والبشير.. عامان.. ويذهب.
> ثم لهيب انتخابات.
> ( ودون انتخابات.. ودون سكب للأموال.. والأكاذيب و.. واختيار رئيس جديد يتم في ساعة أو ساعات.
> وللاختيار يكفي أن نطلق إعلاناً يقول
: مطلوب رئيس.
> فإن تقدم أكثر من واحد وضعنا شروطاً تجعل الخيار أضيق .. كأن نقول:
(مطلوب رئيس يستطيع جرجرة السودان ليجاور سويسرا.. ويستطيع إقناع البعض بأن الثمانين تربط السيقان والعقول.. ويستطيع أن.. وأن.
> فإن تقدم أكثر من واحد لهم هذه الصفات أضفنا شرطاً يلزم المرشح بمنازلة بطل العالم في المصارعة في جولتين.
> فإن جاء أكثر من واحد يحمل المواصفات هذه طلبنا من أقرب امرأة أن تختار واحداً.
> وهنا نضيف شرط الجاذبية!)
> المواصفات هذه.. بين قوسين.. يقدمها كتاب قبل نصف قرن.
(2)
> وأجواء الآن تعيد الكتاب الى الذاكرة.
> لكنا حتى ذلك الحين نكتفي بالتخبط ونحن نتعامل مع عالم جديد.. عالم يقتلنا لأننا لا نعرف الأسلوب الجديد.
> فنحن مثلاً.. نكشف.. ونكشف (نكشف ما تصنعه المخابرات العدو.. ونكشف البيع والشراء.
> نكشف .. دون أن ننتبه إلى أن (الكشف) هذا هو في ذاته جزء من الخداع.
> فنحن نكشف مثلاً.. أن طه فعل.. وأن بلال فعل.. وأن الاختطاف فعلته جهات كذا وكذا.
> نكشف .. وصاحب المخطط يجعلنا نكشف لأنه يعلم أننا عادة.. نكشف ثم نبتهج ثم نسترخي .. في راحة.
> ثم لا أحد يخطر له أن يسأل عن الخطوة القادمة.. كيف نصنعها.
> أو الخطوة الماضية (المخطط) .. لماذا صنعت.
(3)
> والإخلاص.. كذلك.. إخلاصنا يعمل بقوة لقتلنا.
> والنميري يصبح هو السبورة الأعظم.
> فالنميري المخلص الذي يبحث عن العلاج.. يقتل الهادي أقصى اليمين.. ويقتل عبد الخالق اقصى اليسار.. ويقتل محمود محمد طه أقصى الخلط الفكري والديني.
> وأزهري.. الليبرالي يموت في سجنه.
> و…
> والنميري يقاتل مجموعة اليسار كلها (العطا وغيره).
> ويقاتل اليمين كله (الجبهة الوطنية و…).
والنميري حين يظل يبحث عن (الخراب.. من أين يأتي) يلتفت إلى الخدمة المدنية .. مخلصاً.. يبحث عن إصلاحها.
> وفي الحكاية الشهيرة.. النميري يدهشه أن خليجياً يقدم مشروعاً ضخماً.. يختفي.
> والنميري حين يبحث يجد أن أحدهم (مدير مؤسسة) كان يخيف الخليجي هذا ويجعله يهرب.
> والنميري يدخل على المدير..
> ويحطم عظامه.
> و.. و.. لكن الإخلاص لا يصنع شيئاً.
(4)
> وستون عاماً ونحن/ حتى اليوم/ دون دستور.
> ودستور 1953م يقتله عبود.. ودستور عبود تقتله أكتوبر ودستور أكتوبر تقتله الأحزاب ودستور الأحزاب يقتله نميري ودستور نميري تقتله الانتفاضة ودستور الانتفاضة تقتله الإنقاذ و.. وكلهم مخلص مخلص.
>….
(7)
> وما بين تحطيم الدساتير وتحطيم الحكومات وحتى غليان الاختطاف الآن ما يجري هو
: حرب مخابرات.. تستخدم إخلاصنا هذا لقتلنا.
> والدول.. كل الدول.. تلزم المواطنين بالخدمة الوطنية حتى يواجهوا المدفع والطائرة عند اللزوم.. أسلحة الحرب المعروفة.
> الآن.. الخدمة الوطنية هي أن يطلق جهاز المخابرات حملة (كاملة) تجعل المواطن يعرف ما هي حروب اليوم.. ويستخدم الأسلحة التي تناسب المعركة هذه.
> وما هي.. وبالذات.. الحرب القادمة في السودان بعد .. أو في أيام المرحلة القادمة.
> حرب تبدأ الآن.. واقرأ ما شئت من صفحات الشبكة والصحف والمجتمعات.. وهذه هي أولى نقاط المطر المسموم.
إسحق فضل الله
الانتباهة