الشينة “مذكورة”!

* لن تخرج الأغنية السودانية من نفق المحلية ما لم ندخل في العمل ونغادر مربع الكلام وغزل الأحلام.. لن تخرج الأغنية السودانية من قوقعتها المحلية ما لم نتجاوز سقف الطموح المحدود ونضع حداً للتهيب وعدم الجرأة في طرق أبواب الفضائيات بشتى السبل من أجل تقديم أنفسنا للناس.. لن تخرج الأغنية السودانية من نفق المحلية ما لم يسافر فنان خارج البلاد ويغني لأجنبي (واحد) بدلاً من (ألف شخص) جميعهم من الجالية السودانية في البلد الذي ذهب لزيارته.. لن تحلق الأغنية السودانية في فضاءات الإقليمية والعالمية ما لم يخرج إعلامنا المقروء والمسموع والمرئي من نفق محدوديته ويصبح موصلا جيّدا للأغنيات.. لن تخرج الأغنية السودانية من نفق المحلية ما لم نكف عن طرح الأسئلة الفطيرة والنقاش العقيم وتكرار الكلام واستهلاك المفردات ونبحر في أعماق الأفعال والمبادرات..!!
* تناقصت أسهمها.. تضاءلت مساحات وجودها.. الأحداث المأساوية التي تشهدها سوريا أثرت عليها سلباً وأقعدتها عن الحركة بعد أن انطلقت بسرعة الإفلات، و(على الرغم من غياب الدراما السورية إلا أن نجوم الدارما الشوام لا يزالون يحافظون على مساحات جديرة بالاحترام)..!!
* كلما فكرت في الحديث عن الدراما السودانية، أتذكر أنه ليست لدينا دراما.. و(من العبث أن نشغل الناس بالحديث عن شيء غائب وغير موجود ولا يشكل وجوداً حتى ولو كان عبر حضور محدود)..!!
* عدد كبير من المغنيات اللائي ظهرن مؤخراً أصبحن يتنافسن في شكل الإطلالة واختيار الثياب والإكسسوارات، ونحن ندرك أن الأناقة والاهتمام بمظهر الفنان وطلته أمر مهم، ولكن ينبغي ألا ينجرفن خلف الـ(New look) بإضفاء مسحة جديدة على الوجه والشكل كسراً للرتابة وبحثاً عن التغيير، في الوقت الذي تحتاج فيه أغنياتهن لعملية (نيولوك) عاجلة أملاً في التجديد والتطوير!!
* تجليات الساحة الفنية لا أول ولا آخر لها، ولكن (الجديد لنج) هو افتخار أصحاب الأغنيات الهابطة بما تحمله من ركاكة وإسفاف وابتذال وسطحية وخروج تلك الأصوات المشروخة للدفاع عن الأغنيات (الهايفة) مما يؤكد أننا وصلنا لمرحلة متقدمة من (قوة العين) والمجاهرة بالقبُح والابتذال ففي المشهد الغنائي لم تعد (الشينة منكورة)، وما يحدث من هؤلاء المغنواتية يمثل سرقة علنية ينبغي أن يحاسبهم عليها القانون..!!
* إنهم يسرقون من أذن المستمع حصافتها، ومن الساحة الفنية احترامها، ومن الأغنية رصانتها.. والسرقة لا تعني فقط أن تضع يدك في جيب غيرك لتسحب ما بداخله من نقود دون أن يشعر بفعلتك النكراء تلك، والسرقة ليست هي فقط القفز من فوق الأسوار للاستيلاء على ما في المنازل ونهب المحلات التجارية، ولعمري إن أبشع أنواع السرقات على الإطلاق هو سرقة ثوب الحشمة والاحترام عن الفن والوجدان والذوق العام..!
نفس أخير
* وخلف نزار نردد:
قولي أحبك كي تزيد وسامتي
فبغير حبك لن أكون جميلاً
قولي أحبك كي تصير أصابعي ذهباً
وتصبح جبهتي قنديلا!

هيثم كابو

Exit mobile version