اعلن رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، التنحي عن رئاسة الحز ب لابنائه في السياسة وأبنائه بالرحم، دون اعتزاله السياسة. أعلن المهدي عزمه التنحي عن رئاسة الحزب في المؤتمر العام المقبل، وحدد الامام (7) خيارات لرئاسة الحزب في الفترة القادمة. لم تكن خطوة مفاجئة للمراقبين، خصوصاً وأن الإمام المهدي يصنف من الزعماء السياسيين الأكثر انتقالا في المواقف، بما يفسر بأنه، كما يقول المثل السوداني: ( كُراع برّه وكُراع جُوَّه)، في سياق تعاطيه مع تقلبات الراهن السياسي واللعب على حبلي الحكومة والمعارضة في آن واحد، تارة عبر نجله الذي يشغل بالقصر الجمهوري منصب مساعد الرئيس، وتارةً عبر ابنته التي تنشط في قوى المعارضة من خلال مهامها كنائب لرئيس الحزب، الأمر الذي يبرر استمساك الإمام بأحقية ابنته مريم في الترشح لرئاسة الحزب، بقوله : (لا فيتو على أحد إذا وافق المؤتمر).. * الأمر بيد المهدي يرى نائب رئيس الحزب اللواء “معاش” فضل الله برمة ناصر أن مؤسسات الحزب التي عكف على بنائها رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي كفيلة بحسم مسألة خلافة الرئيس في حال تنحيه عن منصبه. بيد أنه عاد واستدرك بالقول إن التجربة السياسية والفكرية التي يستند عليها الإمام تجعل من العسير أيجاد من يخلفه، إلا إن كان يحظى بذات القبول الذي يحظى به المهدي محلياً وإقليمياً. ولفت برمة عبر (آخر لحظة) إلى أن الكلمة النهائية والعليا في التنحي عن المنصب هي بيد المهدي لوحده، رافضاً في ذات السياق مقارنة المهدي بابن عمه مبارك الفاضل، معتبراً أن الأدوات السياسية التي يمتلكها المهدي في الفكر والخبرة والقاعدة الجماهيرية، لاتتوفر لمبارك الفاضل، وتابع بالقول: “حقو مبارك يمد كرعينه قدر لحافه” وأردف: إن المجال المتاح ليس للمناطحة أو التفكير من منطلق شخصي. *الأمر مفتوح للنقاش يشير رئيس المكتب السياسي بالحزب أحمد المهدي إلى أن أي حديث يقوله أن حديث الصادق المهدي هو حديث في إطار ترتيب البيت من الداخل، لأجل تفرغه لمشاريعه الفكرية، ولفت المهدي الصحيفة إلى أن أي إشارة لتنحي رئيس الحزب عن منصبه متروك للمؤتمر الثامن القادم. وحو ل تسمية خليفة المهدي لفت إلى أن هذه القضية مثار النقاش فيها مكانة المؤتمر العام، كاشفاً في ذات الاتجاه عن شروع الحزب في الترتيب لانعقاد المؤتمر العام في الأيام المقبلة، مستنكراً الأحاديث التي جرت كتخمينات على لسان البعض في أيلولة منصب رئيس الحزب إلى نجل الإمام المهدي ابنه اللواء عبد الرحمن، مؤكدا أن هذا الأخير لايحمل عضوية الحزب حتى يصبح رئيساً له. وفي ذات الاتجاه يشير القيادي بالبعث وجدي صالح إلى أن عدم ثبات الأمة القومي على مواقف واضحة أفضى به إلى أن يخرج من تحالف قوى الإجماع الوطني، بعد تبنيه خطاً سياسياً مغايراً لخط التحالف، منذ تحلقه لمحاورة النظام بحسب قوله. وتابع أن عدم ثبات الأمة في المواقف سيجعله في حالة توهان، في أعقاب تنحي رئيسه عن سدة الحزب. *البحث عن بديل ويشير المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم د.الطيب زين العابدين إلى أن استمرار المهدي في موقعه يعد الأمر الراجح في حال تعرضه إلى ضغوط من منسوبي حزبه. ومضى للقول إن البديل الذي سيطرح لخلافته سيكون الفرق بينه والمهدي شاسعاً، لجهة الكاريزما السياسية الطاغية التي يتمتع بها هذا الأخير عن غيره من منسوبي حزبه. وزاد : حتى لو كان هذا البديل من أبنائه. ولفت زين العابدين بأن مريم المهدي التي تتجه إليها الأنظار لخلافة والدها في رئاسة الحزب ستواجه بعقبة طائفة الأنصار الذين سيرفضون بشدة أن تتولى امرأة رئاسة الحزب وإمامة الأنصار، جازماً بأن المهدي في حال تنحيه عن مو قعه لربما يضحى مرشداً لحزبه بصلاحيات واسعة تجعله يمسك بكافة الخيوط السياسية المتعلقة بشأن حزبه.
تقرير: أيمن المدو
اخر لحظة