ببسمته التي تملأ جزءاً كبيراً من وجهه المعطون بالملامح السودانية البسيطة يقف البروفيسور (عبد اللطيف البوني) مكاناً وسط الناس فكثيرون يحبون كتاباته ذات الطابع المختلف عبر عموده المقروء (حاطب ليل) وكثيرون تتلمذوا عبر الجامعات السودانية المختلفة، ولهذا يبدو (البوني) واحداً من الذين يساهمون بقدر كبير في تشكيل الذوق والوعي للمجتمع السوداني، ورغم كل تلك المواهب في التقديم البرامجي والكتابة والتحليل السياسي والمجتمعي والرهق اليومي، إلا أن الجلوس والحديث معه متعة لا تشعر معها بالوقت يمضي. هذه سياحة مع بوفيسور (البوني) فلنتابع:
أنت معروف بمفردتك اللطيفة والأنيقة وهي دائماً تخبئ وراءها قلب رقيق يعني كثير الحب والعشق؟
عندما دخلنا الجامعة وقبل الجامعة كنت متأثراً بالفكر الإشتراكي الواقعي، وقصيدة “محمد المكي إبراهيم” (إهانات شخصية لابن الملوح) كانت تسيطر على كثير من تفكيري، فهو كان (مدِّي) قيس بن الملوح في (عينو) ومرة كتبت هذا الكلام (محمد المكي ابراهيم حبنا لهم جعلنا لا نحب وكنا نضحك على العشاق، نعم كنا نخلط ولكن كان على خفيف، وكان عندنا شعور إستعلاء على حتة الحب دي).
لم تعش قصة حب طوال حياتك؟
نعم، لحدي ما اتزوجت ما عشت قصة حب، لكن ياريت لو عشتها وأخذت شواكيش كنت ح أكتب الآن غناء.
وكيف تزوجت؟
أذهب معك أكثر من ذلك.. زوجتي لم أرها إلا بعد خطبتها والقصة كالآتي: أنا كنت عايش حياتي العادية وأمي قالت لي: لديك بنت عمك حلوة جداً في (النوبة)، وقلت لها: ما في مانع أخطبوها لي، وبعد ذلك ذهبت لأراها وتزوجتها والحمد لله.
بصراحة ما رأيك في الزواج الثاني؟
أجمل شي في الدنيا، وفي شبابهم أنصحهم انو يعرسوا أكثر من مرة، وأنا والدي رحمه الله قد تزوج والدتنا فقط، ولكن في نهاية أيامه أبدى ندماً على أنه بقي على إمرأة واحدة.
يعني أسه انت ندمان؟
ما بقول ليك ندمان عشان تطلعوا منشيت، لكن إتمنيت لو عرست تاني.
إنت تنصح الشباب بالزواج مرة ومرتين ما هي الفوائد؟
أفتكر أول حاجة يقلل من نسبة العنوسة، وإن كان هذا ليس سبباً مهماً، أنا أشعر الرجل بطبيعته تعددي والمرأة بطبيعتها أحادية، وفي وقت أنا دعيت لزواج المسيار وأنا أفتكر هو حاجة جيدة، لأنو في نساء كثيرات جداً، طبيبات ومهندسات ومحاميات لا يحبذن إعطاء رجل كل وقتهن، ولكن يعين إلى الالتقاء مرة أو مرتين في الأسبوع، فمثل هؤلاء المسيار ينفعهم جداً، ولكن إجتماعياً يعتبر زواج المسيار عيب، ولكن أنا أفتكر انه زواج معقول جداً.
هل تفتكر أن الظروف المادية والنفسية تسمح للسودانيين بتعدد الزوجات؟
أنا أفتكر ممكن جداً لأنو في نساء مقتدرات وهن مستعدات للدفع للزواج، وأفتكر الوضع الآن أدعى لأن يكون هناك زواج مسيار.
طيب يا بروف هل سبق أن عرضت سيدة عليك الزواج بها؟
لم يحدث ذلك لي، لكن من الممكن أن ألبيها إذا كانت تحل مشكلة.
وهل وقعت في مطب من هذا النوع؟
نعم.
متى وكيف؟
قبل أربع سنوات ذهبت لمباركة خطبة زميلة وكان محدد لعقد قرانها بعد يومين وفاجأتني وقتها بأن أكون وكيلها في عقد القران أمام والدها واخوانها، وفعلا وافقت وفي اليوم المحدد لعقد القران ذهبت باكرا لخيمة العرس وانتظرنا العريس حتى تأخر إلى قرب المغرب وكان محدداً لعقد القران بعد صلاة العصر، وكانت وقتها العروس على اتصال دائم بي وتسألني (أها ناس العريس جو ولا لسه)، وكنت أطمئنها انهم ح يصلوا.. وفعلا وصلوا ولكن متأخرين وتم عقد القران وبعد نهاية العقد اتصلت على العروس لأبارك لها وفاجأتني بقولها: (كويس.. الله حلاك لأنو كنت خاتاك إحتياطي لو العريس زاغ).
وهل كنت سترضى بالزواج منها؟
كنت ح أشيل شيلتي.
ما هي الملامح الإيجابية والسلبية في المجتمع السوداني وانت تتعامل مع جيل طلبة وهو مختلف، واحتككت بهم وعرفت كثيراً من ثقافتهم وأحلامهم تفتكر ما هي الإشارات المهمة في هذه الأجيال مثلاً السلوكيات الخاطئة؟
أنت تعرف مشكلتي أنني لم أخرج من السودان كثيراً وحتى السفر العادي لا أحبذه، فأنا مثل الذي يعيش في الغابة والذي يعيش داخل الغابة لا يستطيع أن يلاحظ ما يدور بها، لكن ما لاحظته هناك فجوة جيلية يعني نحن نختلف إختلافاً كبيراً عن الجيل اللي بعدنا والمشتركات بيننا لم تكن كبيرة، وأنا كنت أظن الفجوة بيننا وبينهم كانت كبيرة لأنهم لم يدرسوا تعليم نظامي، رغم ذلك كنت أشعر الفجوة ما كبيرة، ولكن الفجوة كبيرة بيننا والجيل الورانا وهذا يتطلب مننا شوية تضحية ورجالة.
حوار: محمد إبراهيم _ صحيفة المجهر السياسي