يظل تأرجح الدولار صعوداً وهبوطاً.. مستمراً في سوقنا الفوضوية الموازية، بينما يكتفي وزير المالية بالمراقبة، ومحافظ بنك السودان بالتعليق والتصريح بأنه لا (مبرر) لارتفاع سعر الدولار والعملات الأخرى..!!
{ إذن ما العمل، من الذي بيده أن يفعل شيئاً لوقف هذا النزيف الاقتصادي المدمر؟!
{ ليس هذا فحسب، فالأدهى.. والأنكى والأمرّ أن جهات حكومية و(رسمية) دخلت سوق الدولار وصارت تشتري من السوق السوداء ملايين الدولارات، ربما لتوفير احتياجاتها لاستيراد سلع ومستلزمات وفق سياسة التمويل من (الموارد الذاتية) المعمول بها في البنوك!! ولكن أليست فوضى وضرباً للاقتصاد الوطني أن تنزل جهات (رسمية) إلى سوق المضاربات وتشتري الدولار بـ(20) و(21) جنيهاً من التجار؟!
{ من يحاسب هؤلاء.. من يحيلهم وإداراتهم إلى الصالح العام؟
{ فإذا كانت الدولة عاجزة عن توفير النقد الأجنبي عبر بنك السودان لتلك الجهات (الحكومية)، فليوقف السيد رئيس الوزراء الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” (كل) عمليات الاستيراد لجميع الوزارات والمؤسسات والشركات الحكومية.. اليوم قبل الغد، تماماً كما فعلت الحكومة المصرية العام الماضي بوقفها الاستيراد- كل الاستيراد للقطاعين الخاص والعام- لمدة ثلاثة أشهر، وأفلحت بذلك في معالجة حالة (السعار) وضبط الارتفاع المتوالي في أسعار الدولار وبقية العملات الأجنبية.
{ أوقفوا استيراد الحكومة بمؤسساتها كافة وصناديقها الاستثمارية للحديد ومواد البناء والأثاث المكتبي والمنزلي وكل المعدات والأدوات غير المتعلقة بحياة المواطن، أوقفوا استيراد السيارات وشراءها للحكومة الاتحادية وجميع الولايات..
{ ألا ترون أن “إثيوبيا” الدولة الكبرى في المنطقة ومقر الاتحاد الأفريقي.. الدولة التي هرب إليها أكثر من (600) مشروع استثماري سوداني، تستقبل ضيوفها من رؤساء الدول والحكومات بسيارات مرسيدس من موديلات الثمانينيات العتيقة؟! أما أنتم فكأنكم من أمراء السعودية والكويت، تجددون الفارهات من آخر طراز.. كل عام.. بينما تخلو خزائن مصرفكم المركزي من احتياطي النقد الأجنبي، فيسابق (دولار المارينز) في بلدكم الريح.. ويتشرّط سفير اليانكي على دولتكم الشروط!!
{ إلى متى تظل حكومتنا متفرجة وقد بلغ سعر كيلو الضأن (120) جنيهاً.. وطبق البيض (60) جنيهاً.. خليك من الدولار واليورو والدرهم والريال السعودي؟!!
{ هل لدينا حكومة بالفعل تعي أنها مسؤولة عن معاش المواطن.. مطعمه.. ومشربه وصحته.. وتعليمه؟؟
{ أم أنها حكومة للمؤتمرات والاحتفالات والمخاطبات.. لا أكثر؟؟
الهندي عز الدين
المجهر