اقترح رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي إحكام تنسيق وتعاون “دارفوري ليبي أوروبي” بمنأى عن الخرطوم لإنهاء الأزمات في دارفور وليبيا، وطالب الاتحاد الأوروبي بلعب دور مركزي لإحلال السلام بالمنطقة.
وقال مناوي في ورقة قدمها، الخميس، أمام ندوة نظمها مركز الساحل للخبرة والاستشارة السياسية بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي حول “تداخلات الصراع الدارفوري بالأزمة الليبية”، إنه لا بد من التنسيق والتعاون بينهم والليبيين لتفادي الضرر الذي يلحق بالدارفوريين إثناء عبورهم إلى أوروبا.
وأشار إلى أن الهجرة هاجس يؤرق ليبيا بحكم أنها معبر رئيسي لأعداد كبيرة من المهاجرين الذين لدارفور نصيب الأسد منهم، حيث تنشط في المنطقة بين السودان وليبيا ظاهرة الهجرة غير الشرعية صوب أوروبا.
وطرح مناوي في ورقته التي عنونها بـ “الأنظمة الشمولية والفوضى في أفريقيا”، تأسيس ملتقى مشترك دائم بين أبناء دارفور والليبيين ومنظمة الساحل، تشارك فيه منظمات أوروبية لتساهم في البحث عن سبل الحل المستدام لأزمات المنطقة وحل مشكلة اللجوء إلى أوروبا”.
وحذر مناوي من أن “المنطقة بين ليبيا ودارفور أضحت أكثر الفضاءات المرشحة لأنشطة الإرهاب الدولي باسم الإسلام بسبب وجود دولة مركزية في الخرطوم تقوم على تمويل ورعاية الإرهاب من منطلق أيدولوجي”.
وتابع “نطالب الأخوة الليبيين بالتحرك سويا لتكوين آلية مشتركة لترويج السلام وخلق قنوات التواصل الاجتماعي بين الأهل في ليبيا ودارفور”.
وأوصى بتكامل الدور الليبي ـ الدارفوري، مبينا أن دارفور خلال الـ 40 سنة الماضية ظلت أكثر قربا من ليبيا في العلاقات الاقتصادية، كما أن ليبيا قدمت لتنمية دارفور أكثر مما قدمته الحكومات المركزية في الخرطوم بنسبة 60%.
وناشد المجتمع الدولي للنظر بعيدا وربط أزمة الهجرة بسياسات الخرطوم، موضحا أن أي محاولة من الاتحاد الأوروبي للبحث عن مخرج جزئي كما في محاولة محاربة الهجرة الى أوروبا عبر تخصيص أموال للحكومة السودانية لن تؤدي إلى معالجة الأزمة.
وأكد رئيس حركة تحرير السودان أن الاتحاد الأوروبي بثقله السياسي والاقتصادي لديه القدرة على حمل العالم في التحرك من أجل وضع حد للجرائم التي ترتكب في حق الانسانية سواء في دارفور أو ليبيا أو في أي بلد في منطقة الساحل.
وحث الاتحاد الأوروبي على لعب دور مركزي لإعادة الأمن والاستقرار في الإقليم.
واعتبر أن دارفور وليبيا وطبقا لارتباطهما الجغرافي والاجتماعي والثقافي والإقتصادي تتأثران بأي تداعيات سالبة، منوها إلى أن الأزمة في المنطقتين سياسية إلى درجة كبيرة ما يتوجب على الجارة الأوروبية أن تفكر معهم للوصول الى حلول سياسية تخاطب جذور الأزمة في كل من ليبيا ودارفور من أجل السلام الدائم ومعالجة مشكلة اللجوء إلى أوروبا.
وشدد مناوي أن الفوضى والاضطراب وانعدام الأمن في السودان أدى إلى افرازات حادة تأثر بها الإقليم وامتدت إلى ما ورائه إلى أوروبا وأستراليا وأميركا وآسيا عبر تنامي الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
ودعا الحكومات الأوروبية إلى معاملة المهاجرين من أبناء دارفور كلاجئين مثلهم مثل الذين يتعرضون للاضطهاد والإبادة.
وأفاد أن حكومة الخرطوم ظلت لاعبا رئيسيا في الأزمة الليبية بتدريب وإدارة العناصر المقاتلة ضمن التنظيمات الإسلامية، وهو ما اضطر المواطن الليبي والدارفوري لدفع الثمن غاليا ـ حسب تعبيره ـ.
وأشار إلى بروز ظواهر حالات القتل والتعذيب والسرقة بحق أبناء دارفور الذين يقصدون ليبيا كنقطة عبور الى أوروبا، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها عناصر مدعومة من حكومة السودان.
وناشد الأطراف الليبية لتحاشي روح الانتقام والتحلي بالحكمة وتجاوز الماضي من اجل بناء وإرساء السلام والديمقراطية، قائلا إن “وحدة ليبيا تعني الكثير لإنسان دارفور”.
سودان تربيون