بعد تأخير افتتاح جلسات المجلس اسبوعاً من الموعد المحدد لها، رن صباح أمس جرس حاجب المجلس التشريعي بولاية الخرطوم معلناً انعقاد أولى جلسات التشريعي في دورة الانعقاد الخامسة
بحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن بكري حسن صالح، والذي استقبل بموسيقى قوات الشرطة وصف استقبال مكون من قيادة المجلس ووزراء حكومة ولاية الخرطوم يتقدمهم الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين ورئيس المجلس صديق محمد علي الشيخ، وقيادات الاحزاب السياسية والادارات الأهلية ورجال الدين والطرق الصوفيه وممثلو الشباب والمرأة والقوات الشرطية والأمنية بالولاية، الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الخامسة جاءت بعد إعلان حكومة الولاية التي كونت أخيراً بمشاركة احزاب الحوار، والتي ينتظر أن تبدأ في تنفيذ خطط ومشروعات حكومة الولاية التي ترفع شعار العمل الاستراتيجي في عملها، واستهل صديق الشيخ رئيس المجلس الجلسة بكلمة ترحيبية بالضيوف والوزراء والنواب الجدد الذين انضموا للعمل التشريعي والتنفيذي بالولاية، واستعرض أعمال المجلس خلال الفترة الماضية والتشريعات والقوانين التي اصدرها، مشيراً الى ضرورة تطبيق عدد من التشريعات الصادرة في البيئة والمرور وغيرها، وادخالها حيز التنفيذ بدلاً من تركها على الادراج، وقال إنها قوانين جيدة وتحتاج الى التنفيذ العاجل حتى ينصلح حال ولاية الخرطوم.. والجلسة كانت تمضي بسلاسة قبل أن يستغل احد افراد قوات الشرطة الموحدة الهدوء الذي سبق كلمة النائب الأول بتوجيه مجموعة من ابيات المدح لشخصية رئيس مجلس الوزراء وتذكيره بمزاملته له في احراش حرب الجنوب، وتعلمه الكثير على يد الفريق اول ركن بكري حسن صالح، وفشلت كل محاولات اسكات الشرطي الذي رفض الاستجابة لكل الاستجداءات، وصاح بأعلى صوت مرسلا شكوى مباشرة للنائب الأول ومظلمته تجاه حكومة الولاية التي يقول بأنها ازالت له (كشكاً) بمنطقة حلة كوكو بمحلية شرق النيل.. التظلم المباشر تسبب في حرج كبير لقيادة المجلس التشريعي وحكومة الولاية التي شرفها رئيس الوزراء بحضور جلسة التشريعي الافتتاحية، غير أن الفريق بكري بدأ في حديثه ومخاطبة الجلسة التي يترقب الحاضرون كلمته فيها.
انحسار في الخدمات
وقطع النائب الاول للرئيس رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق اول ركن بكري حسن صالح خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الخامسة لتشريعي الخرطوم أمس، بأن ما انجزته ولاية الخرطوم من خدمات دون الطموح، وان التقت فيه النوايا الحسنة، وقال: (اننا نتطلع الى ان تأخذ ولاية الخرطوم راية القيادة بحقها، لأنها سوف تظل (ثيرموميتراً) للاداء العام في كل منظومة البلاد الاتحادية)، واشار الى وجود انحسار في خدمات المياه وتدهور في صحة البيئة، ووصفها بالهاجس الذي يكشف عن ضعف في التشريع او التخطيط او المتابعة، واضاف قائلاً: (الخرطوم زمان كانوا بغسلوها بالليل)، وقال: (نحن نراقب ونسمع ونتلقى من المواطنين)، وأشار الى ان مواطني ولاية الخرطوم ينتظرون المجلس والوالي للعبور بهم الى مرافئ وفضاءات طموحاتهم، وقال: (فلتكن الخرطوم الوعاء الحاضن والملتقى المتفرد والظل الرؤوم للمواطنين، لأن الكل يأتيها ولا يجد منها غير وجه بسام ويد ممدودة)، وتابع: (هذا قدر الخرطوم الولاية)، وقال: (عشان كده الناس بجوكم).
إعادة نظر
ووجه بكري تشريعي الخرطوم باعادة النظر في مضامين التشريعات التي يصدرها وقوة نفاذها، واكد ان التعديات في البناء واستباحات المساحات العامة والتمدد الجائر على الشارع العام يدل على وجود اخفاقات في النشاط الحضري بالولاية، وجزم بأن خروج الارقام والنتائج من السطور الى الشارع العام يبقى تحدياً امام حكومة الولاية، ووجه حكومة الخرطوم بابتكار حلول غير تقليدية وعدم انتهاج تفكير نمطي لاستقرار وحل مشكلة الخدمات في الولاية، وقال ان العبء على الخرطوم ثقيل وموجات النزوح في ازدياد ووعاء الموارد شحيح، واكد ان التخطيط السليم والتزام الحكومة الاتحادية في واجباتها تجاه ولاية الخرطوم كفيلان بأن يحققا كثيراً من المشروعات الحضرية، وافصح عن وجود اكثر من (7) ملايين مواطن بالخرطوم، وقال: (خمس سكان السودان في الخرطوم)، واكد وجود استقرار امني في العاصمة، وقال ان الخرطوم اكثر عواصم العالم أمناً واستقراراً.
رقابة ومحاسبة
ومن جانبه اقر رئيس تشريعي الخرطوم صديق الشيخ بوجود ضعف في تنفيذ وتطبيق التشريعات التي يصدرها المجلس والعمل بمقتضاها، وقال: (تركيزنا في هذه الدورة سوف يكون على رقابة تطبيق تشريعاتنا)، ونبه الى اصدارهم قوانين للبيئة والمخالفات وتنظيم حركة المرور والصحة وتنظيم البناء والتسول، وتعهد بأن يقوم المجلس بدوره الرقابي والمحاسبي للأجهزة التنفيذية بالولاية، وأكد أن كل التشريعات مملكة للأجهزة العدلية ومنشورة عبر (الغازيتا).
سجن الحصار
وجزم صديق بأن ولاية الخرطوم تملك مقومات زراعية وحيوانية يمكنها ان تحدث طفرة تنموية هائلة في البلاد عامة، اذا استغلت الاستغلال الصحيح وتوجه الجميع نحو الانتاج والانتاجية، وقال: (نستطيع بمواردنا ان نكسر سجن الحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة علي البلاد، وبماذا يضرنا الحصار ونحن ننافس بلحوم انعامنا كل جودة وتميز في العالم، رغم انها تذهب بتكاليف عالية عبر الطائرات)، واكد ان كل المنتجات السودانية اذا أُحسن اعدادها واحكم تسويقها وترويجها فليس لها منافس.
عبدالرحمن صالح
الانتباهة