سرّ إنفاق الجيش الأميركي 84 مليون دولار على الفياغرا!

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقع “تويتر” أنه لا يجوز خدمة المتحولين جنسيا في الجيش الأميركي، نشرت إحصائية تقارن بين تكاليف الرعاية الصحية للمتحولين جنسيا، وهي قليلة نسبيا، والحالات الصحية الأخرى بين صفوف أفراد الجيش.

ووفقا لـ”BBC” التي نقلت عن صحيفة “ميليتاري تايمز”، أشارت الإحصائية إلى المبلغ الذي تنفقه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سنويا على أدوية ضعف الانتصاب ويصل إلى نحو 84 مليون دولار (63 مليون جنيه استرليني).

لكن لماذا تنفق هذه المبالغ الكبيرة على أدوية ضعف الانتصاب؟

المتقاعدون من كبار السن

في البداية، تجدر الإشارة إلى أن تقرير “ميليتاري تايمز” الصادر في شباط 2015 اعتمد في أرقامه على بيانات صادرة عام 2014 من هيئة الصحة التابعة لوزارة الدفاع.

وبلغت النفقات خلال هذا العام 84.2 مليون دولار، لكن الصحيفة ذكرت أيضا أن 294 مليون دولار أنفقت على الفياغرا وسياليس وأدوية من هذا القبيل منذ عام 2011.

وأشار الصحيفة إلى أن هذه التكلفة تعادل ثمن بضع طائرات مقاتلة.

ففي عام 2014، حرر الأطباء نحو 1.18 مليون وصفة طبية، معظمها لاستخدام عقار الفياغرا. ولكن لمن كانت هذه الوصفات؟ صحيح أن بعض أدوية علاج ضعف الانتصاب كانت لأفراد لا يزالون في الخدمة، لكن الغالبية العظمى كانت لمجموعات أخرى، بما في ذلك متقاعدين عسكريين وأفراد من أسر عسكريين.

ومن المعروف جيدا أن ضعف الانتصاب أكثر شيوعا بين كبار السن، وهو ما يفسر التكلفة الضخمة للعسكريين المتقاعدين، والتي يجري تغطية تكاليف رعايتهم الصحية عن طريق برنامج “تريكير” للرعاية الصحية الذي يقدمه البنتاغون للعسكريين.

في الواقع، كان أقل من 10 في المئة من تلك الوصفات الطبية لعسكريين في الخدمة حاليا، حسب صحيفة “ميليتاري تايمز”.

ومع ذلك، زاد ضعف الانتصاب لدى أفراد الجيش الأميركي منذ اندلاع الحرب في العراق وأفغانستان.

“أسباب نفسية”

ووجدت دراسة أجراها فرع مراقبة الصحة التابع للقوات المسلحة الأميركية عام 2014 أن 100.248 حالة من حالات ضعف الانتصاب جرى تشخيصها بين أفراد الخدمة العسكرية بين عامي 2004 و2013، مع زيادة “معدلات الإصابة السنوية” أكثر من الضعف في تلك الفترة الزمنية.

وقالت الدراسة إن ما يقرب من نصف هذه الحالات يرجع إلى أسباب نفسية.

ووجدت دراسة نشرت في مجلة الطب الجنسي عام 2015 أن قدامى المحاربين الذكور الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة كانوا “أكثر عرضة بكثير من نظرائهم المدنيين للإصابة بضعف”، وفقا لوزارة شؤون المحاربين القدامى.

ووجدت إحدى الدراسات أن 85 في المئة من المحاربين القدامى الذكور الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة كشفوا عن معاناتهم من ضعف الانتصاب، أي ما يقرب من أربعة أضعاف المعدل بين أولئك العائدين من القتال وهم لا يعانون من اضطرابات نفسية.

وفي عام 2008، ذكرت مؤسسة راند أن واحدا من بين كل خمسة من قدامى المحاربين الأميركيين في الحروب في العراق وأفغانستان يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو اكتئاب شديد.

ومع ذلك، أشارت إحصائية في الدراسة التي أجراها فرع مراقبة الصحة على أفراد في الخدمة الفعلية بين عامي 2004 و2013 إلى أنه يجب على المرء أن يكون حذرا من القراءة أكثر من اللازم عن العلاقة بين الحروب الأميركية الأخيرة واضطرابات ما بعد الصدمة وضعف الانتصاب.

وأخيرا، يرتبط ضعف الانتصاب بأمراض شائعة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري.

وفي عام 2007، أشارت تقديرات إلى أن معدل انتشار ضعف الانتصاب لدى الرجال الأمريكيين بلغ 18 في المئة.

ويخلص التقرير إلى أن ضعف الانتصاب يُعد حالة شائعة، والجيش الأميركي يدفع ثمن الرعاية الصحية لملايين الرجال، وهذا يعني أنه ينفق الكثير على الفياغرا وغيرها من هذه العقاقير.

BBC

Exit mobile version