طالما لم نجد النصرة من قبل دولتنا ومسؤولينا
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي