يتفاعل الرأي العام مع من يعيشون تحت الأضواء فتصرفاتهم ومواقفهم وآراؤهم تؤثر على الشارع وهم يعلمون بهذا التأثير. بعضهم يُفضل الإحتفاظ برأيه الخاص تجاه الأحداث ويصرّح بدقة وحذر خوفاً من التعرض للإنتقاد أو سوء فهم، وآخرون يتحدثون بجرأة ويعبرون عن مواقفهم بحرية فيتعرضون للهجوم من قبل الأشخاص الذين يختلفون معهم بالرأي وقد يصل الأمر الى التهديد.
يتوقع الرأي العام من الفنانين والإعلاميين الحيادية في آرئهم، فيصعب تقبلهم على طبيعتهم ويتحوَّل الجمهور إلى جلاد في حال اختلف معهم. تعوّد الناس على السياسيين ومواقفهم القوية ولكن عندما يتعلق الامر بإعلامي يعتبر كثيرون أنه لا يحق له التعبير عن رأيه وعليه أن يكون موضوعياً كي يبقى على علاقة جيدة بالجميع، أما الفنانون فوضعهم معقد أكثر نظراً للفكرة القديمة السائدة في العالم العربي على ان الفنان هو صورة جميلة ومثالية فلا يجب أن يتحدث بشكل علني عما يفكر وأجوبته يجب أن تبقى حيادية من دون التعرّض لأحد أو انتقاده، وعندما تحرر الفنانون من هذه القيود وبدأوا بإطلاق المواقف السياسية وانتقاد الآخر تعرضوا لهجوم من المعارضين لآرائهم وتلقوا تهديدات.
إليسا كانت من أوائل الفنانين الذين أعلنوا مواقفهم عندما شاركت بتظاهرة ١٤ آذار عام ٢٠٠٥ من شرفة منزلها وتوالت بعدها المواقف التي أطلقتها انطلاقاً من قناعتها السياسية. معروف عن إليسا شخصيتها القوية وجرأتها في تصريحاتها ولا تجامل أحد، وتسببت جرأتها بتكوين بعض العداوات لها.
في الآونة الأخيرة، ظهرت جرأة الممثلة نادين الراسي في مواقفها وانتقاداتها القوية لكل ما لا تعجبها، فهي تعطي رأيها بحرية. عندما سئلت عن أداء زوجها السابق جيسكار ابي نادر في التمثيل قالت إنه لم يعجبها ولا تُقْبَل التمثيل أمامه ولَم تجامل أو تبقى حيادية بسبب دقة الموضوع. ومؤخراً عبّرت عن تضامنها مع الجيش اللبناني ووجهت رسالة للاجئين السوريين الذين يستغلون اللجوء لمهاجمة الجيش، فاعتبر البعض ان ما قالته إهانة للشعب السوري بسبب عدم ووضوح رسالتها، فعادت واعتذرت وأوضحت ما قالته، الا انها لم تسلم من الشتائم والتهديدات التي وصلت إلى حد التهديد بالقتل.
الفنانة مايا دياب شخصية جريئة كما في اطلالاتها كذلك في مواقفها، لطالما عبّرت عن رأيها من دون الأخذ بعين الاعتبار ما قد يتسبب به هذا الرأي. من أشهر مواقفها الجريئة انها قالت في إحدى مقابلاتها إن ٧٠٪ من العاملين في المجال الإعلامي والفني مثليين جنسياً. وفي إحدى البرامج التلفزيونية قدَّمت لأحد الإعلاميين “بيبي دول” كهدية لزوجته رداً على انتقاده لملابسها التي وصفها بأنها “بيبي دول” فقررت الرد عليه في برنامجه.
الإعلامي طوني خليفة هو أحد أجرأ الإعلاميين العرب، يختار مواضيعه بجرأة ويكشف عن رأيه إذا استدعى الأمر. يتحدث بالدِّين والسياسة ويعطي رأيه بحرية بزملائه الإعلاميين والفنانين من دون أي قيود. وعندما حاول الإعلامي نيشان ورامز جلال الإيقاع به في برنامج المقالب الخاص بالأخير لم يتردد خليفة بفضح البرنامج ومهاجمة زميلاه.
أما الإعلامي زياد نجيم فهو الإعلامي الأكثر جرأة وتحرراً من القيود الإجتماعية، يرفض القيود ويبحث عن الحرية دائماً. شكّل حالة مختلفة بقناعاته التي يتحدث فيها بالعلن على الرغم من صعوبة تقبلها في المجتمع العربي فهو يرفض فكرة الزواج وتأسيس عائلة ويشكك بوجود الله، إلا أنه يقول دائماً: “أنا بحكي على العالي اللي بتحكيه الناس على الواطي”، تأكيداً منه على أن حريته نابعة من قناعاته وأفكاره التي يعبّر عنه في العلن.
لا زال المجتمع العربي لا يتقبل الإختلاف وجوهر مشاكله هي في طريقة التعامل مع الرأي الآخر. والمشاهير هم أكثر من يواجهون هذا التطرّف ويعانون منه خاصة مع وجود مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت منبراً يسمح لأي شخص بالتطاول على الآخر وإهانته لمجرد أنه يختلف معه.
صحيفة الجديد