العائدون من السعودية.. أرزاق وحنين للوطن

حملة (وطن بلا مخالفة) التي أطلقتها المملكة العربية السعودية حطمت أحلام الكثير من السودانيين، وهم يهمون بالعودة للبلاد. أصحبت العودة حتمية للكثيرين، وكثيرون تقطعت بهم السبل، بعد زيادة نسبة الضرائب ورسوم الخدمات التي فرضتها المملكة على العمالة الوافدة . في الوقت نفسه لا يملك جهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج إحصائية دقيقة عن أعداد العائدين. (آخرلحظة) فتحت ملف الهجرة إلى الوطن، التقت بعض العائدين وخرجت بالحصيلة التالية: تحقيق: عماد النظيف ضياع العام الدراسي المغترب حسن أحمد أسرتة المكونة من (4) أفراد يقيمون منذ (7) سنوات بالمملكة، أصبحو بين عشية وضحاها كالنازحين في كل بلد.. تتمثل معاناة غالبية أسر المغتربين في ضياع العام الدراسي بالنسبة لأبنائهم، فضلاً عن عدم امتلاك معظم المغتربين للمأوى، وفقدان الوظيفة، ومن وثم ضياع الأسر بسب الأوضاع المادية التي ستقف فى طريقهم داخل السودان الذي يعاني تدهوراً اقتصادياً. كثير من الأسر السودانية لجأت للعودة الحتمية، وهي العبارة التي بدأ أحد المغتربين العائدين من المملكة حديثة بها مشيراً إلى عدم إعفائهم من الضرائب، مفصلاً المعاناة التي يعيشها المغترب السوداني بعد زيادة الضرائب ورسوم الخدمات ورفع الدعم عن السلع الاستهلاكية . المغترب القادم من الدمام عصام الحاج يقول إن العيش بالمملكة أصبح مكلفاً ولايستطيع أحد تغطية الضرائب المفروضة على الأسرة، وفضلنا العودة للبلاد، علماً بأننا لن نكون أفضل حالاً من المملكة، مشيراً لعدم إعفائهم عن الضرائب المفروضة من قبل الدولة، وأن حملة (وطن بلا مخالفة) تسببت في إيقاف كثير من العمالة الأجنبية وخاصة السودانيين. وناشد عصام الدولة متمثلة في السيد رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير بأن يسمح لكل العائدين من المملكة العربية السعودية بجلب أمتعتهم وأغراضهم من أثات وسيارات لتخفيف الضررعليهم حتى لاتزيد المأساة. ويقول العائد محمد عبد الرحمن: (كنت أعيش في وطني عزيزاً مكرماً في إحدى الولايات، لم أفكر في الاغتراب يوماً في حياتي، لكن الظروف دفعتني إلى شراء إقامة حرة بالسعودية لكي أسعد أسرتي وأهلي وأتزوج، وكان حلمي بناء مسجد في قريتنا وأن أساعد المساكين. وصلت السعودية عام (2010)م واستمرت رحلة البحث عن وظيفة، وجدتا وظيفة سائق بمرتب (1500) ريال، منها إيجار ومنصرفات شخصية وتجديد إقامة ومنصرفات أسرتي الصغيرة في السودان، واصبحت مديوناً من قبل الكفيل، وحتى اللحظة لم استطع البقاء أو المغادر. خطوة استباقية الخبير الاقتصادي هيثم محمد فتحي يتوقع عودة قرابة مليون عامل في الأيام المقلبة إلى البلاد من الملكة العربية السعودية، بسبب تخفيض الأجور والمرتبات بعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الملكة، وشملت فرض الضرائب على العمالة الأجنبية، ورفع الدعم الحكومي على السلع والخدمات، وذلك لسد النقص في موازنتها نتيجة للتدني والهبوط في أسعار النفط. وطالب الحكومة بوضع خطة استراتيجية استباقية على المدى القصير والمتوسط لاستيعاب هذا العمالة وأسرهم في مشاريع استثمارية، مع منحهم أرارضي لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة، تسهم في دفع عجلة الاقتصاد القومي للبلاد وتجنب من الآثار الاقتصادية السالبة التي قد تترتب على عودتهم، وشدد على ضرورة تفعيل دور برامج الدعم المشترك بين كافة الجهات ذات الصلة بالخارج، للمساعدة ودعمهم في مجتمعاتهم المحلية وتسهيل إجراءات استعاب أبنائهم في مراحل التعليم المختلفة. مخالفة شروط وقالت المتخصصة في العلاقات الدولية أسمهان إسماعيل إن السودان سيفقد جزءاً كبيراً من تحويلات السودانيين العائدين من المملكة، الأمر الذي يؤدي لتفاقم مشكلة الاقتصاد السوداني المتعثر بسبب العقوبات الاقتصادية .. وتضيف أن القرارات التي اتخذتها المملكة بشأن كافة العمالة المتواجدة بأراضيها تهدف لتوفير فرص عمل للشباب السعودي، وتقليل تحويلات المغتربين، في محاولة للبحث عن مصادر دخل بديلة لدعم الاقتصاد السعودي، مضيفة: لم يكن السودان إستثناءً من باقي الدول، وقد شملته قوانين الإقامة السعودية بفرض ضرائب ورسوم إضافية على الإقامة، وقد تعذر للعديد من السودانيين الإيفاء بها، ما أدى إلى عودة معظمهم للوطن، خاصة المخالفين لشروط الإقامة في ظروف تدني الوضع الاقتصادي السوداني، وارتفاع معدل البطالة وأشارت أسمهان في حديثها لـ(آخر لحظة) عن الآثار السالبة للقرارات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية متمثلة في زيادة الضغوط الاقتصادية ومشاكل المنافسة في سوق العمل المحلي والخدمات الاجتماعية، مشيرة لعدم وجود آثار سالبة في علاقة الدولتين باعتبار أن القرار شأن داخلي يخص المملكة، وهو شامل لكل الأجانب، ولم يكن السودان استثناء. وأردفت أن المملكة حددت فترة زمنية كافية للمهاجرين المقيمين بأراضيها لتوفيق أوضاعهم، وهذا لا يشكل أي خلاف بين البلدين. تخفيضات جمركية قال الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، كرار التهامي إن أعداد السودانيين المسجلين بلغ (47) ألف عائد للبلاد في سفارات البلاد بالمملكة العربية السعودية منهم (33) ألف بسفارة الرياض و(14) ألف بجدة، وأكد استعد البلاد لاستقبال العائدين، وأشار إلى أن (60%) المقيمين بصورة غير نظامية هم من العمال والحرفيين، وكشف عن ترتيبات وضعها جهاز شؤون العاملين بالخارج لاستقبال العائدين، منها إيجاد حوافز غير السعر لمدخرات المغتربين بغية ضمان مرورها عبر المصارف والسعي لتخفيض الجمارك إضافة إلى استعياب أبنائهم في المؤسسات التعليمية العامة والخاصة والجامعات، وقدر عدد السودانيين العاملين بالمملكة العربية السعودية بـ(2) مليون سوداني تقل التحويلات وأصدرت وزارة العمل السعودية قراراً بالسعودة يهدف إلى تشغيل السعوديين بنسبة (100)% في قطاع بيع وصيانة الهواتف المحمولة خلال الستة أشهر الأولى، بالتالي يفقد أعداد كبيرة من السودانيين وظائفهم . ووفقاً لمصدر رفيع المستوى ببنك السودان قال سوف تقل نسبة تحويلات المغتربين السودانيين القادمة من السعودية، بجانب الآثار السالبة التي يخلفها القرار، المتمثلة في فقدان البلاد عائدات الضرائب من المغتربين بالمملكة الذين تبلغ أعدادهم مليون نسمة. وأشار إلى التداعيات السلبية لتأثر آلاف المغتربين السودانيين بتخفيض الأجور وزيادة الضرائب ورسوم السلع والخدمات والإقامة، مما دفع كثير من المغتربين بجدية لمغادرة المملكة العربية السعودية والعودة للسودان، موضحا أنه من حق السعودية أن تتخذ ما تراه مناسباً من قرارات، بما في ذلك القرارات ذات الصلة بالمغتربين المقيمين في السعودية . ليس هنالك التزامات قانونية من قبل السودان تلزم السعودية باستبقاء أو استثناء السودانيين من القوانين التي طالت الأجانب في المملكة . وقال المصدر ان هجرة السودانيين للمملكة تكون في الغالب بقرار شخصي، وكذلك الرسوم والضرائب التي يدفعها المغتربون الذين يغادرون المملكة، ودعا المهاجرين لتحقيق أهدافهم في فترة زمنية مثلى، حتى لايكونوا تحت رحمة القوانين والقرارات والإجراءات التي تتخذها الدولة التي يعيشون فيها، مبيناً أن فترة الاغتراب تعد مرحلة من حياة الفرد المغترب يقضيها بعيداً عن وطنه لتحقيق أهداف معينة، يأتي في مقدمتها امتلاك المأوى ووسيلة الحركة، وقبل ذلك كله الحصول على دخل يمكنه من تحقيق ذاته، والعيش الكريم لشخصه وأسرته الصغيرة والكبيرة، وأضاف الاغتراب بصورة عامة يكون للحصول على العلم أو اكتساب المهارات وفنون وسبل كسب العيش. إحصائيات مقرر لجنة العائدين من المملكة العربية السعودية بجهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج عمار صباح الخير، كشف أنهم يقومون بدمج طلاب في المدارس الحكومية ومعاملة أبناء المغتربين بالجامعات مثل الطالب المحلي، وكان في السابق يتم معاملتهم كوافدين، بالإضافة إلى إعفاء الأثاثات المنزلية من الجمارك، واستخراج بطاقة تأمين صحي لكل أفراد الأسرة. ويشير عمار في معرض حديثه (للصحيفة) بعد الحملة الأخيرة التي قامت بها الملكة العربية السعودية ظهرت هجرة أقتصادية، ومعظم العائدين استقرت أسرهم وأطفالهم في البلاد، ومع بقاء الآباء في السعودية بسبب الرسوم المفروضة على الأسرة التي تبلغ (1000) ريال على المقيم، والأن يتم حصر الأسر المعسرة. في انتظار تدخل الدولة بغرض ترحليهم إلى البلاد، لكن اللجنة لم تكن على علم بوصول تلك الأسر، وعند سؤال الصحيفة عن أعداد العائدين من السعودية؟ أجاب لا نملك إحصائية دقيقة عن أعداد العائدين، وأضاف بعض العائدين يأتون بطيران خاص ويصعب إحصائهم.

اخر لحظة

Exit mobile version