نخجل (بس) !!

*اقترب موعد الزيارة السنوية لمهاتير محمد..

*فجماعتنا يأتون به ليحاضرهم في كيفية إحداث نهضة سودانية على غرار الماليزية..

*ثم لا يأخذون من نصائحه أي شيء…لأنها لا تعجبهم..

*لا يعجبهم أن يحدثهم عن ضرورة التقليص الوزاري…مع الترشيد..

*ولا عن ضرورة ضرب معاقل الفساد دونما رحمة..

*ولا عن ضرورة ترك كثرة الكلام استغلالاً لزمنه في العمل..

*ولا عن ضرورة الاحتكام إلى أدوات الديمقراطية ؛ فعلاً…لا تظاهراً..

*وكل ذلكم يقوله في ربع ساعة فقط…هي عمر المحاضرة..

*وفي كل مرة يتوافد غالب الحضور إلى القاعة عقب المحاضرة…أو في خواتيمها..

*فهم اعتادوا على البدايات المتأخرة لفعالياتنا الكلامية..

*واعتادوا على أن تكون (مقدمة) الكلام وحدها تعادل (كل) زمن محاضرة مهاتير..

*واعتادوا على أن ينتهي مفعول الكلام بانتهاء…..الكلام..

*مجرد كلام كثير….اشتهر بمثله سياسيو عالمنا الثالث الشمولي..

*بينما نظراؤهم في العالم المتطور لا يتكلمون..

*فإن فعلوا؛ فلأمر يُترجم فوراً إلى عمل… وشعارهم (خير الكلام ما قل ودل)..

*ونصيحتي لجماعتنا أن ينسوا مهاتير في عامهم هذا..

*فعدا أنهم لا يستفيدون من محاضراته فإن هذه السنة ستكون الأخيرة له إن حضر..

*سيجد كل ما حذر منه صار أسوأ مما في الأعوام الماضية..

*فعلى صعيد التقليص الدستوري والتشريعي والصرفي حدثت انتكاسة رهيبة..

*وسببها اقتسام كيكة الحوار لتستوعب حتى أمثال (تراجي)..

*وعلى صعيد ترشيد الصرف الحكومي يطير مسؤولونا يومياً لأنحاء العالم كافة..

*ومع كل طيران (تطير) نثريات دولارية من خزينتنا المرهقة..

*حتى اتحاد صحافيينا انتقلت إلى قادته عدوى الأسفار…بسبب وبلا سبب..

*وعلى صعيد تولية القوي الأمين يكفي نموذج طه..

*ثم نماذج التحلل…والتهرب…والتستر……والولاء لدول أخرى بقسم الجنسية..

*لماذا نحرص على الزيارة السنوية لمهاتير إذن ؟!..

* لماذا نفعل إن كنا لا نسمع كلامه… ولا نستفيد منه… ولا نأخذ به ؟!..

*لماذا نرهق الرجل ونحن نعلم أنه سيكرر حديث كل عام ؟!..

*وفي كل عام نكرر نحن عكس الذي ينصحنا به تماماً…وبكامل قوانا الـ(لا إرادية)..

*فإرادتنا السياسية باتت مسلوبة (الإرادة)…وأصابها الرهق..

*ولم تعد أحلامنا أن (نقفز) إلى مستوى ماليزيا ؛وإنما ألا (نهوي) لمستوى أدنى..

*فمهاتير نهض بماليزيا لأنه رفع شعار الوقت للعمل، لا الكلام..

*ولأنه رفع شعار الديمقراطية صدقاً ،لا (تجمُّلاً)..

*ولأنه رفع شعار الإسلام روحاً، لا شكلاً..

*ولم يُشاهد يوماً واحداً (يرفع) أصبعه – أو عصاه – ليصيح : هي لله..

*ولذلك دعونا لا (نرفع) ضغطه هذا العام..

*ونخجل……..(بس) !!!

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version