اعتقدت دينيك فيرغسون، أنّها خسرت معركتها مع مرض السرطان، بعد خمس سنوات من العلاج المتكرّر الفاشل، إذ تمّ تشخيص إصابتها بسرطان الدم عام 2007، وخضعت لثلاث جولات من العلاج الكيميائي، فضلاً عن زراعة أربع خلايا جذعية.
وقالت دينيك: “لقد تناولت جميع أنواع العقاقير السامة التي تركت آثاراً جانبية مرعبة، وذات مرّة، فقدت ذاكرتي لمدّة ثلاثة أيّام، وفي عام 2008، انهارت فقرتان من عمودي الفقري، حتى عجزت عن المشي”. كما أوردت “ديلي ميل”.
وبعد أن فشلت كل تلك العلاجات ولم يعد هناك شيء آخر تقوم به، بدأت دينيك، علاجاً جديداً بعيداً عن التكنولوجيا والمخدرات باهظة الثمن. يتواجد في مطابخ الكثير منّا. واستخدمت هذا العلاج على مدى خمس سنوات، حتى تقلّصت الخلايا السرطانية وباتت لا تُذكر.
وشكّل الكركمين، وهو عنصر رئيسي من الكركم، حالة استثنائية في علاج دينييك، ما دفع المجلة الطبية البريطانية البارزة، إلى كتابة تقرير على صفحاتها، حول كيف ساهم هذا العنصر الطبيعي في تحجيم مرض السرطان.
والكركم واسمه العلمي هو (Curcuma longa) ويسمّى عند البعض بالزعفران الهندي، ينتمي إلى الفصيلة الزنجبيلية، وتنتشر زراعته في مناطق الهند وإندونيسيا، ويتم استخراجه من جذامير (سوق) النبتّة؛ بحيث يتمّ سحقه بصورةٍ ناعمة ويصبح لونه أصفر يميل إلى البنيّ، ويحتوي على الزيوت العطريّة والأصباغ التي تذوب في الماء.
وفي هذا الشأن، يقول جيمي كافيناه، بروفيسور أمراض الدم في مستشفى بارتس في لندن، والمؤلف المشارك في التقرير: “عند مراجعة، مرضها، لا يوجد تفسير بديل، لاستعادتها عافيتها، سوى مشاهدة استجابة السرطان للكركمين”.
ولا تزال دينيك، تأخذ 8 غرامات من الكركمين يومياً، في شكل أقراص، أي ما يعادل حوالى ملعقة صغيرة من مسحوق نقي الكركمين، لأنّ الكركم في المطبخ، يحتوي على 2 بالمئة من الكركمين، ومن المستحيل تناول ما يكفي من توابل الكاري للحصول على نفس الجرعة من الكركمين.
وتعرّفت دينيك (67 عاماً)، على هذا العلاج على الإنترنت، وتقول، إنّها لم يكن لديها شيء لتخسره. وهي مقتنعة أنّ الكركمين يمكن أن يساعد المرضى، لكن تكمن المشكلة في أنّ الطب لا يمكن أن يوصي به.
وتضيف “أنّه يستخدم على نطاق واسع في الطب الشرقي، ودُرست تأثيراته المضادة للالتهابات، لكن ينبغي اختباره على نطاق واسع قبل وصفه للمرضى”.
بدورها، تقول جولي رايان، متخصّصة في السرطان في مركز جامعة روتشستر الطبي في نيويورك، إنّ هناك أدلة جيدة على تأثير الكركمين على النشاط البيولوجي. وتبيّن أنّ للكركمين مجموعة من الفوائد، ترتبط بأمراض القلب والعدوى والاكتئاب والخرف. ووجدت مراجعة أميركية، أدلّة على فعاليته في الأمراض الجلدية، مثل حب الشباب والصدفية.
ونشرت مجلة “الغذاء الطبي” في عام 2016، أدلة علمية على علاج التهاب المفاصل عن طريق الكركم. بيد أنّ الباحثين دعوا إلى دراسات أكبر وأكثر صرامة لتأكيد هذا الأمر. أمّا أنجس دالغليش، بروفيسور السرطان في مستشفى سانت جورج في جنوب لندن، فمقتنع من فعالية الكركمين في علاج السرطان، بعد أن بحث تأثيره على مرضاه.
العربي الجديد