من أتى بهؤلاء.؟..وزير سابق يسأل !!

الأستاذ الظافر ..هذه وجهة نظر مخالفة لوجهة نظرك..آمل أن يتسع صدرك في إطار قاعدة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
هل نحن دولة؟ سؤال أصبح يتردد على ألسنة الكثيرين؛ وهو سؤال منطقي في ظل التخبط الذي تعيشه بلادنا والتي أصبح لها أكثر من وجه وأكثر من لسان ويظهر ذلك جلياً في عدم وجود وحدة للقيادة unity of command ولذلك لا تكاد تجد رأياً واحداً في أي قضية من القضايا في ظل حكومة المحاصصة والتي تفتقر إلى المعايير السليمة في اختيار منسوبيها .
أضرب مثلاً بموقف السودان من أزمة الخليج التي تعتبر قضية الساعة والتي تكالبت فيها قوى محور الرياض أبوظبي القاهرة على الشقيقة قطر وعلى صوت الحق والحرية قناة الجزيرة . ولأول مرة يخرج موقف الحكومة متزناً بأن السودان يدعم المبادرة الكويتية والداعية إلى حل سلمي مع إبداء كامل الاستعداد للمشاركة في هذا الجهد المقدر لرأب الصدع وحمدنا ذلك لحكومتنا وقلنا بأنها قد وعت الدرس من حرب الخليج الأولى حتى فوجئنا بذلك التصريح الصادر من وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة والذي انتقد فيه قناة الجزيرة واتهمها بعدم المهنية متجاوزاً بذلك موقف حكومته المعلن في إطار الحياد الإيجابي .
وزير الإعلام وصف العلاقة مع مصر بأنها مقدسة وهي مصر التي اتهمتها حكومته وهو الناطق باسمها بالتدخل العسكري في دارفور فأي قدسية هذه ومصر التي تعمل دون توانٍ لإسقاط حكومة الإنقاذ وعبر مواقف ثابتة وموثقة الأمر الذي يدعونا للتساؤل لمصلحة من يعمل هؤلاء .
لماذا الحملة ضد قطر الداعم الرئيسي للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني والذي تحكم مصر عليه الخناق ..فيما قطر التي وقفت مع السودان في أحلك الظروف وضد الحصار والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا موقف شخصي من وزير الإعلام أم هو موقف الدولة ..فإن كان موقفا شخصيا فلا بد من إعفاء الوزير والذي ما جاء لموقعه هذا إلا لمعارضته وادعائه بأنه مناضل من أجل الديقراطية والحرية وإن كان يُعبّر عن رأي الحكومة وهو ناطقها الرسمي فلا حول ولا قوة الا بالله ..وزير إعلامنا أثبت بأنه لا يستحق هذا الموقع وفي عهده أصبح تعليق الصحف والقبض على الصحفيين أمراً عادياً فلماذا لا يرحل أو يرحل والسؤال كما تساءل السائل من قبل من أتى بهؤلاء.
هاشم هارون
وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق بولاية الخرطوم
من المحرر
رغم نفس الرسالة الساخن إلا أنني عملا بحرية النشر أفردت هذه المساحة لرسالة الوزير الأسبق هاشم هرون ..إلا أنه من المهم احترام وجهة النظر الشخصية للوزير أحمد بلال والتي من الصعب فصلها من وجهة نظر شاغل الوظيفة العامة..لكن من المؤكد أن أحمد بلال كان شجاعا حينما تصدى بمسؤولية لحملة اغتيال سياسي وتعامل بحنكة مع استدعاء البرلمان.. إن كان هنالك جانبا ايجابيا في هذه الأزمة أنها أثبتت أن البرلمان أصبح مؤسسة فاعلة تستطيع أن تستوضح نائب رئيس الوزراء في عز النهار.

عبد الباقي الظافر-الصيحة

Exit mobile version