ما الجديد يا شعبنا؟!
لم تكن أمريكا تتوقع ردة فعل قوية من حكومة السودان، كانت تنام مسترخية وسفيرها في الخرطوم مستلقٍ على ظهره وهو يقول قبل يوم من صدور قرار “ترمب”: (لا أتوقع أية انتكاسة في العلاقة مع السودان بعد صدور قرار الرئيس “ترمب” مهما كان القرار)!!
}لكن ما لم تتوقعه أمريكا وسفيرها بالخرطوم.. حدث.. بل ما لم تتوقعه حتى بعض قيادات المؤتمر الوطني!! قرر الرئيس “البشير” تجميد أعمال لجنة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية حول المسارات الخمسة وهي مطلوبات أمريكا للعام 2016م لرفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل السودان.. طبعاً كانت هناك مطلوبات في العام 1999م.. ومطلوبات متغيرة في العام 2001م .. ومطلوبات مختلفة في العام 2004م أثناء المفاوضات في “نيفاشا” الكينية مع الحركة الشعبية، ومطلوبات في “أبوجا” في العام 2006م.. واستمر مسلسل المسارات إلى العام 2016، حيث قرر الرئيس الأمريكي السابق “أوباما” رفعاً جزئياً للعقوبات الاقتصادية المفروضة منذ العام 1997م على أن ترفع نهائياً في (12) يوليو (أول أمس)، ولكن يبدو أن عنصري الإثارة والتشويق قد شجعا الإدارة الأمريكية على (مط) الحلقات وتطويل المسلسل السمج.. البايخ!!
}انتهى المسلسل يا سيادة السفير “كوتسس”.. انتهت الحلقات يا ضباط مكافحة الإرهاب في الـ(C.I.A).. لا مزيد من التبرعات.. فقد قرر رئيسنا وقف حفلات العبث والاستهتار بشعبنا والاستهزاء من حكومتنا.. أما المضاربون في (الدولار) فنسألهم: ما الجديد ليرتفع الدولار؟؟ هل كانت صادراتنا عشرة مليارات دولار.. فنقصت ملياراً أو مليوناً؟! هل كانت أمريكا تمنح السودان قروضاً ميسرة.. ودعماً وقمحاً خلال الأشهر الستة الماضية، فتوقف المدد الأمريكي والأوربي ليرتفع الدولار؟!
}هل كانت بنوك دول الخليج العربي وبنوك دول الاتحاد الأوربي تعمل عبر المقاصات الدولية مع البنوك السودانية خلال الأشهر الستة الماضية، فتوقفت المعاملات فجأة بموجب قرار “ترمب” الذي مدد الرفع المؤقت للعقوبات، ولم يمدد العقوبات، لثلاثة أشهر أخرى؟! لم يكن هناك شيء يحدث من هذا وذاك.. لم يتغير أي شيء.. كلها كانت زحمة من الاتصالات والوعود والاستفسارات من شركات بنوك عربية وغربية.. هي مجرد حالة نفسية.. واقتصادنا لم يتغير.. كل المعطيات هي هي .. فما الداعي لهذا الهلع.. والمزايدات.. والمضاربات ؟؟
}ختوا الرحمن فرق صدوركم.
}جمعة مباركة.
الهندي عزالدين
المجهر