مزمل عوض فقيري يعتبره البعض داعية مثيراً للغط والجدل، فآراؤه ناقدة للتيارات الدينية المختلفة في السودان فضلاً عن مواقفه التي لم يسلم منها حتى شيخه ومعلمه محمد مصطفى عبد القادر حين تمرد عليه واختار الخروج عن طوعه.
*إبتدارك لمدرسة جديدة بالإضافة إلى تعدد مدارس الأئمة والدعاة، ألا يسبب تشويشاً لعامة الناس من البسطاء؟
نعم هذا صحيح، فتعدد المدارس والجماعات يمثل مشكلة، ويسبب حيرة لكثير من المسلمين، خصوصاً أن الفرقة والشتات حرمهما الله تعالى، وحدد الحل عند حدوثها بأن نسلم للكتاب والتقيد بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (عليكم بسنتي)، حيث طالبنا بالعض عليها بالنواجذ والسير عليها كما الصحابة.
*الملاحظ أن هذا التعدد – وانت جزء منه- انحرف بالمنابر التي انصرفت إلى الشتم فيما بينها، بالإضافة إلى الترويج لمذاهب متطرفة أدت لإنضمام البعض لـ(داعش) على سبيل المثال؟
الواجب عند اختلاف المسلمين فيما بينهم أن يعودوا للكتاب والسنة، ليحل الإختلاف بالعلم بدلاً عن الشتائم والضرب واستعمال العنف، والعلم هو فهم نهج الصحابة ومن سار على نهجهم وليس بفهم علماء اليوم.
*هذا أيضاً حديث الداعشيين؟
فيما يخص تنظيم داعش فإن فكره ومنهجه هو ذات فكر الخوارج الأوائل، الذين حذّر منهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بقوله: (الخوارج كلاب النار)، وقوله كذلك: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم)، ما يعني أنهم أصحاب عبادة شديدة، لكنهم في النهاية يخرجون على الدين، ويقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وهو ما يقوم به (داعش) الآن من قتل وتشريد لأهل السنة، ولكنهم سينتهون، ففي السابق كانت القاعدة وتلاشت، والنصرة بدأت تنتهي، وتنظيم داعش سينتهي، وأنا أحذر الشباب من فكر داعش الباطل والمنحرف والبعيد عن نهج الصحابة والسلف.
*انت مارست ذات المنهج الذي ترفضه وهو الهجوم على الآخرين كهجومك على عبد الحي يوسف؟
مهاجمة الطوائف المنحرفة والضالة والرد عليهم بالعلم من القرآن والسنة هذا في حد ذاته دين، إمتثالاً لما جاء في الكتاب والسنة، ومن هذا المنطلق كان ردي سواء على الصوفية أو الإخوان المسلمين، وغيرهم منهم عبد الحي يوسف رددت عليه بعلم، وصغت كتاب سميته (وقفات مع الدكتور عبد الحي يوسف)، وأرسلته له ووزعته على الناس للإطلاع على فهم عبد الحي، وأؤكد أنه لا مشكلة شخصية مع الدكتور عبد الحي يوسف وإنما الإشكال في المنهج، فهجومي عليه وصياغة الكتاب من منطلق أن منهجه خاطئ.
*لم يسلم منك حتى شيخك محمد مصطفى عبد القادر؟
ما يخص الشيخ محمد مصطفى عبد القادر، فإنه كان له رأي في الصحابة، وهذا كلام خاطئ بنص القرآن الذي زكاهم، والرد عليه كان مبيناً والعلماء أمثال الفوزان ومحمد بن هادي تصدوا للرد عليه.
*ما ردك على توصيفك بالمتشدد؟
الحكم بالتشدد في طرح مزمل وأسلوبه ظالم، لأن الحكم من المفترض أن يكون في منهج ماذا يقول؟ وأنا مستعد للنقاش مع أي أحد في الساحة بكل إنتماءاتها، وأن أتحدث عن المنهج الذي أحمله ولا أدعي فيه العصمة، فإن كنت مخطئاً فليصوبني من له علم حتى أتوب وأرجع، وإن كنت على الحق فعلى الجميع الإلتزام به ليس لأنني أسير عليه، وإنما لأنه الحق مسلك الكتاب والسنة.
*لكنك أشهرت السلاح في حادثة ما، ما عضدد صفة المتشدد فيك؟
ما جرى بقرية (الدمبو)، وإشهار السلاح لم يكن تشدداً، وإنما دفاعاً عن نفسي، لأنه وبعد إنتهاء المحاضرة ذهب لأداء صلاة المغرب، وفي طريقي إعترضني أربعة أشخاص مسلحين يحملون عصياً وسواطير وأحاطوا بي، ولمّا حاولوا الهجوم عليّ، إضطررت لإخراج سلاحي للدفاع عن نفسي، ومن ثم قلت لهم من يقترب مني سأضربه بالسلاح الذي أحمله –وهو سلاح مرخص- ما جعلهم يتراجعون دون أن أطلق رصاصة.
*لكنك تعرضت للانتقاد بسبب ذلك؟
ما أقدمت عليه ساعتها صحيح شرعاً وقانوناً، ولا يستطيع أحد لومي على ما فعلت ويكفي أن من كان يحمل الساطور جاء ليعتذر لي في ثاني وطلب العفو وقد كان.
*خلافك مع الصوفية؟
الخلاف حول منهج ودين، لأن منهج الطرق الصوفية كلها بلا إستثناء منهج باطل، يدعو إلى عبادة الشيوخ وعبادة القباب والأضرحة، وهذا لم أرمه جزافاً، وإنما مكتوب في كتبهم الموجودة في السوق، ومنها كتاب (رياض الجنة ونور الدجنة) وأيضاً ما ساقه أحدهم الذي بسببه ذهبت إلى الدمبو، حيث قال بصريح العبارة: (نحن في السودان بنمشي لشيوخنا وندفع البياض عشان يدونا المطر وشيوخنا بنزلوا المطر على حسب الطلب)، وهو حديث موثق وموجود وهو كفر.
*وقفت أيضاً في مواجهة منهج الاخوان المسلمين؟
الإخوان جماعة قامت على التطرف وتكفير المسلمين، كما جاء في كتاب سيد قطب (معالم على الطريق)، حيث ذكر في ملخص حديثه، أن جميع المسلمين شعوباً وحكاماً كفروا بالله عز وجل وارتدوا عن الإسلام، ولذلك كان خروج الجماعات المتطرفة، كالقاعدة والنصرة وداعش حالياً، وكل هذه الجماعات من رحم فكر سيد قطب ومنهج الإخوان المسلمين الداعي إلى التطرف وتكفير المسلمين وإباحة دماء المسلمين بالتفجيرات وغيرها، ونحن حين ندعو نريد تصويب الناس لا تجريمهم وتصحيحهم لا الإنتقام منهم.
*لكن الإسلاميين في السودان وعلى رأسهم الترابي شكلوا منهجاً مختلفاً.. ما رأيك؟
الترابي فكره مستمد من فكر الإخوان المسلمين، وزاد عليه بعد ذلك من فكر المعتزلة والخوارج، كإنكاره عذاب القبر ونعيمه، وكذلك علامات الساعة الصغرى والكبرى، فضلاً عن فتواه بجواز إمامة المرأة وكلها باطلة وتناقض صريح القرآن والسنة، وفتواه تلك سبقه فيها آخرون، وهو لم يأت بجديد حيث قلّد من سبقوه من المعتزلة والرافضة وغيرها من الفرق.
*رغم نقدك للفكرة إلا أن الملاحظ غياب رأيك في تجربة حكم الإسلاميين في السودان رغم مشاداتك مع جل التيارات الدينية؟
منهج القرآن والسنة الذي عليه الصحابة والأئمة الأربعة يدعو للحكام المسلمين بالخير والصلاح، لأنه بصلاح الحاكم تصلح البلاد والعبادة، وبفساده تفسد الأمة، ونصيحتنا للحاكم لا تكون في العلن سواء في الصحف أو المنابر كما يفعل الجهلاء، وإنما تكون في السر كما أمر رسول الله بتقديم النصح للحاكم في السر.
*هناك جماعات على رأسهم جماعة يوسف الكودة دعت للتطبيع مع إسرائيل؟
الدعوة باطلة مستمدة من المنهج الباطل الذي تستند عليه هذه الجماعات ودعوة الكودة ليست الأولى التي استنكرها العامة قبل الخاصة من العلماء لأنه يناقض صريح الكتاب والسنة.
حوار: شهدي نادر _ صحيفة السوداني