محو الأمية الرقمية مصطلح جديد يعني تعلم استخدام الانترنت والموبايل وما إليهما من تقنيات رقمية حديثة ما يتيح للشخص التنقل من موقعة إلى أقصى مكان في العالم، ويمكن تعلم هذه التقنيات عبر الممارسة المباشرة أو عبر الدراسة المنتظمة.
ولأنه لا يمكن أن نمنع أطفالنا من استخدام هذه التقنيات وإلا صاروا خارج عصرهم فإنه ينبغي لنا بل من واجبنا السماح لهم بتعلم هذه المعرفة الجديدة، خاصة وأنهم يتفوقون في اكتساب هذه المهارة بسرعة فائقة، كما أنها تساعدهم كثيرا في إدارة شؤونهم الحياتية وتسهل عليهم الكثير من المهام، لكن من المؤسف أن معظم الأسر صارت تسمح لأطفالها باستخدام الأجهزة الرقمية في سن مبكرة، بحجه أن التكنولوجيا تجعل الأطفال أكثر ذكاء ومعرفة، لكنهم في الواقع كثيرا ما يسيئون استخدامها، وربما يقعون في براثن الكبار ومخالبهم الحادة.
جبر الضرر
في السياق، قال محمد علي إبراهيم – موظف – لـ (اليوم التالي) إن مسؤولية الوالدين تحتم عليهما حماية الأبناء من كل شر، ويتطلب ذلك الانتباه لتصرفاتهم ومراقبة سلوكهم وعدم السماح لهم بالإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية كلها خاصة الموبايل والانترنت. وأضاف: بما إننا نعيش عالم الطفرات التكنولوجيه الكبرى فإن الهاتف الجوال صار أمرا ضروريا في تسيير حياة الناس، وجعلها أكثر سهولة، وبالتالي صار من الصعوبة بمكان السيطرة على محتوياته، ولكن تبقى العلاقة القوية بين الأبناء وآبائهم ترياقا مضادا للتجاوزات أو التفلتات التي تحدث في بعض الأحيان، لذلك لابد أن يعامل الأب ابنه كصديق ويصارحه بكل شيء، ومن هذا المنطلق ينبغي أن يبتدر جبر ضرر السلبيات الناجمة استخدام الأبناء للموبايل.
الخطورة الظاهرة
إلى ذلك، قال أستاذ علم النفس حاتم يونس لـ(اليوم التالي) إن التكنولوجيا بالرغم من فوائدها الكبيرة التي تزيد من معارف الإنسان إلا أن استخدام الأطفال قد يعود ببعض المتاعب، ولاسيما أن الأعمار الصغيرة تكون أكثر تأثرا بما يدور في العالم الرقمي، ومن المعلوم أن المصاحبة المستمرة للموبايل ربما تنعكس على صحة الأطفال خاصة إذا وضعنا في الاعتبار الدوائر الكهرومغنطيسية والتعرض للإضاءة المستمرة ربما تؤثر في العينين، وأكد حاتم أن بعض الأطفال يسيئون استخدام الأجهزة عبر الانترنت في التعرض لمواقع غير ملائمة لأعمارهم، ويتركون كل ما هو مفيد في عالم التكنولوجيا. وأضاف في حديثة أن الواقع في السودان يؤكد ذلك، وطالب الأسر بالتنبه لخطورة الظاهرة والحرص على دفع الأبناء لتحقيق أكبر الفوائد الممكنة من التكنولوجيا والموبايل على وجه الدقة والابتعاد بقدر المستطاع عن الأضرار التي قد يتسبب فيها حتى نضمن مستقبلاً زاهراً للأطفال في ظل التطور والتقدم المستمر.
الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي